وجه “المجلس الانتقالي الجنوبي” التابع للامارات، اتهاما خطيرا ومباشرا لطارق عفاش، قائد ما يسمى قوات “المقاومة الوطنية حراس الجمهورية” الممولة من الامارات في مدن الساحل الغربي المحررة، بوقوفه وشقيقه عمار وراء الاغتيالات في عدن.
وقال الإعلامي علي الهدياني، السكرتير الصحفي لرئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي، في حديث لقناة عدن المستقلة، التابعة للمجلس: إن “ما يحدث من عمليات اغتيال تطال قيادات المجلس في مدينة عدن، تقف خلفها الفصائل الإماراتية الجديدة”.
مضيفا: إن “الفصائل الجديدة دخيلة على عدن وتسعى لإزاحة الانتقالي من المشهد”، في إشارة صريحة ومباشرة لطارق عفاش وشقيقه عمار، وجناح الرئيس السابق علي صالح عفاش في حزب المؤتمر الشعبي العام، الموالي للإمارات.
وتابع السكرتير الصحفي لرئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي، في حديثه لقناة عدن المستقلة، قائلا: إن “الانتقالي قد يلجأ لشن حرب مفتوحة ضد كل الفصائل المتواجدة في عدن”. داعياً إياها إلى “مغادرة عدن والعودة من حيث جاءت”.
يأتي هذا الاتهام بعدما تصاعدت مؤخرا الخلافات الحادة بين “المجلس الانتقالي” التابع للامارات، وحزب المؤتمر الشعبي العام، جناح الرئيس السابق علي صالح عفاش، وطارق عفاش، قائد قوات ما يسمى “المقاومة الوطنية حراس الجمهورية” في الساحل الغربي، إثر تحديه “الانتقالي” واشهار فرع المكتب السياسي لقواته في مدينة عتق.
أثار تحدي طارق، الرفض المعلن مسبقا من قيادة “الانتقالي” في محافظة شبوة، موجة غضب واسعة بين اوساط قيادات وسياسيي المجلس الانتقالي وانصاره، باعتباره “محاولة النظام السابق لفرض نفوذه في الجنوب والعودة إلى الحكم على حساب دماء الجنوبيين وتضحياتهم في تحرير الجنوب وعدد من مناطق الشمال”.
وسارع “المجلس الانتقالي” إلى التراجع عن التهدئة والدبلوماسية حيال اشهار فرع مكتب طارق في شبوة، واضطر امام موجة غضب قياداته العسكرية والسياسية والقبلية، إلى انقاذ نفسه ومستقبله في المحافظات الجنوبية، بإعلان اجتماع لهيئة رئاسته “رفض انشاء اي كيانات يمنية في الجنوب”. في اشارة للمؤتمر ومكتب طارق.
جسد “المجلس الانتقالي” اعلانه، بإصدار توجيهات إلى مليشيات “الحزام الامني” التابعة له، باقتحام مقر حزب المؤتمر الشعبي في مدينة عدن، نهاية فبراير الفائت، واعتقال حراسته ومصادرته وتحويله مقرا لهيئة رئاسة المجلس، وسط مطالبات قيادات وسياسيي المجلس بإغلاق جميع فروع المؤتمر الشعبي بالمحافظات الجنوبية.
لكن قيادات وسياسيي “المجلس الانتقالي” وانصاره المتعصبين لدعواته إلى انفصال الجنوب، مازالت تُصعد باتجاه رفض رضوخ قيادات المجلس لضغوط الإمارات التي تفرض استيعاب اسرة الرئيس السابق علي صالح عفاش ودعمها وتمكينها، باعتبار أن “وجهة هذا الدعم والتمكين تتجاوز العودة لحكم الشمال إلى الجنوب”.
ولا يجمع جناح الرئيس السابق علي عفاش وقواته التابعة لطارق عفاش و”المجلس الانتقالي” وتشكيلاته العسكرية، سوى العداء للشرعية اليمنية وقوات الجيش الوطني، والسعي لإسقاطهما في شمال وجنوب البلاد، بدعم من التحالف (الامارات)، يسير نحو تمكينهما سياسيا وعسكريا واقتصاديا من تقاسم حكم اليمن شمالا وجنوبا.
حسب خطابات ومواقف معلنة، فإن قيادات “الانتقالي” المنادي بانفصال جنوب اليمن، تلتقي في العداء للرئيس السابق عفاش وحزبه وأسرته بوصفها ارتكبت جرائم بحق الجنوبيين والجنوب عقب حرب صيف 1993م، لكن الامارات التي ترعى وتتبنى كلا الطرفين، تجمعهما لتبادل المصالح بما يخدم اجندتها في اليمن.
وضغطت الامارات على السعودية والشرعية اليمنية لإقالة محافظ شبوة السابق محمد بن عديو، عقب تجديد مطالبته علنا القوات الاماراتية بإخلاء منشآة وميناء بلحاف لاستئناف تصدير الغاز اليمني ورفد خزينة الدولة اليمنية بمليارات الدولارات وإنقاذ الاقتصاد والريال اليمني، اللذين يواصلان الانهيار بفعل سياسات التحالف.
يشار إلى أن توجهات التحالف بقيادة السعودية والامارات حسب مراقبين للشأن اليمني “تسير باتجاه اسقاط سلطة الشرعية والجيش الوطني في المحافظات المحررة، وتقسيم اليمن الى دولتين او اقليمين اتحاديين مبدئيا، شمالي يحكمه نظام الرئيس السابق علي صالح بقيادة جناحه في المؤتمر الشعبي، واخر جنوبي يحكمه المجلس الانتقالي الجنوبي”.