الاسرائيليون بعد تشكيل حكومة نتنياهو يستعجلون على ما يبدو التطبيع العلني مع الرياض بعد تقدم كبير في التطبيع غير العلني، خصوصاً وان هناك جالية اسرائيلية بالرياض تشمل رجال اعمال ومستثمرين، لكن الرياض حتى الآن تتعاطى مع الامر باستحياء بنقطة التطبيع العلني
ويؤكد مراقبون، ان الغواصة السعودية تبحر في مياه التطبيع الاسرائيلية منذ عقود، ولكنها الآن تحاول ان تطفو على السطح بطلب من “اسرائيل” لاعتبارات معينة، وقالوا ان المؤشرات اصبحت واضحة بدءاً من التصريح العلني لولي العهد السعودي محمد بن سلمان لمجلة اتلانتيك الامريكية بان “اسرائيل” هي حليف محتمل وشريك استراتيجي لمواجهة ايران.
كما اشاروا الى ان مراكز استطلاع الرأي والابحاث اثبتت ان الشعب السعودي غير جاهز لخطوة التطبيع، وبالتالي فان محمد بن سلمان يراهن على عملية التدجين من خلال الانفتاح الوهمي وتضخم عدائه لايران ووحدة المسار مع “اسرائيل” لمواجهة عدو يعتبره هو الخطر الاكبر، لكنه لم يصل بعد الى هذه المرحلة.
من جانبهم، اكد خبراء بالشؤون الاسرائيلية، ان التنسيق ما بين كيان الاحتلال الاسرائيلي وبعض دول مجلس التعاون الخليجي هو قديم جديد، ولكن لم يكن ظاهراً للعيان. وقال هؤلاء: ان هناك محاولة بعد بدء اتفاقيات ابراهام الظهور العلني للتطبيع شيئاً فشيئاً على شكل جرعات لتهيئة الرأي العام وبعض الشعوب العربية لتلك الدول التي تنوي التطبيع مع الاحتلال الاسرائيلي، حتى تتقبل شعوبها هذا التنسيق بذريعة التخوف من البعبع الايراني.
واوضح الخبراء، ان بعض الدول العربية التي طبّعت مع الاحتلال كانت قد تمت بموافقة سعودية من وراء الكواليس، معتبرين التطبيع بانه عبارة عن خنجر في ظهر القضية الفلسطينية التي استمرت منذ عام 1948، حيث كان الفلسطينيون يعلقون آمالا كبيرة على الحكومات العربية لمساندتهم للتخلص من الاحتلال الاسرائيلي.
في الخط ذاته اكد محللون، ان آل سعود منذ وجودهم لم يقدموا شيئاً للقضية الفلسطينية، معتبراً ان البريطاني الذي اوجد المملكة السعودية في منطقة الشرق الاوسط، هو من اجل الحفاظ على الكيان الاسرائيلي. واعتبروا: ان الانظمة المطبعة مع الكيان الاسرائيلي ومن بينها السعودية انما هي مجرد تهيئة المجتمعات العربية والاسلامية على تقبل هذا الكيان، بغض النظر تحت اي مسمى ان كان اتفاقية كامب ديفيد او اوسلو وغيرها، والتي جاءت بمباركة سعودية، مؤكداً ان السعودي كان دوما حاضراً في هذه المباركات مع التطبيع الاسرائيلي.