يافا اليمنية هل ستوقف الحرب على غزة ؟ .. دلالات ومؤشرات
العين برس/ مقالات
هلال جزيلان
يرى محللون ومهتمون بالداخل الصهيوني، أن الأحتلال بات يضيق عليه الأفق، بعد مسيرة يافا اليمنيية، فبحسب تقديراتهم، أن الوضع بات أكثر أنفلاتا من وقت مضى، وأن الوقت يضيع وهو ليس في صالح الأحتلال، لأن مع مرور الوقت ستتدعى كل الأحتمالات وتصاعد الجبهات المختلفة على الكيان الصهيوني، وهذا ما يجعل الأمر مؤكدا بأنه يمشي لحرب أقليمية، لا تريدها الولايات المتحدة، وإن كان عزم من الكيان الصهيوني، في المضي قدما، للوصول إليها، لكن هناك كثير من الجهات في الكيان الصهيوني، لا يروقها تداعي الكيان، وهي تذهب بقوة في منحى التفاوض للوصول إلى هدنة ووقف إطلاق النار، لتحاشي وقوع هذا الأمر.
سقوط الردع المزعوم للمرة الثالثة
وعللوا ما رأوه بسبب تداعي الردع الصهيوني، فقد سقط أولا في السابع من أكتوبر، وتلى ذلك السقوط تلك الفيديوهات التي تصدرها المقاومة من غزة كل يوم، قتلا وتدميرا مستمرا في الجيش الصهيوني، بين ضباطه والجنود، فضلا عن تدمير ألياته على نحو مستمر، ولم يقف سقوط الردع المزعوم، عند هذه المرحلة المستمرة والتي لا تقف يوميا، بل سقطت في جبهة الشمال المحتل الصهيوني مع حزب الله، كل هذان السوقطان قد يكونا مقبولين، لكن مع أستهداف تل أبيب ولما ذلك من تداعيات فإن السقوط للردع الصهيوني، يدخل منطقة أخرى، واسعة من الوقوع في الوحل!!!.
ثقلا كبيرا على الأحتلال
ويتابع أخرون ذات التعليل لأن استهداف اليمن لتل أبيب بالمسيرة يافا وكان استهدافها على بعد عشرة أمتار من القنصلية الأمريكية في تل أبيب، يعد ثقلا كبيرا لا يحتمل، على الكيان الصهيوني، وبالنظر، إلى زيادة الأستهدافات للكيان الصهيوني، في مقتبل الأيام من قوى أخرى غير اليمن،التي ستصل إلى قناعة حينها، أن ما يدور في غزة يجب أن يتوقف بالقوة أو بغيرها، وهذا النص الأخير، إذا ما تم فإن الكيان الصهيوني، سيكون أمام، معظلة كبيرة، لا يمكنه تحملها، وباتت حينها الحرب الإقليمية حتمية، ومن المعروف أن ذلك مؤشر لزوال الكيان الصهيوني، لأنه لا يمكنه خوض تلك الحرب، هو ما يزال منهكا، أمام جبهتين في غزة والشمال، ومدة قضاها في غزة لما يقارب عشرة أشهر حرب أضاعت ما كان يدعيه لعقود.
ليس من خيار إلا توقف حرب غزة
وبما أن في العقيد الصهيونية، لا يمكن تقبل الهزيمة، وإذا ما تم تقبلها فإن زوالها حتمي، فإنها حينها ترى أن وقف الحرب قد بات مواتيا جدا، ولا يمكن الذهاب أكثر في الحرب الحالية على غزة، لأن القادة في الكيان الصهيوني، يرون أنه لم يعد هناك حتى أمتيازات لتل أبيب نفسها من الأستهدافات، فهذا تداعي خطير، لا يمكن القبول به.
وبما أن الأمر بات بهذه الخطورة على الكيان الصهيوني، فإن هناك أجماع من كثير من المهتمين بالشان الصهيوني، أنه ليس من خيار في هذه المرحلة، أمام الكيان الصهيوني، إلا توقف الحرب، والذهاب إلى هدنة، لوقف الحرب على نحو دائم.
وهذا ما تريده اليمن وتريده قوى أخرى لطالما أنتصرت لغزة ومظلوميتها، جراء ما تتعرض له من قتل وتنكيل ومجاعة.
الضغط الشعبي الصهيوني الجديد
كما يرى متابعون أن وصول يافا اليمنية، إلى تل أبيب جعل المجتمع الصهيوني، والمستوطنين، الصهاينة، يذهبون لمزيد من التصعيد ضد حكومة الاحتلال، للقبول بصفقة، توقف الحرب وتحقق تبادل الأسرى، وربما يذهب الأمر بعيدا ليطال الضغط الشعبي في كيان الاحتلال جميع مكونات الشعب، لأن عملية يافا اليمنية أصبغت طابعا لدى مجتمع الأحتلال، أنه لا يمكن توفر أمن في كل الأرضي المحتلة، حتى تل أبيب نفسها، إلا بوقف الحرب على غزة، وأصبح ذات المجتمع يعتقد بأن جيشه لم يعد قادرا على أن يوفر الحماية والأمن للمجتمع الصهيوني في كل أراضي فلسطين المحتلة، وهذا سيكون له ثقله على قيادة الأحتلال وقد يقبلون بالهدنة لوقف الحرب.
بات من المؤكد بعد ما يمكن قرأته من تداعيات على الكيان الصهيوني، بعد استهداف تل أبيب بيافا اليمنية، أن الخيارات أمام قيادة الأحتلال الصهيوني، باتت محصورة جدا، ولا يمكن البناء على أي منها لا يشمل قبول وقف أطلاق النار في غزة.
إن الهدف لدى القوات المسلحة اليمنية، من هذه العملية كان مدروسا بعناية وفق خبراء، هو إيجاد بوادر لوقف إطلاق النار بغزة على نحو دائم، بل أنه ومن خلال التصريحات المستمرة من قيادة صنهاء بأن العمليات ضد الاحتلال الهدف منها وقف إطلاق النار في غزة ودخول المساعدات دون قيد أو شرط، وهذا ما سوف يتحقق.
المصدر: عرب جورنال