أثارت عملية اقتحام مقر حزب المؤتمر الشعبي العام في مديرية التواهي بمدينة عدن من قِبل قوات أمنية تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي واعتقال حراسته،ردود افعال متباينة واحدثت انقساما واضح في المكونات اليمنية ما بين مؤيد ومعارض.
المجلس الأعلى للحراك الثوري الذي يقوده “فؤاد راشد” اعتبر عملية اقتحام مقر المؤتمر بعدن أمراً مرفوضاً واستخداماً للقوة في المكان الخطأ ومخالفة للقوانين.
وطالب حراك “راشد” بالإفراج الفوري عن حراسة مقر المؤتمر الذين تم اعتقالهم وإخلاء المقر من المسلحين.. وأشار إلى أن العملية تؤسس لمرحلة قاتمة السواد في الجنوب وتؤجج الصراع الجنوبي، حد تعبيره.
فرع المؤتمر في محافظة لحج أصدر بياناً أدان فيه العملية واعتبرها عملاً غير مسؤول ويتعارض مع كل المبادئ والقيم والأخلاق والأعراف السياسية والديمقراطية.
وقال مؤتمر لحج -في البيان- إن قيام عناصر مسلحة ترافقها مدرعات عسكريه باقتحام مقر حزب رسمي بقوة السلاح واعتقال حراسته، عمل استفزازي.
وفيما دعا قيادة الأحزاب السياسية إلى إدانة مثل هذه الأعمال؛ حمَّل البيان محافظ عدن “أحمد لملس” والأجهزة الأمنية المسؤولية الكاملة عن العملية.
من جانبه، وصف “أحمد الميسري” -وزير الداخلية السابق- في بيان، اقتحام مقر المؤتمر من قِبل عناصر الحزام الأمني بـ”العمل البربري الجبان”، وأشار إلى أن العملية تمت بأوامر مباشرة من محافظ عدن والأمين العام للمجلس الانتقالي “أحمد لملس”.
واعتبر “الميسري” -في البيان- العملية امتداداً للاستهداف الممنهج للحياة السياسية والمدنية في عدن.
بدوره قال رئيس تجمع القوى المدنية الجنوبية “عبدالكريم السعدي” إن اقتحام مقر المؤتمر عمل مُدان وغير مقبول ويبشر بتوجهات متطرفة تهدد مستقبل هذه البقعة الجغرافية الهامة سياسياً واجتماعياً وأمنياً.
وأشار “السعدي” إلى أن العملية تستهدف إلحاق المزيد من الضرر بالنسيج السياسي والاجتماعي الجنوبي، ولا تقل في تداعياتها السلبية على الجنوب وقواه المجتمعية والسياسية عن أحداث يناير 2018م وأغسطس 2019م.
ولفت إلى أن العملية ليست الخطوة الأولى ولن تكون الأخيرة في مسيرة التدمير التي تحمل رأيتها مليشيات وجماعات مسلحة لم يعد يحكمها سوى من يدفع لها ومن يغض النظر عن عبثها وتدميرها لكل مظاهر الحياة في عدن وغيرها، حسب قوله.
وفي المقابل، قال الخبير السياسي “خالد النسي” إن عملية اقتحام مقر المؤتمر في عدن لا تعني غض الطرف عن نشاط الحزب في شبوة.
وأكد “النسي” أنه إلى جانب المؤتمر هناك نشاط إخواني أكثر خطورة يتطلب إيقافه على الفور.
ويرى محللون أن عملية اقتحام قوات الانتقالي مقر المؤتمر في عدن جاءت رداً على إشهار فرع المكتب السياسي لـ”طارق صالح” -الأحد 27 فبراير 2022- في مدينة عتق الذي قوبل برفض واسع من قِبل المكونات المجتمعية والقبلية والسياسية ومنها المجلس الانتقالي.