انتشر فيديو على موقع “تيك توك” وتمت مشاهدته مئات آلاف المرات، ويظهر فيه الطبيب براين واتشلر وهو يلعبُ لعبة “Fact or Cap” للرد على المزاعم التي تشير بأن طق الرقبة يمكن أن يؤدي إلى شد في الأربطة التي يمكن أن تؤدي إلى الصداع وآلام في عضلات ما بين الأكتاف والرقبة.
وأشَارَ الطبيب واتشلر بأن الأمر لا يقتصر على هذه الأمور فحسب بل يحذر من مضاعفات أكثر خطورة بما فيها الإصابة بسكتة دماغية.
وقال أُستاذ التشريح آدم تايلور من جامعة لانكستر في المملكة المتحدة، لمجلة نيوزويك إن هناك عددًا من المخاطر المرتبطة بطق الرقبة، بعضها صغير مثل تلف الهياكل العضلية الهيكلية مثل العظام أَو الغضاريف أَو الأوتار أَو الأربطة، وبعضها يكون أكثر خطورة.
وقال تايلور “الرقبة جزء حساس ومكشوف، وتوجد بها العديد من الهياكل المضغوطة في مساحة صغيرة جِـدًّا. يتطلب من الإنسان العادي أداء حركات محدودة لرقبته كُـلّ، يوم لذا فإن الضغط على الرقبة إلى حدود خارج نطاق ما يتطلب منها، يمكن أن تمد الأربطة أَو الأوتار أَو العضلات خارج نطاقها الطبيعي”.
وهو أمر خطر لأن الأشخاص الذين لم يتلقوا تدريبات مناسبة قد “يفرطون” في حركة شد الرقبة.
“إن الرقبة ليست مصممة لتحمل الحركات السريعة والمفاجئة”.
وتابع تايلور شرحه للمخاطر الأكثر خطورة وقال “إن الخطر الأكبر هو احتمال تلف الشرايين والأوردة الرئيسية في الرقبة، وخَاصَّة الشرايين الفقرية التي تقع بجوار فقرات العنق مباشرة”.
وَأَضَـافَ أنه مع استدارة الرقبة، فمن المحتمل أن تتمزق هذه الشرايين، مما قد يؤدي إلى فقدان كبير للدم.
وَأَضَـافَ تايلور: “إذا كان هذا التمزق كَبيراً، خَاصَّة عند أُولئك الذين تقل أعمارهم عن 45 عاماً، فإن الأمر يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بسكتة دماغية من خلال جزء صغير من الشرايين الداخلية”.
وأكّـدت كريستين روف، أُستاذة طب السكتات الدماغية في جامعة كيلي بإنجلترا، خطر السكتة الدماغية الصغيرة المرتبطة بطق بالرقبة.
وقالت لمجلة نيوزويك: “هناك خطر ضئيل للغاية، إلا أنه مؤكّـد، ويتمثل في إتلاف أحد الشرايين الفقرية أَو كليهما والتسبب في حدوث سكتة دماغية. في حالة حدوث السكتة الدماغية، فيمكن أن تكون مهدّدة للحياة أَو يمكن أن تترك المريض يعاني من إعاقة دائمة، مثل فقدان البصر ومشاكل في المشي ومشاكل في الكلام والبلع. ”
وأوضحت روف أن الشريان الفقري معرض بكثرة للإصابات نتيجة دوران الرقبة أَو انحنائها، حيث أنه يمر من خلال قناة عظمية في جانبي الفقرات ويتم شدها أثناء هذه الحركات.
وَأَضَافَت أن المفاصل بين الفقرات ترتبط ببعضها البعض بواسطة الأربطة، والتي يمكن أن تضعف نتيجة طق الرقبة بشكل يومي.
وَأَضَافَت: “في حين أن التمزق في الشريان الفقري يبدو دراماتيكيًا، إلا أنه في الواقع إصابة طفيفة، تؤثر فقط على الطبقة الداخلية من الشريان، مع عدم وجود تأثير كبير على تدفق الدم في معظم الحالات. حتى إذَا تم انسداد أحد الشرايين الفقرية بالكامل، يتم توصيل تدفق الدم الكافي إلى الدماغ عن طريق الشريان الفقري الآخر”.
وأشارت إلى أن الخطر يكمن عندما يحدث تنشيط لنظام تخثر الدم عند التمزق في بطانة الشريان، وبمرور الوقت، عادة أَيَّـام أَو أسابيع تتشكل جلطة دموية عند أطراف التمزق.
وتابعت “هذه الجلطة الدموية غير مستقرة، ويمكن أن تتحَرّك وتسد الشرايين بشكل أكبر في اتّجاه مجرى الدم مما يؤدي إلى حدوث سكتة دماغية. ويمكن أن تؤدي حركات الرقبة المتشنجة أَو فرقعة الرقبة إلى تحريك هذه الجلطة، ولكن يمكن أن تحدث أَيْـضاً بشكل عفوي دون تدخلات”.
وحذرت: “قد يغفل الأطباء عن العلاقة بين طقطقة العنق والسكتة الدماغية، لأنه من غير المعتاد السؤال عن طق الرقبة عندما يصاب المريض بسكتة دماغية. نظرًا لأن السكتة الدماغية يمكن أن تحدث لمدة تصل إلى أربعة أسابيع بعد حدث طق الرقبة، فقد لا يتذكر المريض أَو يبلغ عن أنه قام بطق رقبته”.
وينصح الطبيب واشر بأن “وسادة التدفئة، والوضعية الجيدة للرقبة، وتمارين الإطالة يمكن أن تساعد في تقليل الرغبة بطق رقبتك”.