ما هي رسائل استهداف هرتسيليا؟
العين برس/ تقرير
علي نور الدين
يبدو أن مدينة هرتسيليا، التي تعدّ من أثرى مدن الكيان المؤقت، قد باتت تحت مرمى نيران المقاومة، بعدما تم استهدافها مساء الجمعة 11/10/2024، بطائرتين مسيرتين، دون أن تقوم أي جهة بتبني ذلك، ما زاد الغموض والتكهنات لدى أوساط الكيان، حول الجهة المسؤولة عن ذلك. وقد أدى الهجوم الى انطلاق صفارات الإنذار في المدينة التي تقع شمالي “تل أبيب”، وانقطع التيار الكهربائي فيها، من جراء “اختراق طائرة مسيّرة من لبنان”، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية.
وأقرّ جيش الاحتلال الإسرائيلي بإصابة مبنى في المدينة، متحدثاً عن إطلاق مسيّرتين وتمكنّهما من اختراق “الدفاعات الجوية الإسرائيلية”. فيما أشارت منصة إعلامية إسرائيلية بأنّ “هذه هي أطول مسافة تقطعها مسيّرة من لبنان، حتى الآن”. وجاء ذلك بعد أن أظهر إعلام الاحتلال تخبّطاً لدى تناوله الحدث، بحيث أورد أخباراً متناقضةً بشأن مصدر الطائرات المسيّرة، وما إذا كانت قد جاءت من العراق أو اليمن.
وفيما زعم الجيش الإسرائيلي عن تمكنه من إسقاط إحدى الطائرات، تحدّثت سلطة الإطفاء والإنقاذ الإسرائيلية عن وقوع حوادث متعددة في محطة هرتسيليا، وأفادت القناة الـ12 انقطاع التيار الكهربائي في المدينة، التي باتت في ظلام كامل بعد الهجوم، ما يدحض مزاعم جيش الاحتلال. كما أظهرت الصور المتداولة هناك، حصول تضرر في مبنى دار عجزة بتل أبيب جراء إصابته بصاروخ اعتراضي إسرائيلي.
هذا الهجوم النوعي، يؤّكد مرة أخرى، أن المقاومة – أيا تكن الجهة – لديها الكثير من أوراق القوة والقدرة، لمنع الكيان من تحقيق أهدافه، بل والتسبّب في مضاعفة خسائره وجعل غالبية المدن الاستيطانية، لا سيما المهمّة جداً كهرتسيليا، تحت خطر نيران الصواريخ والطائرات الانقضاضية. كما شكّلت هذه العملية ضربة قوية لمنظومات الاعتراض والدفاع الجوي الإسرائيلية، بعد أن تجاوزتهم ووصلت الى أهدافها.
وإذا ما كان حزب الله فعلاً هو من نفّذ العملية، لكنه فضّل عدم تبنيها وفق سياسة الغموض البنّاء، فغن هذا يدلّ مجدداً، على أنه استوعب الضربة الأولى التي تلقاها واستعاد زمام المبادرة، وباتت قدرته على القيادة والتحكم والسيطرة عالية جدا، بدليل أنه يضرب نقاطا إسرائيلية محددة، أي أن ضرباته ليست عشوائية، بحيث تصيب أهدافاً حيوية في عمق الكيان. وإذا ما أدخل الحزب منطقة “تل أبيب الكبرى” ضمن الأهداف، ستكون إسرائيل حينها في معضلة كبيرة.
فما هي أبرز المعلومات حول منطقة هرتسيليا ومدى أهميتها بالنسبة للكيان؟
_سميت هذه المدينة على اسم مؤسس الصهيونية ثيودور هرتزل، وتقع على الساحل الأوسط لفلسطين المحتلة، في الجزء الشمالي من منطقة تل أبيب، وتبعد عن الحدود اللبنانية الفلسطينية حوالي 103 كم.
_تبلغ مساحتها حوالي 21.6 كيلومترًا مربعًا، وتسمى منطقتها الغربية الواقعة على شاطئ البحر هرتسليا بيتوح، وهي واحدة من أغنى وأثرى أحياء الكيان وتضم العديد من السفارات ومقار إقامة السفراء ومقار الشركات ومنازل رجال الأعمال الإسرائيليين البارزين، كما تحتوي على موانئ لليخوت وعشرات الفنادق، واستوديوهات تلفزيونية وسينمائية، وتعتبر منطقة تابعة لـ “وادي السيلكون” الإسرائيلي، بحيث يتواجد فيها أفرع لشركات مايكروسوفت وأبل.
_يتواجد فيها مركز هرتسليا متعدد التخصصات “جامعة رايخمان”، الذي يعقد سنوياً مؤتمر هرتسليا للنقاشات السياسية الاستراتيجية، وهو بمثابة قمة سنوية لأكثر المسؤولين الإسرائيليين والدوليين نفوذاً.
_تضم المدينة محطة قطار هرتسليا، التي توفر المواصلات إلى تل أبيب والقدس وبئر السبع وحيفا، وكذلك إلى مطار بن غوريون.
_في سنة 2022 بلغ عدد مستوطنيها أكثر من 106 آلاف نسمة. وعليه فإن إدخاله في دائرة الاستهداف، سيزيد من أعداد النازحين الى داخل وخارج الكيان حتماً.
المصدر: موقع الخنادق