اليمن يهدم مستقبل الصناعات الأمريكية.. طائرات MQ9 إلى محرقة التاريخ
العين برس/ مقالات
زين العابدين عثمان
في إطار معركة الجو حققت قواتنا المسلحة -بعون الله تعالى- نقلة نوعية في تحييد أحد أخطر أنظمة طيران العدو الأمريكي، وبالتحديد طائراتMQ-9 ريبر(الاستطلاعية -المسلحة). و تم اسقاط الكثير من هذه الطائرات بشكل متصاعد أثناء تنفيذها مهام الاستطلاع، والتجسس في أجواء المحافظات اليمنية، حيث وصلت الاحصائية إلى 13 طائرة، منها 4طائرات تم اسقاطهن خلال فترة العدوان الأمريكي السعودي الاماراتي على اليمن و9طائرات خلال معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس” لإسناد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
بالتالي، هذا العدد الكبير من عمليات الاسقاط، وبالأخص خلال معركة “الفتح الموعود” يوحي بشكل واضح أن اليمن -بفضل الله تعالى- قد تمكن فعلاً من تحييد أكثر من أسطول طائرات MQ9 التي تمتلكه القوات البحرية الأمريكية، فقد تم اسقاط 9طائرات من أصل 15 طائرات.
لذلك، هذا يعتبر انجازاً غير مسبوق لليمن، وهزيمة ساحقة لأمريكا، وأهم أسلحتها الاستكشافية، فطائرات MQ9 ليست درونات تكتيكية محدودة القدرة، فهي تمثل العمود الفقري لسلاح الجو المسير الأمريكي بشكل عام، ورأس الحربة التي تعتمد عليها أمريكا للقيام بمهام تجسسية واستطلاعية معقدة لا يمكن القيام بها من خلال الأقمار الصناعية،
لذلك تحييدها، واسقاطها من قبل الدفاع الجوي اليمني، وعلى أرض يمنية له أبعاد وتداعيات مفصلية، فهو بالدرجة الأولى يمثل ضربة قاصمة للعدو الأمريكي، باعتبار الأخير خسر أهم، وأحدث طائرات الاستطلاع، والتجسس، وأخطر تكنولوجيا كان يعتمد عليها في شن الاعتداءات ضد اليمن، وضد القوى المناهضة له في المنطقة، محور المقاومة، فقد استخدمها في حرب الاغتيالات التي كان منها اغتيال الشهيد الرئيس صالح الصماد، والقائد قاسم سليماني، وعدد من قادات محور المقاومة في سوريه والعراق ولبنان وغيرها.
بالتالي، أهمية طائرات MQ9 بالنسبة للعدو الأمريكي تفوق باقي نظيراتها من الطائرات، نظراً لحداثتها، وقدراتها وكلفتها الباهظة، وما تحققه من نتائج، حيث سنحاول عرض أبرز التفاصيل والقدرات في هذا السياق:
طائرات MQ9 تقنية محدودة يمتلك سلاح الجو الأمريكي عدد محدود يصل إلى 300 طائرة.
من مهامها الرئيسة الاستطلاع والتجسس، وجمع المعلومات الاستخبارية، وتحديد الأهداف وضربها، إضافة إلى تنسيق المعلومات مع سلاح الجو المقاتل الثقيل في مسار تحديد وضرب الأهداف.
القدرات
تملك هذه الطائرة، نظاماً رادارياً متطوراً، وكاميرات ومستشعرات عالية الدقة تستطيع مسح منطقة عمليات واسعة، وجمع المعلومات التفصيلية عبر التجسس على أنظمة الاتصالات واختراقها، وتحديد بصمة الصوت والأهداف المتحركة والثابتة.
يمكنها التحليق على ارتفاع 15كم ولمسافة 1000ميل 27ساعة.
تتسلح بأنواع مختلفة من الصواريخ عالية الدقة منها 8 من الصواريخ والقنابل الموجهة بالليزر كقنابل GDAM و16صاروخ نوع هيلفاير المصمم لاغتيال الشخصيات، وضرب الأهداف المتحركة.
تكلفة الطائرة الواحدة تصل الى30مليون دولار.
لذا، فهذه القدرات والمواصفات تجعل هذه الطائرة أحد جواهر الصناعات الأمريكية الذي تفرض عليها قيوداً سرية وصارمة في مسألة امتلاكها، وتشغيلها، فطالما وضح الخبراء الأمريكيون أن تقنيات هذه الطائرة يجب أن تكون محصورة فقط لدى الشركات المصنعة والجيش الأمريكي مع التركيز الشديد في استخدامها بالشكل الذي لا يجعلها تسقط في أيادي الأعداء، وتتسرب معلوماتها التقنية.
لذلك، قواتنا المسلحة، وبعد أن أسقطت الكثير منها -بفضل الله تعالى- وجهت للعدو الأمريكي ضربة قاسية، فعدد من الطائرات التي سقطت طيلة فترة العدوان إلى اليوم كانت في حالة شبه سليمة، ويمكن الاستفادة منها واستنساخ تقنياتها بالهندسة العكسية.
بالتالي، الأمريكي عسكرياً أمام مصيبتين: الأولى خسارته لهذا السلاح الاستراتيجي الذي يمثل ركيزة أساسية في إطار عدوانه على اليمن، والثانية استيلاء قواتنا المسلحة على تقنيات هذا السلاح وتركيبته البنائية ومعلوماته السرية، والتي ستعزز -بعون الله تعالى- القدرة على استنساخه، والارتقاء بالأساليب والتكتيكات لمواجهته بكفاءة أكبر.
باحث عسكري
المصدر: المسيرة نت