تطويق المقاومة: إستراتيجية أمريكا الجديدة لتعزيز النفوذ الإسرائيلي
العين برس/ مقالات
كامل المعمري
لفت انتباهي بالأمس تصريح لكينيث ماكنزي القائد السابق للمنطقة الأمريكية الوسطى وقوله أن الجغرافيا تؤثر سلبا على قدرة القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط على ردع إيران، مشيرا إلى أن الهياكل الحالية قد تصبح غير فعالة في حال نشوب حرب شاملة. ويشدد على ضرورة التعاون مع السعودية والأردن وسلطنة عمان ومصر لتحديد مواقع قواعد جديدة في الغرب، مما يعزز القدرة على نشر الطائرات والدعم اللوجستي. تصريح كينيث ماكنزي يعني أن الولايات المتحدة تخطط لتوسيع وجودها العسكري في الشرق الأوسط من خلال إنشاء المزيد من القواعد في دول مثل السعودية والأردن وسلطنة عمان ومصر
توسيع القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة يُظهر بوضوح التوجه الاستعماري للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، والذي يسعى إلى تعزيز نفوذها على حساب شعوب المنطقة. هذا التحرك لا يخدم فقط مصالح أمريكا، بل يمثل أيضا خطوة خطيرة تهدف إلى تأمين مصالح إسرائيل، الحليف الاستراتيجي لها، من خلال تطويق دول المقاومة.
كما ان تزايد التعاون الأمني بين هذه الدول والولايات المتحدة سيؤدي الى خلق تحالفات عسكرية تهدف إلى مواجهة نفوذ المقاومة،
تهيئة الأرضية لإتفاقيات إبراهام
تصريحات كينيث ماكنزي والتوجه الأمريكي لتوسيع القواعد العسكرية في المنطقة قد يكون جزءا من إستراتيجية أوسع تهدف إلى تهيئة الأرضية لمزيد من التعاون بين الدول العربية وإسرائيل في إطار اتفاقيات إبراهام.
هذه الاتفاقيات، التي رعتها الولايات المتحدة وتهدف إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل وبعض الدول العربية، تعزز رؤية الإدارة الأمريكية لتشكيل تحالف إقليمي جديد يضم الدول العربية الحليفة وإسرائيل بهدف مواجهة “التهديدات المشتركة” ضد إيران والمقاومة.
التحركات الأمريكية لتعزيز وجودها العسكري في دول مثل السعودية والأردن وسلطنة عمان ومصر قد تشير إلى أن الولايات المتحدة تعمل على بناء بنية تحتية دفاعية مشتركة بين حلفائها في الشرق الأوسط. هذه القواعد ليست فقط لتعزيز الردع ضد إيران، بل يمكن أيضا أن تكون أداة لدعم اتفاقيات أبراهام وتوسيع التحالفات مع إسرائيل، مما يمكّن الدول العربية المشاركة من التعاون الأمني مع إسرائيل بشكل علني أو غير علني.
مواجهة المقاومة
من خلال هذا التوجه، يبدو أن الهدف هو تشكيل جبهة عربية-إسرائيلية واسعة يمكن أن تعمل بالتنسيق مع القوات الأمريكية لمواجهة ما تعتبره الولايات المتحدة “تهديدات إيرانية”، إلى جانب محاصرة دول المقاومة مثل حزب الله في لبنان والمقاومة في اليمن.
هذا التعاون العسكري والأمني من شأنه أن يزيد الضغوط على قوى المقاومة، ويحد من قدرتها على التحرك ويجعل المنطقة أكثر انفتاحا على النفوذ الإسرائيلي.
تأمين المصالح الأمريكية والإسرائيلية
علاوة على ذلك، فإن توسيع القواعد العسكرية الأمريكية وتطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل يهدف إلى تأمين المصالح الاستراتيجية الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة، بما في ذلك حماية خطوط الطاقة والتجارة، والسيطرة على الممرات البحرية الحيوية، وضمان استقرار الأنظمة الموالية للغرب. هذه التحركات تجعل المنطقة أكثر اندماجا في المشروع الأمريكي الصهيوني
ما يجب ملاحظته هو أن اتفاقيات أبراهام ليست مجرد اتفاقات تطبيع دبلوماسي، بل هي جزء من بنية أمنية وعسكرية تهدف إلى إعادة تشكيل التحالفات في الشرق الأوسط على أساس المصالح المشتركة بين الأنظمة العربية المطبّعة وإسرائيل، ودمج الكيان في المنطقة وتشكيل تحالف عسكري ضد محور المقاومة
– صحفي متخصص في الشأن العسكري
المصدر: عرب جورنال