السيد عبدالملك الحوثي: التحضير للرد على العدو الإسرائيلي مستمرّ والتوقيت سيكون مفاجئًا له
العين برس/ صنعاء
شدد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، على أنّ “العدو الإسرائيلي يتجاوز كل الخطوط الحمراء وينتهك كل الأعراف والقوانين ولا يلقي بالًا لأي اعتبارات”. ولفت، في كلمته الاسبوعية حول تطورات العدوان على غزة والمستجدات الإقليمية، إلى أنّ “المستجدات في غزة والممتدة إلى الضفة هي شواهد تبين لنا حقيقة العدو الإسرائيلي وخطره”، موضحا ان “استمرار الإجرام الصهيوني بكل تلك الوقاحة والجرأة والإبادة الجماعية هو عار إنساني على المجتمع البشري”.
وذكر أنّ “العدوان على الضفة وما يجري في القدس وغزة يوضح حقيقة التوجه الفعلي لرسم مشهد جديد في فلسطين بحماية ومساندة أميركية”، وقال: “هناك تواطؤ واضح من بعض الأنظمة العربية مع العدو وتمنيات أن يحقق آماله الشيطانية للدخول في التطبيع”.
ورأى الحوثي بأنّ “الأخطر من اقتحامات المسجد الأقصى حديث أحد المجرمين الصهاينة عن التوجه لبناء كنيس يهودي في المسجد”، في إشارة إلى وزير الأمن الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، مؤكدًا أنّ “خطوة بناء كنيس يهودي ينبغي أن تُقابل من المسلمين بحسب واجبهم الديني بالجهاد في سبيل الله والموقف العملي”.
وأشار الحوثي إلى أنّ “الأميركي يُقدّم دائمًا الدعم السياسي لخداع الرأي العام، وبهدف احتواء الرد من حزب الله وإيران باسم المفاوضات، ثم يُفتضح”، مضيفًا “الأميركي لا يتوقف حتى عن تقديم أفتك أنواع الأسلحة لقتل الأطفال والنساء في غزة، ويبذل كل جهده في حماية العدو الإسرائيلي ليواصل الإبادة الجماعية في غزة”.
وقال: “القسام مع السرايا وبقية الفصائل لا تزال متماسكة وثابتة في مواجهة العدو الإسرائيلي”.
وحول جبهة جنوب لبنان، أوضح الحوثي أنّ “حزب الله نفّذ عملية الرد متجاوزًا الضغوط الكبيرة التي مُورست على لبنان بشكل عام وكل محاولات الاحتواء للرد”، مشيرًا إلى أنّ “حزب الله وجه ضربة قوية للعدو الإسرائيلي ولا يزال الملف مفتوحًا على أساس التقييم للنتائج”.
ورأى أنّ “جبهة حزب الله على مستوى الإسناد اليومي جبهة ساخنة بضرباتها المستمرة وما تلحقه من خسائر بالعدو، ولها تأثير كبير وهي جبهة إذلال للعدو وعبّر عن ذلك قادة إسرائيليون”.
وعن الرد الإيراني على اغتيال “إسرائيل” رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، شدد السيد الحوثي على أنّ “إيران تؤكد حتمية الرد والأميركي في حالة استنفار كبير لمحاولة احتواء الرد، ويحاول أن يجنّد معه حتى بعض الأنظمة العربية لتشارك معه في إعاقة الرد والتصدي له”.
ورأى السيد الحوثي أن “من يفرط في المقدسات يمكن أن يفرط في عرضه وشرفه ووطنه وهي حالة خطيرة ينبغي على المسلمين إعادة النظر في ذلك”، موضحا أن من لم يحركه مشهد تمزيق القرآن فلم يعد فيه ذرة من الإيمان، وانتماؤه للإسلام صار مجرد انتماء شكلي.
وأشار إلى أن الأنظمة العربية الرسمية والنخب وحتى أوساط الشعوب قابلت الحديث عن بناء ” كنيس يهودي ” بالصمت والسكوت، وأن السكوت عن تمزيق القرآن وتهديد الأقصى سيرى فيه اليهود حالة استسلام للأمة وخنوع وخوف وتنكر للدين.
وقال : ” ينبغي أن يعي كل مسلم الحقائق التي تفرض نفسها فوق كل الصور الزائفة التي يسعى اليهود والعملاء إلى التغطية عليها”، مضيفا أن استباحة المجتمع البشري في حياتهم وأموالهم وأعراضهم بالنسبة لليهود عقيدة وثقافة، وأن التخاذل الواضح للكثير من أبناء الأمة سبب في جزء كبير مما يقع على الشعب الفلسطيني.
وأشار السيد الحوثي إلى من يظنون أن الصمت والتخاذل سيفيدهم فهم مخطئون ولم يستفيدوا من القرآن ولا من التاريخ، مؤكداً على أن الجهاد في سبيل الله هو الخيار الوحيد لمواجهة التمادي الصهيوني.
وأكد السيد الحوثي أن العدو الصهيوني يستمر في ارتكاب المجازر بحق الشعب الفلسطيني، موضحاً ان المجازر بلغت حتى هذا الاسبوع 3570 مجزرة وكل مجزرة منها تعتبر مجزرة إبادة يستهدف بها العدو الأطفال والنساء.
و نوه إلى أنه من العار على المسلمين الصمت أمام كل هذا الإجرام الذي يمارسه العدو الصهيوني بكل أنواع الأسلحة، ومنها التجويع والحصار الخانق.
وأوضح ان العدو اتجه للتصعيد بشكل كبير في الضفة الغربية وهو الأكبر منذ 22 عاماً يستهدف عددا من المدن والمخيمات، مؤكدا أن العدو اتجه لتدمير المنازل والمستشفيات والمدارس وكل البنى التحتية.
ونوه إلى أن ممارسات العدو الصهيوني ترتكز أيضا على الدعم الأمريكي والرعاية الغربية، مستنكراً حالة الصمت والخضوع العربي والإسلامي.
وجدد التأكيد على أن الدور الأمريكي واضح وهو شريك في كل ما يفعله العدو الإسرائيلي من جرائم وخطوات عدوانية مستفزة في كامل فلسطين المحتلة.
وبين أن العدو الأمريكي شريك أساسي على مستوى التخطيط والتنفيذ في كل ما يحصل، مشيرا إلى أن الأمريكي هو الذي يوفر الدعم المادي وكل آلات القتل التي يستخدمها العدو الإسرائيلي لقتل الأطفال والنساء بالجملة.
وقال إن العدو الأمريكي يقدم كل الجهود ليتمكن العدو الصهيوني من تنفيذ كل مخططاته الاجرامية، مؤكداً أن الرصيف الأمريكي المزعوم هو وسيلة لذر الرماد على العيون والتغطية على آلة التجويع والاجرام الصهيونية.
وأشار إلى أن العدو الأمريكي يعمل على الضغط على كل الأطراف التي تساعد الشعب الفلسطيني في لبنان واليمن والعراق وايران، وندد بالمواقف الأممية التي تساوي بين الضحية والجلاد،
ولفت السيد الحوثي الى أن هناك عمليات نوعية نفذتها القوات البحرية من بينها اقتحام سفينة “سونيون” التي كانت تخالف قرار الحظر وتحمل شحنات للعدو الإسرائيلي، منوهاً إلى أن هذه العملية الشجاعة والجهادية الجريئة عملية مهمة قام فريقان من القوات البحرية باقتحام تلك السفينة في مرحلتين وتدمير ما فيها من الشحنات والاستهداف للسفينة ذاتها وتفخيخها وتفجيرها.
وأوضح أن العملية وثقت بمشهدها الكبير والمؤثر الذي يبين ان الأمريكي كاذب تجاه أي ردع للعمليات اليمنية المساندة للشعب الفلسطيني.
ونوه السيد الحوثي إلى أن العمليات مستمرة بمستويات عالية من الفاعلية رغم التعقيدات، لافتاً إلى أن هناك تراجع في مرور السفن المرتبطة بالعدو، ما يعكس تأثير هذه الضربات وفشل التحركات الأمريكية الغربية، موضحاً أن هناك عملية أخرى على سفينة ثانية فيها بضائع سائبة،.
وأكد أن فاعلية العمليات هي بالمستوى التي يعترف بها ضباط أمريكيون وبريطانيون وغربيون وصهاينة بأنها فاعلة جداً وحاسمة ومسيطرة ومتحكمة بالوضع، وأصبح مستوى السيطرة واضح في منع السفن المرتبطة بالعدو الصهيوني من العبور والاستهداف المباشر لها بفاعلية وتدمير.
ولفت إلى أن فاعلية العمليات على اقتصاد العدو متصاعد وعلى العدو الأمريكي والبريطاني كذلك.
وفيما يتعلق بالتحضير للرد أكد قائد انصارالله للعدو، أن هذا المسار مستمر وسيكون مفاجئاً للعدو، موضحاً “مع اهتمامنا بمسألة الرد، إلا أن همنا أكبر من مسألة الرد نفسها”.
وقال “مع كل ما قدمنا ونقدم وتحرك فيه شعبنا بمستوى لا مثيل له عن أي شعب آخر، لكننا نتألم كثيراً أننا لم نصل بعد إلى ما نأمله ونريده ونسعى للوصول إليه”.
وأضاف أن اليمن يسعى لتحقيق أكبر تأثير على العدو الصهيوني ورعاته، لافتاً إلى استمرارية اغلاق ميناء أم الرشراش بشكل تام بفعل العمليات اليمنية التي منحها الله التأييد والنصر.
وجدد التنويه إلى أنه لا يمكن لأي تحرك أن يؤثر على موقفنا أو يعرقله، مؤكداً أن هذا جهادا مقدسا ومسؤولية دينية وأخلاقية.
وعبر السيد الحوثي عن أسفه في استمرار حالة الصمت العربي الشعبي وسط حالة الحراك الشعبي في الدول الأوروبية الغربية ودولاً أخرى غير عربية ولا إسلامية.
ولفت إلى أن الحراك الشعبي في تلك الدول كشفت زيف عناوين الحرية التي تتغنى بها واشنطن وحلفائها.
وبين أن الأنشطة الطلابية مع عودة الدراسة في أمريكا وأوروبا عادت من جديد، في تأكيد على رفض الاجرام الصهيوني المدعوم أمريكياً.
وأشاد السيد الحوثي بالخروج المليوني للشعب اليمني الجمعة الماضية بين الأمطار، مؤكدا أن النشاط الشعبي مستمر بالرغم من هطول الأمطار الغزيرة بفضل الله سبحانه وتعالى.
وقال:” 361 ساحة شهدت المسيرات والفعاليات المساندة لغزة رغم هطول الأمطار وتأثيرها على الطرقات لا سيما في الأرياف، مؤكدا أن المشهد في ميدان السبعين وفي بعض المحافظات كان مؤثرا ومعبرا عن الوفاء والوعي والحرص على المواصلة في مختلف الظروف”.
وفي ختام كلمته دعا السيد الحوثي الشعب اليمني الى مسيرات مليونية غدا الجمعة نصرة لغزة في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات والمديريات.