أبو عبيدة: قرارنا المواجهة في معركة استنزاف طويلة والاغتيالات ليست نهاية المطاف
العين برس/ فلسطين
أكد الناطق العسكري باسم كتائب الشهيد عزالدين القسام “أبو عبيدة” في الذكرى الأولى لمعركة طوفان الأقصى، أن تلك العملية كانت ” الأكثر احترافية ونجاحًا في العصر الحديث بفضل الله والتي استهدفت فرقة عسكرية مجرمة، معززة بكل منظومات القتال والاستخبارات”. وأكد أبو عبيدة في كلمة مصورة أن عملية طوفان الأقصى هزت العدو الصهيوني وغيرت وجه المنطقة، والتي ضربنا فيها العدو ضربة استباقية هائلة بعدما وصل تخطيطه لضربة كبرى للمقاومة في غزة بكافة فصائلها إلى مراحلها النهائية.
وأوضح أبو عبيدة “بعد أن وصل عدوانه على الأقصى مرحلة خطيرة غير مسبوقة، وبعدما تغول العدو في الاستيطان والتهويد والعدوان على الأسرى وانتهاك كل المحرمات والحصار المطبق على غزة، بعد كل هذا كان القرار بتنفيذ الهجوم الاستراتيجي التاريخي ضد فرقة غزة وحامياتها العسكرية وطوقها الاستيطاني المقيت الذي يجثم على قلوب أهلنا ويحاصرنا، ويرتكب ضدنا منذ عشرات السنين كل الجرائم التي عرفتها الأمم”.
وقال “واليوم، فإن ملخص الواقع في المنطقة بعد عام من طوفان الأقصى هو كالتالي: شعب فلسطيني أسطورة على كل قصص البطولة، وغزة التي تتوارى خجلًا من عظمة شعبنا الذي يعلم الدنيا معنى الكرامة وعشق الأرض والتوق للحرية ومقاتلة المحتلين والصمود الأسطوري رغم خذلان القريب وجبن الأنظمة وتواطئها”.
وأكد انه “رغم بطش العدو ومن ورائكم من قوى البغي والإجرام، وعلى رأسها الإدارة الأمريكية وبعض الحكومات الغربية، فالتحية لشعبنا العظيم السند والظهير والنصير الذي لن تضيع تضحياته سدى بإذن الله، وما كان الله ليضيع إيمانكم وصبركم وثباتكم، يا أهلنا يا تاج رؤوسنا”.
جبهات الاسناد تستنزف قدرات العدو وتفرض عليه تهجيراً وتغلق عليه المنافذ البحرية
وأشار أبو عبيدة “أما في محيط فلسطين، فجبهات مشتعلة تقاتل إلى جانب شعبنا وتسنده، وتقطع أمل العدو بالبقاء مستقراً، جبهات تقاتل العدو مباشرة اليوم وتلتحم معه وتكبده خسائر كبيرة وتسدد له الضربات المؤلمة من لبنان العظيم الشامخ، ومن اليمن الحر المقاتل، ومن عراق الحضارة والمجد”.
وأضاف “تحلق مسيرات لبنان واليمن والعراق وصواريخها في سماء فلسطين المحتلة، وتضرب مواقع وأهداف مهمة للعدو، فتستنزف قدراته الأمنية والدفاعية وتربك توازنه، وتكبده خسائر اقتصادية وعسكرية كبيرة، كما تفرض عليه تهجيراً وتغلق عليه المنافذ البحرية بشكل شبه كامل”.
وتابع “وتشتبك الجمهورية الإسلامية في إيران مع العدو الصهيوني، وتوجه له ضربات الوعد الصادق واحد واثنان، وتنهمر الصواريخ الباليستية على قواعد العدو بالعشرات في سابقة تاريخية، تكسر قواعد طالما رسخها العدو مع شعوب ودول المنطقة، بأنهم بعيدون عن العقاب ومستثنون من المحاسبة على جرائمهم”.
وأضاف “ويشعل البطل ماهر الجازي فتيل جبهة أردنية عربية أصيلة، ملتحمة شعورياً وتاريخياً وجغرافياً مع بلادنا وشعبنا، ويعيش الكيان الصهيوني في العالم ككيان وحشي قاتل مجرم، منبوذ من كل أمم الأرض وشعوبها الحرة، كيان لا يفكر سوى في بناء الجدران والأسوار والمناطق العازلة”.
وأكد أبو عبيدة انه “لا يعتمد هذا الكيان إلا على سلاح الجو الأمريكي الصنع والتوجيه، ولا يشده إلا حبال الإدارات الأمريكية المعهودة، التي ستنقطع مهما طال الزمن، كما يعتمد على حبال أوروبية استعمارية منبوذة حتى من شعوبها، وعلى أنظمة مطبعة عاجزة لا تمثل ضمير أمتنا بشيء”.
قرارنا الاستمرار في المواجهة في معركة استنزاف طويلة ومؤلمة للعدو
ولفت أبو عبيدة إلى ان “الناظر إلى هذا الوضع يدرك أن العاقبة لشعبنا وأمتنا ومقاومتنا أمام كيان عمره الإجمالي أقل من عمر أحذية مساجد وكنائس غزة والقدس وبيت لحم والخليل ويافا، هذا الكيان لم يعش عاماً واحداً دون مقاومة وقتال، تذكره في كل محاولة للاستقرار بأنه يسرق أرضاً عربية”.
وقال “يا شعبنا وأمتنا، يا كل أحرار العالم، عام كامل ولا زلنا نقاتل في معركة غير متكافئة ضد عدو مجرم، مجرد من كل القيم الإنسانية وحتى الطبائع الحيوانية، عام مكلل بالبطولات والتضحيات”.
وأكد “يواصل مجاهدونا ومقاومونا من كل الفصائل حالة صمود وقتال بطولي بكل عزيمة وصلابة، في كل شبر من قطاع غزة، حيثما تواجد جنود العدو أو آلياته أو حشوده العسكرية، يواجهون قتالاً بطولياً غير مسبوق”، مشيرا إلى انه “لقد طورنا بفضل الله تكتيكاتنا وتشكيلاتنا القتالية وأساليب عملنا بشكل مستمر، بما يتناسب مع الظروف الراهنة ومع كل السيناريوهات المحتملة”.
وقال “بعون الله وقوته، قرارنا وخيارنا وهو الاستمرار في المواجهة، في معركة استنزاف طويلة ومؤلمة ومكلفة للعدو بشدة طالما أصر على استمرار العدوان”.
متى كانت الاغتيالات نهاية المطاف لحركات التحرر والمقاومة
وتابع أبو عبيدة “يا أهلنا، يا شعبنا، يا أمتنا، المعركة مستمرة والعدو يتكبد الخسائر يوماً بعد يوم، وإن مما يشرف مقاومتنا وحركتنا وكتائبنا في هذه المعركة، وفي كل مسيرتها، أنها تقدم الشهداء من قادتها قبل جنودها”.
وقال “إن الاحتفاء الصهيوني باغتيال قادة حركتنا والمقاومة، وعلى رأسهم القائد المجاهد الكبير إسماعيل هنية رحمه الله، هو أكبر دليل على غطرسة العدو”.
وأكد أن “فرحة العدو باغتيال قادتنا، ومن بينهم الشهيد القائد السيد حسن نصر الله، هي فرحة وهمية ومؤقتة، متى كانت الاغتيالات نهاية المطاف لحركات التحرر والمقاومة؟ تاريخ ثورتنا الفلسطينية والعربية مليء بالأمثلة التي تثبت عكس ذلك، فرحته ستنقلب حسرة”.
وقال إنه “لو كانت الاغتيالات نصراً، لكانت المقاومة انتهت منذ اغتيال الشيخ عز الدين القسام قبل 90 عاماً، ومع ذلك، استمرت المقاومة وازدادت قوة، ولو كان البطش وهدم البيوت والانتقام يوقف المقاومة، لما كان أبطال غزة يذلون العدو في كل شارع وزقاق بعد كل حرب”.
نقول اليوم لإخواننا المقاتلين في حزب الله في لبنان إننا على ثقة بصمودكم وشجاعتكم
وأكد أن “الأبطال في الضفة اليوم ينتفضون ويقاتلون، رغم كل محاولات العدو لكسرهم منذ عملية السور الواقي قبل 22 عاماً، سياسة الاغتيالات ضد قادتنا هي خاتمة خير وعلامة نصر لنا، وحسرة وخيبة على المعتدين، الله سبحانه وتعالى وعد بنصر الأحرار، ونصر الله آتٍ”.
وشدد أبو عبيدة على أنه “نحن في كتائب القسام نعمل بإرادة الله، وعينه ترعانا، يخلف القائد عشرة، والجندي ألف مقاوم، هذه الأرض تنبت المقاومين كما تنبت الزيتون، وتورث الأجيال حب المقاومة كما ورثناها عن أجيال من الأنبياء والصالحين والمجاهدين الذين ضحوا بدمائهم”.
وقال “يا أهلنا وشعبنا، يا أحرار العالم، نؤكد في كتائب عز الدين القسام بعد عام من معركة طوفان الأقصى والعدوان الصهيوني، أن العمليات التي تجري اليوم في الإقليم، ومشاركة جبهات اليمن ولبنان بشكل خاص، هي مواقف مشرفة ومقدرة من شعبنا وضميره”.
وشدد على انه “رغم حجم التضحيات والجرائم الصهيونية ضد شعوب المنطقة، فإن عمليات المقاومة العراقية المتصاعدة والمشاركة الفعالة في المعركة هي دليل على وحدة المقاومة في كل الجبهات، نوجه تحية لكل قوى المقاومة في المنطقة، ولشعوبنا الشقيقة الحرة”.
وأضاف “نقول اليوم لإخواننا المقاتلين في حزب الله في لبنان إننا على ثقة بصمودكم وشجاعتكم في تكبيد قوات العدو الصهيوني خسائر كبيرة ومؤلمة، كما وعد الشهيد السيد حسن نصر الله في مواقفه المعهودة، إننا نراهن على بسالتكم وقوتكم في المعركة”.
وقال “لقد أنهكنا في غزة هذا الجيش المهزوم على مدار عام كامل بعد هزيمته المذلة في السابع من أكتوبر، وأفقدناه نسبة كبيرة من قدراته على الأرض، وقتلنا قوات نخبته المزعومة بالمئات، التحامنا وجهاً لوجه مع جنوده أثبت فشل طائراتهم ودباباتهم واستخباراتهم”.
وأكد أبو عبيدة مخاطباً مجاهدي حزب الله “نحن على يقين بأنكم في حزب الله ستكملون المهمة بكفاءة واقتدار إذا تجرأ العدو على ارتكاب الحماقات على أرض لبنان”.
وقال أبو عبيدة “لا يفوتنا أن نبارك جهود جبهة اليمن المباركة بقيادة أنصار الله، ونثمن الحراك الشعبي المليوني لأهلنا الأحرار في اليمن المعطاء، والهتافات الصادقة ونداءات أهل اليمن لله وللأقصى ترفع الرؤوس وتشهد لها الهمم”.
وأضاف “نقدر كل الحراك الشعبي من الشعوب الشقيقة والصديقة حول العالم، التي لم تتوقف عن مساندتنا منذ عام كامل في جميع القارات والدول دون استثناء، في دعم قضيتنا العادلة”.
وقال “ما يحدث اليوم في الضفة الغربية والقدس المحتلة من حرب وعدوان همجي، وخاصة مجزرة طولكرم، يؤكد أن جرائم العدو في غزة ليست استثناء، إنها سياسة ممنهجة تمارس في كل مكان يتواجد فيه شعبنا، حيث يسعى الاحتلال إلى تهجيرنا وقتل هويتنا بأساليب إبادة بطيئة”.
وتابع “قرارنا باشعال معركة طوفان الأقصى كان صرخة في وجه العدو والعالم الصامت، أو المتآمر، أو العاجز أمام قهر شعبنا، حكومة الاحتلال الحالية، بحقدها الإرهابي، لا تريد أن ترى فلسطينياً غرب نهر الأردن، هذا ما عبر عنه نتنياهو بخرائطه التي عرضها أمام العالم”.
عملية يافا حلقة فيما هو قادم
وشدد أبو عبيدة، على أن “فهم شعبنا وشبابه المجاهد من كل الأطياف أن هذا العدو لا يفهم إلا لغة القوة، وأن السلاح لا يواجه إلا بالسلاح. في الضفة الغربية، من جنين إلى نابلس، لقن مقاومونا العدو دروساً قاسية، تذكيراً بأن شعبنا لن يتراجع حتى استعادة حقوقه كاملة”.
وأكد “وما عملية يافا الأخيرة وما سبقها من عمليات بطولية لمجاهدينا في الضفة إلا حلقة فيما هو قادم، إن كل الأهداف في أرضنا المحتلة مستباحة كرد على الإبادة الجماعية لشعبنا، تحية لمجاهدي ومقاتلي شعبنا الأبطال في جنين، وطولكرم، ونابلس، وكل المدن”.
وقال “يا مقاومي الضفة، لقد هزت عملياتكم كيان العدو، وندعوكم لتصعيدها للرد على عنجهية حكومة العدو النازية، آمال شعبنا وكرامته كانت دوماً رديفة لفوهات البنادق وضربات الرد المقدس ضد قطعان المستوطنين وجنود الاحتلال، نحن على ثقة أن المقاومة ستواصل تصعيد ضرباتها”.
ما حدث مع الأسرى الستة في رفح قد يتكرر
وقال للعدو بخصوص ملف أسرى العدو والتبادل، “نقول لجمهور الاحتلال وعائلات أسرهم إنه كان بإمكانهم استعادة أسراهم أحياء منذ عام، لو أن ذلك تماشى مع طموحات نتنياهو ومصالحه، لكانت الصفقة تمت، حرصنا منذ اليوم الأول على حماية الأسرى والحفاظ على حياتهم”.
وأوضح “لا يعقل أن نقصد قتل الأسرى أو إيذاءهم، فهذا ليس من تعاليم ديننا وهدفنا الإنساني من احتجاز الأسرى هو مبادلتهم بأسرانا وبحقوق شعبنا، ما حدث مع الأسرى الستة في رفح قد يتكرر طالما أن حكومة نتنياهو تتعنت وتضع العراقيل أمام صفقة التبادل”.
وأكد أبو عبيدة “لدينا تعليمات واضحة لكل المجموعات المكلفة بحراسة الأسرى: دخول أي منطقة اشتباك يعرض الأسرى لخطر نيران المعارك، وهذا ما حدث في حالات سابقة وربما يتكرر مستقبلاً، مصير أسرى العدو مرهون بتصرفات حكومته، فكلما طال تعنتها، ازدادت المخاطر على الأسرى”.
وأوضح أنه “بعد مقتل عدد من أسرى العدو بنيران جيشهم أو بتسبب حكومتهم، فإن حالة الأسرى المتبقين باتت صعبة للغاية، لا نستبعد أن يدخل ملفهم إلى نفق مظلم، ربما يخلق عشرات “رون أراد” جدد، ليكون ذلك أكبر دليل على فشل العدو الاستراتيجي والأخلاقي في تاريخه”.
بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لمعركة طوفان الأقصى، دعا أبو عبيدة “إلى أكبر تضامن إسلامي وعربي وعالمي مع الشعب الفلسطيني، ونطالب بالدعم العسكري والمالي واللوجستي للمقاومة، وبالتظاهرات والاحتجاجات الشعبية، ومقاطعة العدو وحلفائه في كل مكان.”
أضعف الإيمان هو استنفار العلماء في الأمة لتبيان حقيقة الصراع
كما دعا إلى “إطلاق أكبر حملة إعلامية عربية وإسلامية ودولية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومته، ومواجهة آلة الكذب الصهيو-أمريكية المضللة، نحث أيضاً على شن أوسع هجوم سيبراني على الكيان الصهيوني من جميع خبراء الحرب الإلكترونية ومؤيدي المقاومة.”
وقال “يجب أن يفهم الصهاينة أنهم منبوذون من كل العالم الحر، وأن مظلة العار التي توفرها لهم الإدارة الأمريكية وبعض الحكومات الغربية الأوروبية هي مظلة مثقوبة”.
كما دعا أبو عبيدة “نخب وعلماء الأمة إلى تجاوز التضامن القلبي واللفظي الخجول، إلا من رحم ربي، ونقول لعلمائنا ودعاة أمتنا: هل تنتظرون صباحاً تستيقظون فيه على خبر هدم المسجد الأقصى المبارك، لا قدر الله؟”.
وقال “ونحن إذ ودعنا شهر مولد نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم، فإن نصرته تكون بنصرة مسراه ومعراجه إلى السماء، الذي يدنسه شذاذ الآفاق كل يوم ويحاولون هدمه وتهويده، إن أضعف الإيمان هو استنفار العلماء في الأمة لتبيان حقيقة الصراع، وبيان شرعية وقدسية معركتنا وفريضة الجهاد للدفاع عن أقصانا وأرضنا المقدسة، بعيداً عن الخطابات الطائفية التي تفرق الأمة”.
واضاف أبو عبيدة “هذا هو المأمول منكم، يا أحفاد العز بن عبد السلام، وأحمد بن حنبل، وابن تيمية، وغيرهم من علماء الإسلام العاملين المجاهدين، لقد كانوا قدوة للأمة عبر العصور بمواقفهم الشجاعة في القضايا الكبرى، اليوم، نحتاج منكم شجاعة مماثلة في مواجهة الظلم والعدوان”.
وفي الختام وجه ابو عبيدة “التحية لأرواح شهدائنا الأبرار الذين ارتقوا في أعظم معركة من أجل دين الله ونبيه، ومن أجل قضيتنا العادلة التي عرفها التاريخ، الشفاء للجرحى، والحرية للأسرى الأبطال في سجون الاحتلال، والتحية لشعبنا الصابر والمجاهدين الأبطال في كل الجبهات”.
وقال “ولا تهنوا في مواجهة الأعداء، فأنتم تعلمون، وهم يعلمون، وترجون من الله ما لا يرجن. وكان الله عليماً حكيماً. إنه لجهاد، نصر أو استشهاد”.
المصدر: موقع حركة حماس