مع انقضاء 19 يوماً على بدء سريان الهدنة التي أعلنت في 2 نيسان/ ابريل الجاري، وعلى الرغم من الاتفاق الذي يقضي بإحداث خرق في جدار الحصار المفروض على الشعب اليمني منذ أكثر من 7 سنوات، تواصل دول التحالف منع المشتقات النفطية من الدخول إلى البلاد إضافة لعدم الإيفاء بتعهداتها فيما يتعلق بتسيير رحلات جوية إلى مطار صنعاء، وهو ما يجعل من الهدنة أكثر هشاشة.
شركة النفط اليمنية أكدت “استمرار تحالف العدوان الأميركي-السعودي-الاماراتي في احتجاز 3 سفن نفطية بحمولة تبلغ 88.439 طناً من مادتي البنزين والديزل على الرغم من استكمالها كافة إجراءات الفحص والتدقيق عبر آلية بعثة التحقق والتفتيش في جيبوتي UNVIM)”.
من جهته لفت المتحدث باسم الشركة ان سفينتي هارفيست التي تبلغ حمولتها أكثر من 29 ألف طن من الديزل وديتونا التي تبلغ حمولتها حوالي 30 ألف طن، محتجزتان قبالة شواطئ جيزان.
وما يزيد من هشاشة الهدنة وجعلها قريبة للنقض، أكثر من أي وقت مضى، هو انحياز المبعوث الأممي هانس غروندبرغ للسعودية بشكل صارخ، وعدم استطاعته إلى اليوم حث الرياض ومجلس القيادة الرئاسي التابع لها على تنفيذ بنود الاتفاق، وهو الأمر الذي سيناقشه مرة أخرى في المناقشات التي سيجريها في عدن مع الحكومة المدعومة من الرياض، والتي يرأسها معين عبد الملك، والذي وصلها عقب وصول عدد من أعضاء المجلس السياسي طارق صالح وسلطان العرادة ورئيس مجلس الشورى التابع للسعودية أحمد بن داغر والذي وصل على متن طائرة سعودية.
من جهته دعا نائب وزير خارجية حكومة صنعاء، حسين العزي، الرياض إلى عدم المراهنة على أدواتها، قاصداً في حديثه “مجلس القيادة الرئاسي” دون ان يسميه، مشدداً على ان “طريق السلام في اليمن يكون بإنهاء العدوان والحصار والاحتلال، وصولاً إلى استعادة السلام والإخاء وحسن الجوار”.
هذه المشاورات التي ستجري على وقع 1545 خرقاً منذ بدء سريان الهدنة، يرافقها تشديد في الإجراءات القمعية لسكان المحافظات الجنوبية والقاطنين في عدن على وجه الخصوص، حيث وردت معلومات بتكليف قوات الحزام الأمني بمنع كل المظاهرات والمسيرات والوقفات الاحتجاجية تحت أي عنوان مطلبي أو سياسي واعتبارها تحرك مشبوه يستهدف القيادات المتواجدة في “العاصمة المؤقتة عدن” والتصدي لها، إضافة للتعميم على كل الميليشيات ذات الصلة “برفع الجهوزية”.
من ناحية أخرى، اعتبرت صنعاء التحركات الأميركية في البحر الأحمر -والتي ستعتمد بها على سفينة القيادة USS Mount Whitney، والتي كانت ضمن الأسطول الأميركي السادس في أوروبا وافريقيا- “خرقاً للهدنة”، حسب الناطق باسم حكومة الإنقاذ الوطني وزير الاعلام ضيف الله الشامي، فيما رأى رئيس الوفد المفاوض، محمد عبد السلام، أن هذه التحرّكات “تعكس رغبة أميركا في استمرار الحرب والحصار على اليمن، وتتناقض مع زعم واشنطن دعْم الهدنة الإنسانية والعسكرية المعلَنة”.