ميزانية حرب ضائعة: الحملة الأمريكية في اليمن وكارثة الإنفاق العسكري
العين برس/ مقالات
عبدالرزاق علي
يكشف تقرير جديد نشره موقع Responsible Statecraft عن فشل ذريع للحملة العسكرية الأمريكية في اليمن، والتي استمرت لأكثر من تسعة أشهر دون تحقيق أهدافها المعلنة. هذا الفشل، الذي كلف الخزينة الأمريكية مليارات الدولارات، يثير تساؤلات جوهرية حول استراتيجية واشنطن في المنطقة، ودورها في تأجيج الصراع بدلاً من إطفائه.
أوجه القصور في الحملة:
غياب التخطيط الاستراتيجي: يسلط التقرير الضوء على غياب رؤية استراتيجية واضحة للحملة، حيث اقتصرت على عمليات عسكرية تكتيكية دون معالجة الأسباب الجذرية للصراع.
ارتفاع التكاليف دون جدوى: تكبدت الولايات المتحدة تكاليف باهظة في محاولة اعتراض صواريخ الحوثيين وطائراتها المسيرة، دون أن تحقق أي تقدم يذكر في وقف هذه الهجمات.
التجاهل للأسباب الجذرية: يعتبر التقرير أن السبب الرئيسي لفشل الحملة هو تجاهل الولايات المتحدة للأسباب الجذرية للصراع، والتي ترتبط بتضامن الحوثيين مع القضية الفلسطينية.
الآثار المترتبة:
تأجيج الصراع: يؤدي استمرار الحملة العسكرية إلى تأجيج الصراع في اليمن والمنطقة، ويزيد من حدة التوترات الإقليمية.
تعميق الأزمة: لا يخدم استمرار هذه العمليات المصالح الوطنية الأمريكية، بل يعمق الأزمة الإنسانية في اليمن ويهدد بمزيد من التصعيد.
زعزعة الاستقرار: تساهم الحملة في زعزعة الاستقرار في المنطقة، وتشكل تهديدًا للأمن البحري والملاحة الدولية.
الخلاصة:
يشير فشل الحملة العسكرية الأمريكية في اليمن إلى ضرورة إعادة النظر في الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة. فبدلاً من اللجوء إلى الحلول العسكرية، يجب على الولايات المتحدة العمل على إيجاد حلول سياسية شاملة للصراع، تأخذ في الاعتبار الأسباب الجذرية وتلبي مطالب جميع الأطراف.
كما يجب على المجتمع الدولي الضغط على الأطراف المتحاربة للجلوس إلى طاولة المفاوضات والتوصل إلى تسوية سلمية.
توصيات:
وقف العمليات العسكرية: يجب على الولايات المتحدة وقف العمليات العسكرية ضد الحوثيين فوراً.
دعم الحل السياسي: يجب على المجتمع الدولي دعم جهود الأمم المتحدة لإيجاد حل سياسي شامل للصراع في اليمن.
معالجة الأسباب الجذرية: يجب معالجة الأسباب الجذرية للصراع، بما في ذلك القضية الفلسطينية.
تعزيز الدبلوماسية: يجب تعزيز الدبلوماسية والحوار بين الأطراف المتحاربة.
أخيرا:
إن فشل الحملة العسكرية الأمريكية في اليمن يمثل نقطة تحول مهمة في الصراع. فإما أن تستمر الولايات المتحدة في التمادي في نهجها الفاشل، أو أن تتبنى نهجًا جديدًا قائمًا على الحوار والتفاهم. الخيار الأول سيؤدي إلى مزيد من المعاناة والدمار، بينما الخيار الثاني يمثل الأمل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار في اليمن والمنطقة.
المصدر: عرب جورنال