ليوم الأربعين بعد الوفاة أهميةٌ من قِبلِ أهل الفقيد، حيث يقومون بإسداء البِرِّ إليه، وعدِّ مزاياه في عَقد مجلس تأبيني يُدوَّن تخليداً لذكره، والاعتناء بهذه المناسبة عادة عربيّة إسلاميّة ترتبط بأهمية العدد (أربعين) وقدسيته، ولم تقتصر هذه المناسبة على الإسلام فحسب؛ فهي عادة قديمة كانت تقام في الديانات الاُخرى كالنصرانيّة واليهوديّة، والحضارات القديمة كالسومريّة والبابليّة؛ فالحِداد على الميت أربعين يوماً طريقة مألوفة وعادة متوارثة بين الناس؛ وباليوم الأربعين من وفاته يقام على قبره تأبين يحضره أقاربه وخاصته وأصدقاؤه.
فالنصارى يقيمون حفلة تأبينية على الميت بعد أربعين يوماً من وفاة فقيدهم، يجتمعون في الكنيسة ويعيدون الصلاة عليه المسمّاة عندهم بصلاة الجنازة، ويفعلون ذلك في نصف السنة؛ وبتمامها إعادة لذكراه وتنويهاً به وبآثاره وأعماله، وقد اعتنى الإسلام بهذه العادة، فقد رويت أحاديث شريفة في قدسية العدد أربعين، منها ما ذكره ابن شهر آشوب في مناقب آل أبي طالب في شهادة الإمام علي عليه السّلام: عن أبي ذر الغفاري (ر) عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم ( إنّ الأرض لتبكي على المؤمن أربعين صباحاً). وبما أن حب الإمام الحسين(ع) يجمعنا فإن زيارتنا له بالأربعين تجمعنا.
فيالها من مشاعر جياشة وعشق يتزايد في كل مرة يمر بها الزوار بطرق مختلفة، ومن كل البلدان زائرين متوجهين الى الإمام الحسين (ع) حيث تفرش تلك الأراضي مائدتها الممتدة على طول الطريق رغم الويلات والآلام التي تعاني منها، حيث كرم الضيافة والترحيب، وتقديم الخدمات للزائرين، الناس لا تمل أبداً بل تزداد شوقاً وحنينا لتلك اللحظات، صغارا كانوا أم كبارا. عبرات وقصص في ذلك الطريق الذي يشبه الجنة، حينما تفكر بمن تريد أن تصل إليه حيث تنسى دنياك، ترفع شأنك، تزيح عنك الهموم وتذهب بالقلق بعيدا، إنه الحب الحسيني.
ولولا العدوان والحصار لكان تواجد اليمنيين في زيارة الأربعين أكثر من أي دولة.. ذلك أن كربلاء تعتبر يمنية فعدد من ثبت واستشهد مع الإمام من اليمن كانوا اكثر من 50 رجلا، ومع ذلك اقول أسأل الله أن يكتب لي ولأمثالي الذين حبسنا العذر أجر الزيارة وماذلك على الله بعزيز هو حسبنا ونعم الوكيل وهيهات منا الذلة. زيارة الأربعين