بعد مستنقعي غزة ولبنان حان دور مستنقع الضفة
العين برس/ مقالات
مصدق مصدق بور
الهجوم الاسرائيلي الموسع اليوم على الضفة الغربية وتحديدا على عدة مخيمات فلسطينية منها جنين ونابلس وطولكرم وطوباس ومخيم شعفاط شمال القدس ليس بالامر الغريب والمفاجئ . حيث كان اختفاء اثنين من المستوطنين في ظروف غامضة كانت الشرارة لشن هذا الهجوم الموسع . من الواضح ان هذه العملية العسكرية الموسعة والتصعيد الخطير محاولة عملية لتنفيذ مخططات حكومة المتطرفين وهي نتيجة طبيعية للصمت الدولي المريب تتحمل مسؤوليته امريكا وسلطات الاحتلال.
المدى الزمني لهذه العملية غير معلوم ؛ الجيش يعمل بحذر بمحاصرة المناطق والمخيمات.
هذا المخطط واضح كشفت عنه صحيفة نيويورك تايمز عندما نشرت تسجيلا صوتيا لوزير المالية المتطرف اسمورتيتش يشرح فيه خطته السرية وتهدف الى تعزيز السيطرة الاسرائيلية على الضفة الغربية من خلال نقل صلاحيات الجيش في الضفة الى وزارته بشكل تدريجي.
ان الهدف الحقيقي من بسط سلطة الادارة المتطرفة على الضفة الغربية هو الحيلولة دون تحول الضفة الى جزء من الدولة الفلسطينية وتتضمن خطة اسمورتيتش تجميد اصول السلطة في البنوك الاسرائيلية من الضرائب التي تستوفيها تل ابيب باسم السلطة والغاء كافة العمليات البنكية الخاصة بهذه الاموال في البنوك الاسرائيلية والبنوك الفلسطينية لتكون السلطة عاجزة عن تأدية التزاماتها المالية ويساعد ذلك على انهيارها.
وقد اقدم وزير المالية اسمورتيتش على تجميد مئات ملايين الدولارات الفلسطينية ووضع السلطة على حافة الافلاس والانهيار وهذا ما دفع برئيس السلطة محمود عباس لقطع زيارته للسعودية بعد ان يامل الحصول على اموال للخروج من هذا المازق.
اسمورتيتش طالب ايضا من نتنياهو اتخاذ اجراءات متعددة ردا على مواقف الدول الاوروبية التي اعلنت اعترافها بالدولة الفلسطينية منها توسيع الاستيطان في مناطق الضفة لاسيما منطقة بي واحد.
كما اسلفت، ضم الضفة الغربية الى الكيان الصهيوني وانهاء حياة السلطة هي من اهداف خطة الحكومة المتطرفة التي بدأت بتنفيذها منذ أكثر من عامين. وترتكز هذه الخطة على ابتلاع الضفة وضمها للكيان واحباط اي مسعى لضمها الى الدولة الفلسطينية. كما ان اجلاء الفلسطينيين من الضفة على غرار قطاع غزة يشكل هدفا مركزيا لخطة الحكومة المتطرفة.
الوضع الحكومي الحالي في الضفة معقد ؛ فهناك مناطق من الضفة تخضع اداريا للسلطة لكن الجيش الاسرائيلي يبسط في نفس الوقت سلطته عليها وهناك مناطق اخرى تخضع جميعها اداريا وامنيا للجيش.
طبعا هذه الخطة محفوفة بالمخاطر بالنسبة للجانب الاسرائيلي وابدت اوساط امنية صهيونية قلقها من انفجار الوضع في الضفة في حال اسقاط السلطة الفلسطينية وهناك خلاف حاد بين وزير الحرب ونظيره في قيادة الامن القومي على خلفية عنف المستوطنين في الضفة وتخشى الاجهزة الامنية الاسرائيلية من توقف التنسيق الامني بين الكيان والسلطة وظهور مشاكل امنية وحوادث قد تستغلها حماس والمقاومة وتسبب بتفجر الوضع واندلاع انتفاضة فلسطينية جديدة وهذا سيربك العدو لانه يضطر لحشد جزء من قواته التي تحارب اليوم في غزة في مناطق الضفة الغربية.
كان واضحا منذ البداية ان الضفة الغربية ستذبح بعد ان ذبحت غزة ويخطط نتنياهو وجوقته الاجرامية المتطرفة من خلال اليافطة التي تحملها خطته اليوم في الضفة ومكتوب عليها ” نحن في حرب وجودية فلا سلطة ستان ولافتح ستان ولا غزة ستان وهاهو اليوم يدير ظهره لكل الضغوط وقرارات مجلس الامن والمناشدات الدولية ضاربا اياها عرض الحائط .
نتنياهو يخوض اليوم حربا يتوخى من خلالها استثمار فرصتها للسيطرة على “اسرائيل” وتصفية المعارضين او الناقدين وانجاز انقلابه القانوني ويقود هذه الطاغية اسرائيل اليوم وقد أطلق يد اسمورتيتش وبن غفير وقطعان المستوطنين وقد اعدوا العدة لهذه الخطة الجهنمية وسلحوا مئات الاف من المستوطنين ونقلوا صلاحيات الجيش في الضفة لوزارة بن غفير .
وقبل هذا سمعنا المجرم غالانت اعلن من اسابيع ان مذبحة الضفة اتية وان الزمن حان لتصفية الضفة بعد ذبح غزة وياتي الدور على لبنان . وتقول اسرائيل الغاصبة “اذا خسرنا الحرب فلامكان لاسرائيل في المنطقة “.
ولكن هل صحيح ان فلسطين على عتبة التصفية لكامل قضيتها وان لامجال للانتظار والصبر الاستراتيجي لانها جربت واستنفذ زمنها ؟ اقول “لا” .
السيد نصر الله قال ان خطة نتنياهو بعد غزة هي الضفة الغربية وهدفه تصفية القضية الفلسطينية وان مهمة المقاومة واستراتيجتها الحالية افشال مخطط نتنياهو لكن المقاومة تتعامل من موقع الادارة الحكيمة لانتزاع النصر .
نتنياهو كالذئب المفترس والجريح يمارس في ظل تعاون اسمورتيتش وبن غفير هجوما موسعا على الضفة الغربية لكن المؤكد ان الضفة ستتحول الى مستنقع جديد لهؤلاء المجرمين بعد مستنقعات غزة والجنوب اللبناني واليمن وايضا العراق.
المصدر: العالم