العين برس / مقالات
منير الشامي
سطّر الشعبُ اليمني بخروجه الحاشد عصر الجمعة الماضية، موقفاً تاريخياً يضاف إلى رصيد تاريخه الجهادي والنضالي الحافل بالصمود الأُسطوري والمقاومة الخالدة ضد تحالف المستكبرين في الأرض وفي مواجهته البطولية لعدوانهم الغاشم وحربهم الضارية طوال 8 أعوام خلت.
ملبياً لدعوة قيادته خرج ليعبر عن إرادته الحرة ويعلن عن قراره الصادق فاختصر المشهدَ الصعبَ ولخص وضعَه ومأساة أحلامه وتطلعات إرادته وقراره بعبارة “يا قائدنا فوضناك”.
هي عبارةٌ قصيرةٌ من حَيثُ كلماتها لكنها عميقةٌ في معانيها واسعة في مدلولاتها قوية في رسائلها واضحة في مطالبها، فمن حَيثُ معانيها فهي تعني التلاحمَ بين الشعب وقيادته وَالثقة المتبادلة القوية بينهما، وتعني التوافق في الرؤية والقرار وتعني تسليم الشعب المطلق للقائد، وأما من حَيثُ مدلولاتها فهي تدل على أمورٍ كثيرة، منها تأكيد ولاء الشعب لقائده وعلى تجديد بيعته له بالسمع والطاعة وعلى استعداد الشعب للتشمير والنفير والبذل والعطاء والتضحية والفداء في كُـلّ الأحوال وتدل أَيْـضاً على جهوزية الشعب للمضي خلفَ قائده بمسؤوليةٍ كاملة وبصمودٍ وثبات الراسيات الشم وبعهودٍ لا تتبدل ولا تتحول، ومن حَيثُ رسائلِها فقد لخّصت الحشودُ بهُتافها رسالتين للداخل وللخارج الأولى مفادها هذا قائدنا وله أمرُنا وولاؤنا صُمَّت أسماعنا إلا عن صوته وتوقفت خُطانا إلا في دربه ولتنفيذ أمره سنمضي، حَيثُ شاء منه الأمر ومنا التنفيذ، والأُخرى مفادها نحن أبناء الشعب اليمني اليوم على قلب رجل واحد جمعنا مشروعٌ قرآني وَحدنا خلف رجل واحد ملّكناه أمرنا وفوّضناه في كُـلّ شؤوننا، قرارُه قرارنا، وإرادته إرادتنا، وحديثه بألسنتنا.
ومن حَيثُ المطالب فقد بينت هذه العبارة وأكّـدت أن مطالب الشعب اليمني لا تزيد ولا تنقص عن المطالب التي أعلن عنها وَطالب بها قائدُه في الماضي ويطالبُ بها في الحاضر وسيطالب بها في المستقبل، فهو قائده الشرعي ومفوَّضه الحصري للتعبير عن إرادته ومخاطبة الآخرين باسمه، وهو المعني بتحقيق أحلامه وتطلعاته وبالدفاع عنه وعن مصالحه.
تلك هي حقيقةٌ لا مجازٌ، هي الحكمة اليمانية في أبهى صورة والإيمَـان اليماني في أصدق مشهد، فهنيئاً لشعبٍ أبو جبريل قائدُه، وهنيئاً لقائدٍ هذا شعبُه.