اليمن في المقدمة: القوة التقنية الجديدة تردع الغطرسة الصهيونية
العين برس/ تقرير
في تفاعل منها مع التحولات الاستراتيجية التي تشهدها المنطقة، تعمل وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة في اليمن زيادة وتيرة التأهيل والتدريب آخرها تخريج دفعات جديدة من الكليات الحربية والبحرية والجوية والدفاع الجوي، وهو ما يعكس الاستعدادات والجهوزية العالية وتعزيز الاستعداد لمواجهة التحديات المتزايدة. هذه الحقائق أكدها وزير الدفاع والإنتاج الحربي محمد ناصر العاطفي خلال تخريج الدفعات العسكرية يوم أمس والذي كشف أن المؤسسة العسكرية اليمنية تشهد تحديثا كبيرا في المنظومة الصناعية العسكرية. وأن اليمن تضع نصب عينيها فرض معادلات جديدة في الساحة العسكرية والسياسية، وأن المؤسسة العسكرية ستكون جاهزة دائمًا للرد على أي اعتداءات من العدو الصهيوني. مؤكدا أن العدو الإسرائيلي وداعميه يدركون تمامًا أن اليمن ليست لقمة سائغة، بل قوة رادعة تعتمد على الإرادة الصلبة والتقدم التقني.
شواهد تأثير الصمود اليمني كثيرة، منها تصريح رئيس كيان العدو الإسرائيلي “هرتسوغ” لشبكة سكاي نيوز البريطانية التي كشف فيها أن “الحوثيين” في البحر الأحمر يؤثرون على تكاليف معيشة كل عائلة بريطانية أو عائلة أوروبية أو عائلة أمريكية، موجها حديثه لمن أسماهم بالحلفاء أن عليهم الوقوف إلى جانب الكيان في الحرب، خاصة في هذا الوضع الرهيب”
صحيفة “التلغراف البريطانية” من جهتها وصفت تصرفات واشنطن في البحر الأحمر بالجنون لأنها تكرر نفس الخطوات الفاشلة وفي نفس الوقت تريد نتائج مختلفة.
حظر الملاحة
ومع تصاعد وتيرة الحظر الذي تفرضه البحرية اليمنية على السفن الإسرائيلية أو المرتبطة بالعدو الإسرائيلي، اتخذت شركات الشحن الكبرى قرارًا بالابتعاد عن عبور المضائق المائية الرئيسية، مبدية خوفها من مخاطر تجاوز أي اعتبارات مالية.
تختصر الأرقام والمعلومات التي قدمها تقرير شركة “لويدز” حالة التدهور؛ مشيرة إلى تحول تكتيكات الجيش اليمني نحو استخدام الزوارق المسيّرة، مما اعتبرته أمريكا وحليفاتها يثير قلقًا إضافيًا خاصة وقد أصبح بإمكان الجيش اليمني الآن استهداف السفن المعادية بدقة متزايدة تخلق سياقًا مزعجًا للشحن التجاري؛ فقد تراجعت عمليات مرافقة السفن، لتجد الأسواق الأوروبية والبريطانية نفسها محملة بتكاليف أعلى، بينما لا يزال الوضع في البحر الأحمر يراوح مكانه.
الشركة ذكرت أن هذه الظروف تطرح تساؤلات حرجة حول فاعلية الاستجابة العسكرية في المنطقة، حيث تُستنزف الموارد والقوات دون تحقيق نتائج ملموسة. وأضافت: “ما الذي يحصل حقًا في البحر الأحمر؟ وهل ستستمر القوى الغربية في تجاهل تحذيرات واضحة من المخاطر المتزايدة”؟ .
في سياق التقرير التالي ثمة تناول لكل هذه الديناميكيات المثيرة للقلق، لنؤكد بوضوح أن الوقت قد حان لإعادة التفكير في الاستراتيجيات الحالية قبل أن ينفد الفاصل الزمني المتاح للتغيير.
امتلاك اليمن الأنظمة الكهروضوئية
المخاوف الأمريكية بشأن قدرة اليمنيين على تحسين أنظمة الدفاع الجوي في تزايد مستمر، وذلك بحسب تقرير حديث نقلته شبكة “إن بي سي نيوز” الأمريكية. حيث أشار الخبراء إلى أن (الحوثيين) قد طوروا قدراتهم القتالية بشكل ملحوظ في الأشهر الأخيرة، مما يزيد من إمكانية استهدافهم الدقيق للأهداف الأمريكية. مضيفة أن التكنولوجيا الجديدة، التي تشمل أنظمة الصواريخ المتطورة، تمنح القوات المسلحة اليمنية القدرة الفائقة على إسقاط الطائرات بدون طيار، ومنها طائرات MQ9، مما يُشكل تهديدًا كبيرًا للعمليات العسكرية.
التقرير تنبه إلى أن القوات الأمريكية تواجه تحديات كبيرة في التصدي لهذه الأنظمة الدفاعية الفائقة، وخاصة مع اعتماد “الحوثيين” على الأنظمة الكهروضوئية بدلاً من الرادارات التقليدية. حيث تُعتبر هذه الأنظمة الكهروضوئية مثار قلق كبير لدى الامريكيين، حيث يصعب اكتشافها من قبل نظم الكشف الجوي المتاحة للولايات المتحدة، مما يقوض القدرة الأمريكية على تحديد مواقع إطلاق الصواريخ أو حتى الرد عليها بفاعلية.
الخبراء يتوقعون أنه نتيجة لهذا التقدم التكنولوجي، بات اليمنيون قادرين على حرمان البحرية الأمريكية من العمل بشكل آمن وفعّال في البحر الأحمر. فصواريخ اليمن البالستية ودفاعاتهم الجوية قد فرضت قيودًا صارمة على تحركات السفن الحربية وحاملات الطائرات الأمريكية، مما يصعب على الولايات المتحدة القيام بعمليات عسكرية آمنة وبحرية كانت ملائما لها في السابق.
زيادة القلق تأتي مع ما تم ذكره من أن القوات المسلحة اليمنية قد تمكنت من إسقاط عشر طائرات تجسسية أمريكية من طراز MQ9 منذ السابع من أكتوبر من العام الماضي. هذا الأمر يزيد من المخاوف الأمريكية، بل ويصرف انتباه العالم إلى إعادة النظر في استراتيجيات الأمن البحرية والدفاع الجوي الأمريكية في تلك المنطقة الحيوية.
في ظل هذه الظروف، ومن وجهة النظر الأمريكية، فإن “الحوثيين” قد اكتسبوا ميزة استراتيجية قد تقلب موازين القوى في البحر الأحمر، بما يضع الواقع، من الوجهة الأمريكية، أمام إجراء تقييم شامل لمستقبل الولايات المتحدة في هذه المنطقة واستكشاف خيارات جديدة للتكيف مع هذا الواقع المتغير بسرعة.
(البنتاغون) يعترف بالهزيمة
واعترفت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) يوم الأربعاء بإسقاط طائرتين أمريكيتين بدون طيار من طراز (إم كيو-9) في اليمن، وذلك بعد أن أعلن الجيش اليمني عن إسقاط ثلاث طائرات خلال أسبوع واحد. وقد صرح الجنرال باتريك رايدر، المتحدث باسم البنتاغون، أن “الحوثيين” أسقطوا الطائرة الأولى في العاشر من سبتمبر، والثانية يوم الإثنين الماضي، مشيراً إلى أن التحقيقات لا تزال جارية والأسئلة حول تفاصيل هذه الحوادث لم يتم توضيحها.
في حين أن البنتاغون أنكر بعض التقارير التي تشير إلى إسقاط الجيش اليمني لعشر طائرات من هذا النوع منذ نوفمبر الماضي، إلا أنه لم يقدم تقديراً بديلًا، مكتفيًا بالإشارة إلى اعتبارات تتعلق بأمن العمليات.
يمكن لهذا الطراز من الطائرات والتي تكلف حوالي 30 مليون دولار لكل منها، أن تطير على ارتفاعات تصل إلى 50000 قدم (15240 مترًا) ولديها قدرة تحمل تصل إلى 24 ساعة قبل الحاجة إلى الهبوط. وقد حلقت الطائرات من قبل الجيش الأمريكي ووكالة المخابرات المركزية فوق اليمن لسنوات، وفق “اسوشيتد برس”.
وتعتبر اليمن هي أكثر منطقة شهدت إسقاط طائرات أمريكية من نوع (إم كيو-9) على الإطلاق، سواء وفق الإحصائيات التي تقدمها قوات صنعاء، أو فق اعترافات الولايات المتحدة منذ 2015.
وتعتبر (إم كيو-9) المسماة بـ”الحاصدة” هي الطائرة بدون طيار الأكثر تطوراً لدى الجيش الأمريكي، وتبلغ قيمتها حوالي 32 مليون دولار، بدون تكاليف التشغيل والذخائر الهجومية المتنوعة..
التحديات الكبيرة والهدف بعيد المنال
وتكثف البحرية الأمريكية جهودها للاستفادة من الدروس المستفادة من دروس معاركها العام الماضي في البحر الأحمر، خاصةً في سياق مواجهة تهديدات جديدة قد تنجم عن صراع مع الصين في المستقبل. ووفقًا لوكالة أسوشيتد برس، تسعى البحرية إلى تعزيز قدراتها التدريبية والتقنية لمواجهة التحديات المعاصرة، مثل الطائرات بدون طيار والزوارق المسيّرة اليمنية.
ليزا فرانشيتي، رئيسة العمليات البحرية الأمريكية، كشفت الضغوط الكبيرة التي تواجه البحرية الأمريكية مشيرةً إلى ضرورة أن تكون 80% من القوة جاهزة في أي وقت للانتقال إلى القتال، وهو هدف يبدو بعيد المنال في الوقت الحالي. وقد أضافت أن التجارب في البحر الأحمر، حيث كان هناك وجود مكثف للتصعيد العسكري، كشفت عن العديد من التحديات، بما في ذلك مواجهة الطائرات بدون طيار التي أُطلقت من اليمن، والتي أثبتت أنها أكثر تعقيدًا وصعوبة في الاستهداف والإسقاط.
المشكلات الأخرى التي تعاني منها البحرية الأمريكية تشير إليها رئيسة العمليات البحرية الأمريكية بالقول: “في البحر الأحمر كانت هي المرة الأولى التي نكون فيها في منطقة اشتباك بالأسلحة لفترة طويلة”.. وبناءً على هذه التحديات، يبدو أن البحرية الأمريكية تواجه صعوبات كبيرة في جاهزيتها لإحداث أي تفوق عسكري في مختلف المسارح البحرية.
وتظهر هذه التطورات الحاجة الملحة للبحرية الأمريكية إلى تحديث استراتيجياتها وتكتيكاتها لمواجهة التهديدات المتزايدة، خاصة مع بروز اليمن كقوة جديدة إلى جانب روسيا والصين، ما يستدعي تحضيرات أكبر في مجال التطوير التكنولوجي والتدريب والتجهيزات.
الغرب يعجز عن إنهاء أزمة البحر الأحمر
في غضون ذلك، تشير تقارير صحيفة “TradeWinds” النرويجية إلى عجز الولايات المتحدة والدول الغربية عن إيجاد حلول فعالة لإنهاء الأزمة الحالية في البحر الأحمر، حيث تستمر العمليات البحرية التي تنفذها قوات الجيش اليمني دعمًا لغزة. فقد أكد المشاركون في اجتماع الاتحاد الدولي لشركات التأمين البحري أن الخيارات المتاحة للحكومات الغربية في هذا السياق أصبحت محدودة للغاية، خصوصًا بعد أن أثبتت الهجمات اليمنية نجاحها في تعزيز قضيتهم.
وفي السياق، أكدت المحللة إليزابيث براو من مؤسسة المجلس الأطلسي أن تراجع النفوذ الأمريكي والتأثير الإعلامي القوي الذي يحظى به “الحوثيون” يؤديان إلى إيجاد خيارات ضئيلة أمام المصالح الحكومية ومصالح الشحن الكبيرة.
كما أن هناك شعورًا بأن الضغوط الغربية ليست كافية لإقناع “الحوثيين” بتغيير استراتيجياتهم الهجومية. وهو الشعور الذي دفع مالكو سفن الشحن إلى التعبير عن قلقهم من الوضع الحالي، حيث وصفوا الإبحار عبر البحر الأحمر بأنه “جنون.
تغيير آليات تجارة التجزئة البريطانية
وقال موقع “”SupplyChain360 البريطاني المتخصص في شؤون سلاسل التوريد، إن الوضع في البحر الأحمر يغير آليات تجارة التجزئة البريطانية، من حيث إجبار التجار على تخزين السلع قبل موسمها، لتجنب التأخيرات الكبيرة في التسليم نتيجة إجبار السفن التي تستهدفها قوات اليمن، ومنها السفن البريطانية، على تحويل مسارها حول رأس الرجاء الصالح.
وفي تقرير للموقع بعنوان “أزمة البحر الأحمر تعيد تشكيل تجارة التجزئة في المملكة المتحدة”، مؤكدا أن أزمة البحر الأحمر تتسبب في تحول كبير في استراتيجيات تخزين قطاع التجزئة قبل موسم الكريسماس، حيث يضطر تجار التجزئة، وخاصة في المملكة المتحدة، إلى ضمان مستويات تخزين كافية في وقت أبكر بكثير من المعتاد بسبب الأزمة”.
أما وكالة رويترز فنقلت عن شركة فورتيكسا لأبحاث الطاقة قولها إن :العملياتُ اليمنية في البحر الأحمر أثَّرت على واردات أمريكا من زيت الوقود.
أمريكا في أكبر معركة بحرية منذ الحرب العالمية الثانية
مؤسسة بروكينجز للأبحاث أكدت في تقرير للكاتبة أليسون ماينور أن الولايات المتحدة تشارك في أكبر معركة بحرية منذ الحرب العالمية الثانية، وأن الحرب في اليمن قد عززت من قوة “الحوثيين” الذين تقاتلهم أمريكا. وتساءل التقرير عن الفرص التي كانت متاحة للولايات المتحدة لمنع الحرب أو على الأقل تخفيف حدتها بين عامي 2011 و2015.
التقرير حدد ثلاث فرص رئيسية كان من الممكن أن تستغلها واشنطن لتجنب التصعيد، ولكن فشلت في ذلك بسبب مجموعة من العوائق النظامية. من هذه العوائق، صعوبة موازنة العواقب المتوسطة الأجل مع الضرورات القصيرة الأجل، بالإضافة إلى الحاجة لتكييف المواقف السياسية الأمريكية في ظل الظروف المتغيرة، وتعبئة انتباه المسؤولين الأمريكيين لاستصدار قرارات سياسية حاسمة.
وأشار التقرير إلى أن مبادرة الولايات المتحدة الأخيرة لمواجهة “الصراعات”، وهي قانون الهشاشة العالمية لعام 2019، لم تكن كافية لمعالجة هذه العوائق ولم تساعد في منع حرب اليمن.
وبعد التصعيد، أصبح لدى الولايات المتحدة خيارات سياسية محدودة لمواجهة “الحوثيين” في البحر. ومع ذلك، كانت هناك فرص للدفع نحو مسار تفاوضي موثوق، بربط الدعم العسكري الأمريكي للتحالف بقيادة السعودية بأهداف واضحة، مما كان يمكن أن يؤدي إلى تقليل نطاق ومدة الصراع بشكل كبير، وكان ذلك سيكون أقل كلفة بكثير بالنسبة للولايات المتحدة.
أزمة اقتصادية في الكيان
وفي الداخل الإسرائيلي، أدى إغلاق ميناء “إيلات”، إثر حظر البحرية اليمنية مرور السفن الإسرائيلية و المتصلة بالعدو من باب المندب، إلى حدوث أزمة اقتصادية متزايدة في الكيان الصهيوني، حيث أشارت تقارير حديثة من موقع يوميوم إلى أن شركة موانئ “إسرائيل” قد أوصت وزراء المواصلات والمالية بإصدار أمر استيراد مؤقت إلى الميناء عبر البحر الأبيض المتوسط، وذلك في ظل التوترات المتصاعدة في الشمال.
وفقاً للتقارير، يتضمن الاقتراح توجيه السفن القادمة من أوروبا أو التي تتجنب منطقة الرجاء الصالح إلى ميناء “إيلات”، مما يساهم في تجنب الرسو في موانئ حيفا أو أسدود. وتبين أن الوصول إلى ميناء “إيلات” عبر البحر الأحمر لا يزال معقداً بفعل العمليات اليمنية، بينما يعتبر المرور عبر البحر الأبيض مكلفاً وغير آمناً، مما يعكس المخاطر المرتبطة بهذه الخيارات.
ومع ذلك، أوضح مدير ميناء “إيلات” لموقع يوميوم الصهيوني أن عبور الأبيض إلى ميناء “إيلات” عبر السويس سيكلف زيادة سعرية في كل مركبة تتراوح بين 250-350 دولار. موضحا أن ميناء “إيلات” له أهمية استراتيجية ويقدم مساعدة للقاعدة البحرية فضلا عن الدخل الاقتصادي الهائل لولا توقفه منذ عام دون أي نشاط.
وأكد موقع يوميوم الصهيوني أنه في حالة نشوب حرب إقليمية سيصبح ميناء “إيلات” نقطة الرسو الوحيدة الآمنة والمكلفة شريطة ألا تطاله طائرات وصواريخ اليمن.
في ذات السياق ذكر إعلام العدو أن “الحوثيين” يجرون تنسيقاً مشتركاً مع حزب الله بالضربة القادمة وقد نجحوا بالفعل بضرب وسط البلاد قبل أيام قليلة لكن محور الضربة سيكون حزب الله.
إجازة غير مدفوعة الأجر لموظفي ميناء “إيلات”
وذكرت صحيفة “ذا ماركر” الاقتصادية العبرية أن القضاء في كيان العدو وافق على قرار إدارة ميناء أم الرشراش (إيلات) بإرسال 26 موظفًا في الميناء في إجازة غير مدفوعة الأجر، وذلك كخطوة لتخفيف الخسائر التي يواجهها الميناء الذي توقف عن العمل منذ ديسمبر الماضي.
وأضافت الصحيفة أن “التجارةَ البحريةَ التي تأتي من الشرق الأقصى إلى إسرائيلَ تدور حول إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط، وبما أنه ليس من المنطقي اقتصاديًّا المرورُ عبر قناة السويس والعودة منها -لأنه عبورٌ يكلف مئات الآلاف من الدولارات لكل سفينة- فَــإنَّ السفن التي تصل إلى “إسرائيل” ترسو في موانئ حيفا أَو أشدود، وهكذا توقف النشاط الرئيسي لميناء إيلات، والذي كان يتمثَّلُ بشكلٍ رئيسيٍّ في تفريغ السيارات”.
وأشَارَ إلى أنه “بالمقارنةِ مع ما يقارب 150 ألف سيارة تم تفريغها في ميناء “إيلات” العام الماضي، فَــإنَّ العدد هذا العام سيكون في حدود الصفر، والنشاط الوحيد في الميناء هو السفن السائبة المخصصة للتصدير والتي تصل مرة كُـلّ شهر أَو شهرين”.
وجاء قرارُ تسريح الموظفين بعدَ فشل اتّفاق كان قد تم الإعلانُ عنه بين نقابة العمال في كيان العدوّ، وإدارة الميناء، لتعويضِ الأخيرة عن النفقات الشهرية الكبيرة، ونقل جزء من موظَّفي الميناء إلى ميناء أشدود، حَيثُ رأت الإدارة أن الاتّفاق لا يكفي لتعويض الخسائر وأنه لا بد من تسريح الموظفين.
الإحباط في “إسرائيل” عميق ويتزايد
وأكدت عدة تقارير عبريّة صدرت مؤخرًا أن الإحباط في كيان العدو الإسرائيلي قد ازداد بسبب فشل التحالف الأمريكي البريطاني والقوات الغربية في التصدي للحصار البحري الذي تفرضه القوات المسلحة اليمنية، والذي أدى إلى إغلاق ميناء “أم الرشراش” (إيلات) وتسبَّب في تسريح عدد من الموظفين بالرغم من اعتراض نقابة العمال.
وقالت مجلة אפוק – מגזין | חדשות | פרשנויות – Epoch Magazine العبرية في تقريرا لها نقلت فيه عن مصادرَ سياسية في كيان العدوّ قولها: إن “إسرائيلَ محبطةٌ من نشاط التحالف الذي شكّلته الولاياتُ المتحدة في البحر الأحمر” مشيرةً إلى أن القواتِ المسلحةَ اليمنية ”تواصلُ حصارَها البحري لـ “إسرائيل”، ومضايقة السفن التي تقول إنها تبحر إلى إسرائيل”.
وقالت المصادر التي نقلت عنها المجلة: إن “الدولَ الغربيةَ فشلت في ردع الحوثيين” حسب ما ذكر التقرير الذي نقل أَيْـضاً عن مصادرَ عربية قولها: إن “أنصار الله لديها قدرة كبيرة على استيعاب الضغوط والصمود أمامها، حتى لو كانت حرب استنزاف طويلة”.
وأشارت المجلة العبرية إن “الحوثيون” أطلقوا مطلع الأسبوع، صاروخاً أرض-أرض على “إسرائيل”، لم تعترض قوات التحالف الدولي الصاروخ في البحر الأحمر، كما فشلت أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية في اعتراضه، في النهاية أجزاء سقوط الصاروخ وسط الكيان واحتفل “الحوثيون”، وهذا بالنسبة لهم إنجاز آخر بعد أن تمكنوا في 19 يوليو الماضي من التسلل بطائرة بدون طيار إلى منطقة تل أبيب.
“إسرائيل” خسرت الحرب
على ذات الصعيد أكدت قناة “إيه بي سي نيوز” الأمريكية أن كيان العدو الإسرائيلي تكبد خسائر في الصراع مع حركة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن. وذكرت القناة أن مسؤولين “إسرائيليين” أشاروا إلى أنه من المرجح أن يستمر “الحوثيون” في هجماتهم على “إسرائيل”، حتى مع وجود وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وأفادت القناة بأن العدو الإسرائيلي يواجه صعوبات في بلورة ردود فعل مناسبة على الهجمات المتزايدة من قبل “الحوثيين”، خاصة بعدما استُهدفت “إسرائيل” مؤخراً بصاروخ فرط صوتي. وأوضح أحد المسؤولين أن “الحوثيين” يعتبرون كقوة عسكرية مستمرة، مشيراً إلى أن التقييمات تشير إلى أنهم سيواصلون شن الهجمات، بغض النظر عن تطورات الوضع مع حماس في غزة.
رعب بالستي اليمن في قلوب الصهاينة
وأكدت قناة “سكاي نيوز” الأمريكية في تقرير لها أن إطلاق صاروخ باليستي من حركة أنصار الله (الحوثيين) اليمنية وضع كيان العدو الإسرائيلي في حالة تأهب قصوى. وذلك بعد أن قطع الصاروخ مسافة تصل إلى 1000 ميل من اليمن حتى سقوطه في وسط الكيان.
وأفاد التقرير بأن الصهاينة في المناطق المحتلة لاحظوا حالة من الذعر، حيث هرعوا إلى الملاجئ بعد دوي صفارات الإنذار التي اندلعت في عدة مناطق، بما في ذلك مطار بن غوريون الدولي. كما تم سماع دوي انفجارات عالية، ادعى جيش الاحتلال بأنها ناجمة عن صواريخ اعتراضية.
ومن جهة أخرى، كشف مسؤولون صهاينة أن أجزاء من الصاروخ سقطت في مناطق مفتوحة بالقرب من تل أبيب، تحديدًا في كفار دانييل، على بعد حوالي 4 أميال (سبعة كم) من مطار بن غوريون، مما أسفر عن إصابة تسعة مستوطنين في هذه المنطقة.
في الختام
يجدر بنا تأكيد حقيقة أن التطورات الأخيرة في الصراع مع العدو الإسرائيلي تبرز أهمية التضامن العربي والإسلامي في مواجهة التحديات المشتركة. إذ يثبت اليمن، من خلال قدرته على الردع والمقاومة، أن القضايا المصيرية لا تزال تتطلب تضافر الجهود وتلبية نداء الواجب. على الأمتين العربية والإسلامية أن تستلهم من صمود الشعب اليمني، وأن تتكاتف من أجل نصرة القضية الفلسطينية التي تمثل جوهر الصراع في المنطقة.
إن الدعم الفاعل والموحد للقضية الفلسطينية، سواء عبر المظاهرات، أو العمل الدبلوماسي، أو تقديم المساعدات، يمكن أن يشكّل تغييراً حقيقياً في موازين القوى لصالح الحق والعدالة. لذا، يجب على بقية دول الأمتين العربية والاسلامية أن تستمد العزم من تجارب محور المقاومة، وأن تعزز من قواها وتضامنها مع المحور من أجل تحقيق الطموحات المشروعة لشعوبنا نحو الحرية والاستقلال. إن تأييدنا للقضية الفلسطينية ليس مجرد خيار، بل هو واجب جهادي وإنساني يفرضه علينا الواجب الديني والرابط التاريخي والمصير المشترك.