لم تكتفي الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها ، بتدمير البنية التحتية اليمنية وقتل مئات الآلاف من الشعب اليمني، وتدمير كامل للاقتصاد المحلي في البلاد، بل إنهم ينهبون سرا وعلانية ثروات الشعب اليمني ، بما في ذلك النفط والغاز.
ويبدو أن انعكاسات الحرب الروسية الغربية في أوكرانيا، اكدت الحقائق التي حذرت منها حكومة صنعاء قبل سبع سنوات ، حول حقيقة النوايا الخفية للحرب على اليمن، والتي تهدف إلى نهب ثروات البلاد واحتلال مدن وموانيء اليمن، بعد أن تحولت تحذيرات صنعاء حول أهداف التحالف إلى حقائق ملموسة على أرض الواقع في اليمن.
اليمن الأوروبية
تصريحات المتحدث باسم قوات التحالف في اليمن “تركي المالكي”، في 11 يناير الماضي، حول اطلاق التحالف لعملية عسكرية جديدة لتحويل اليمن إلى أوروبا الجديدة، يبدو أنها أصبحت حقيقة ملموسة من خلال الحديث عن مخطط أمريكي فرنسي بالتعاون مع دول التحالف العدوان وعلى رأسها السعودية والإمارات لتهريب الغاز باتجاه دول أوروبا لسد العجز الناتج عن فرض عقوبات اقتصادية على روسيا على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية.
وقالت مصادر مطلعة في محافظة مأرب ، إن توجيهات سعودية إماراتية صدرت إلى “حكومة الفارهادي”، بشأن نقل الغاز من مأرب إلى ميناء بلحاف بمحافظة شبوة، عوضاً عن نقله إلى منشآه صافر والتي تغذي المحافظات اليمنية بالغاز.
وأكدت المصادر، أن الهدف من تحويل غاز مأرب إلى شبوة، يأتي بغرض نقله إلى بعض دول أوروبا، لتغطية العجز في تلك الدول نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية.
مخطط أمريكي فرنسي
وكانت وسائل إعلام محلية وعربية، قد كشفت الأسبوع الماضي، عن مساعي أمريكية وفرنسية، إلى إعادة إنتاج الغاز اليمني وتصديره إلى الأسواق الأوروبية بوتيرة عالية.
وأكدت تقارير صحفية، أن السفير الفرنسي لدى اليمن، جان ماري صفا، أجرى الأسبوع الماضي، اتصالات مكثّفة مع مسؤولي “حكومة الفار هادي”، ومحافظيها في حضرموت وشبوة ومأرب، بعدما كان وعد “حكومة الفارهادي”، خلال زيارة قام بها لمدينة عدن منتصف الشهر الماضي، بـ”دعم اقتصادي مستدام”.
بالتوازي مع ذلك، وصل المبعوث الأميركي إلى اليمن، تيم ليندركينغ، الأسبوع الماضي، إلى منشأة بلحاف لتصدير الغاز المسال الواقعة على البحر العربي في شواطئ محافظة شبوة، ترافقه القائمة بأعمال سفارة واشنطن في اليمن، كاثي ويستلي، وقيادات من شركتَي “هنت” و”توتال”، في زيارة غريبة كونها تخالف المهمة التي يؤديها ليندركينج في اليمن.
ووفقاً لـ”المركز الإعلامي لمحافظة شبوة”، فإن ليندركينغ عقد اجتماعاً موسّعاً مع محافظ المحافظة، عوض الوزير، تَركّز حول العوائق الأمنية والعسكرية التي قد تتسبّب بإعاقة إنتاج وتصدير الغاز المسال من “قطاع 18” النفطي إلى منشأة بلحاف.
المخاوف والحقائق الملموسة اليوم الملموسة اليوم بنهب ثروة اليمن النفطية والغازية ، حيث تشير الاحصائيات أن النفط اليمني يتعرض للنهب بمقدار ستة ملايين برميل نفط بقيمة 165 مليون دولار شهرياً.
صراع خليجي لنهب الغاز اليمني
وكان مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى في صنعاء، حذر في 12 مايو العام الماضي، من مغبة استمرار قوى تحالف “العدوان” في نهب ثروات النفط والغاز اليمني وتهريبه للخارج.
كما أكد الخبير الاقتصادي اليمني، حسن الزايدي، في تصريحات سابقة أن “هناك خلافات كبيرة بين الإمارات وقطر” حول استخراج ثروات اليمن.
وأضاف الزايدي “دفعت هذه الخلافات الإمارات إلى السيطرة على موارد اليمن من الغاز ، ومواقع تصدير الغاز، بدلاً عن قطرالتي كانت تحلم بالسيطرة على حقل صافر النفطي (في محافظة مأرب) و تصدير كميات كبيرة من الغاز عبر صافر أو عبر ميناء بلحاف، لتغطية زيادة الطلب العالمي ، الذي ينمو يومياً بشكل كبير”.