لعبة توزيع أدوار بين واشنطن وتل أبيب… نتنياهو يعرقل وبايدن يضع “اقتراحاً جديداً” على طاولة المفاوضات
العين برس/ تقرير
عقب ساعات على المؤتمر الصحافي الشهير أو بتوصيف آخر “مطالعة فيلادلفيا” لرئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، التي أوضح فيها الأخير لرأيه العام مزاعمه وحججه للبقاء في هذا المحور ولو على حساب مقتل كل الأسرى الصهاينة في قطاع غزة، وبالتالي إفشال كل الجهود لاتمام صفقة تبادل ووقف لاطلاق النار، عقب ذلك، خرجت الولايات المتحدة الأميركية لتعلن، يا للمصادفة، عن “اقتراح جديد” “سيكون العرض الأخير الذي تقدمه في إطار جهود الوساطة التي تبذلها بالتعاون مع قطر ومصر”، حسبما صرّح أحد المسؤولين الصهاينة.
ونقلت شبكة “إن بي سي” الأميركية عن مصدر مطلع أن زوجة أحد الأسرى الإسرائيليين الستة الذين قتلوا في رفح، رفضت مقابلة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهونقلت شبكة “إن بي سي” الأميركية عن مصدر مطلع أن زوجة أحد الأسرى الإسرائيليين الستة الذين قتلوا في رفح، رفضت مقابلة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو
وفي وقت قال فيه هذا المسؤول إنه “من غير المتوقع أن يحتوي المقترح الأميركي الجدي على تغييرات جوهرية مقارنة بالمقترح الأخير”، أي وبالتالي لا يمكن التعويل عليه كثيراً لإحداث خرق جوهري على مستوى المفاوضات، لذا فإن الأمر يبدو أنه يقتصر على عدم تجميد المحادثات بشكل كامل، استناداً إلى مصالحة أميركية، وترك الساحة بالكامل للتصعيد العسكري.
وفي سياق التطورات، فقد أبلغ رئيس الموساد، دافيد برنياع، الوسطاء في مفاوضات تبادل الأسرى أن الكيان “يوافق على الانسحاب الكامل من محور فيلادلفيا في إطار المرحلة الثانية من الاتفاق المحتمل مع حركة حماس”، وذلك خلافاً للموقف العلني الذي عرضه رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو. ولم ينفِ مكتب رئيس الحكومة هذا التقرير، ولكنه أشار إلى أن “الكابينيت لم يُطلب منه حتى الآن مناقشة أي جزء من المرحلة الثانية من الصفقة”، بحسب هيئة البث العام الاسرائيلية “كان 11”.
لكن، وبحسب “كان 11″، فإن “الولايات المتحدة، ومصر، وقطر تجري محادثات مكثفة في الأيام الأخيرة بهدف صياغة مقترح تسوية لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى”، ورجحت أن يتم الإعلان عن المقترح بواسطة الرئيس الأميركي، جو بايدن، بحلول يوم الجمعة المقبل.
وذكرت المصادر نفسها أن الزيارة التي أجراها رئيس الموساد إلى الدوحة، الإثنين، جاءت في هذا السياق، وأضافت أنه “من المحتمل أن تستمر المحادثات هناك في الأيام المقبلة” لحين وضع اللمسات الأخيرة على المقترح الأميركي الجديد.
من جهة ثانية، نقلت مصادر مطلعة عن مسؤول في حركة حماس قوله إن “واشنطن لوّحت بالانسحاب من مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين الحركة و”إسرائيل”، إذا لم يجر التوصل إلى اتفاق خلال أسبوعين”.
الخدعة الفعالة
وتجدر الإشارة إلى أن من الواضح أن لا نية لدى نتنياهو حتى اللحظة لوقف الحرب، وهو الذي لم يحقق صورة نصر يؤسس عليها للحؤول دون نهاية حياته السياسية، وفي هذا الاطار جاء ما نقلته “صحيفة هآرتس” عن مصدر في الائتلاف الحاكم قوله إن “قرار رئيس الحكومة ضد الصفقة كان منذ أسابيع”، موضحاً أنه “اكتشف أن محور فيلادلفيا خدعة فعالة”. أما وزارة الخارجية المصرية، وهي وسيط دائم في المحادثات، فقد أكدت أن تصريحات نتنياهو الأخيرة تهدف إلى “تشتيت انتباه الرأي العام الإسرائيلي، وعرقلة التوصل إلى صفقة لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والمحتجزين”.
وفي هذا الاطار، جاء تصريح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، الذي لفت إلى أن “صفقة وقف إطلاق النار التي قدمتها “إسرائيل” في أيار/ مايو الماضي تتضمن انسحاب الجيش من محور فيلادلفيا”، وهذا يتقاطع مع تصريحات المصدر في الائتلاف لـ “هآرتس” والذي قال إن “نتنياهو وافق منذ فترة طويلة على الانسحاب الكامل من محور فيلادلفيا والإخلاء الكامل للقوات”، وأن “كل ما حدث خلال اليومين الماضيين يشكل ضررًا كبيرًا للمفاوضات، ولو لم تظهر هذه المطالب فجأة، لكانت الصفقة قد أُبرمت منذ وقت طويل”.
في المقابل، زعم المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، مساء أمس أن بلاده “تعارض وجوداً طويل الأمد لقوات من الجيش الإسرائيلي في غزة”، قائلاً إن التسوية الأخيرة التي “قبلتها الحكومة الإسرائيلية”، تنص على “انسحاب” جيش الاحتلال “من المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، بما في ذلك محور فيلادلفيا”.
وقال “الآن، هناك عدد من التفاصيل التي تتطلّب مفاوضات إضافية للتوصل إلى كيفية وفاء الطرفين بالتزاماتهما بموجب الاتفاق”. وأكد ميلر أن “إنجاز اتفاق يتطلب من الطرفين إظهار مرونة، يجب على الطرفين البحث عن الأسباب التي تدفعهما إلى القول نعم عوضاً عن تلك التي تدفعهما إلى قول لا”.
وهنا لا بد من الإشارة إلى تصريحات القيادي في حركة “حماس”، أسامة حمدان، الذي أكد أنه “لا شيء جديداً بشأن الصفقة، ونتعامل فقط مع ما نتلقّاه من الوسطاء”، لافتاً إلى أن “الولايات المتحدة لم تضغط بشكل مناسب على نتنياهو وحكومته ولم تقم بما هو مطلوب منها”.
لبيد: الحرب ستستمر ما دامت هذه الحكومة موجودة
هذا وجدد زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد هجومه على حكومة نتنياهو اليوم، قائلاً “ما دامت هذه الحكومة موجودة فإن الحرب ستستمر”، موضحاً أن “إنهاء الحرب يصبّ في مصلحة “إسرائيل” أمنياً واقتصادياً وسياسياً”.
وأضاف لبيد أن “”إسرائيل” تحتاج إلى إنهاء هذه الحرب بشروطها الخاصة وإتمام صفقة المختطفين وإغلاقها”، وفق تعبيره.