ما ذكرته صحيفة “وول ستريت جورنال” الامركية يوم امس الأحد ، عن ان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أعطى الرئيس اليمني المخلوع والهارب عبد ربه منصور هادي، مرسوما بتفويض صلاحياته إلى المجلس الذي يتألف من ثمانية اشخاص يمثلون مرتزفة العدوان، ومن ثم احتجزه في منزله بالرياض وقيد اتصالاته، ومنع افراد أسرته من لقائه، لم يكن مفاجئا لليمنيين الذين توقعوا هذا المصير من قبل لهادي.
اللافت، انه ليس هادي فقط من اجبر على تنفيذ اوامر ابن سلمان، بل ان جميع اعضاء المجلس الرئاسي ايضا اجبروا على تولي “مناصبهم”!، فالجميع لم يكن على علم بالتغييرات التي فرضها ولى العهد السعودي الا قبل دقائق من اعلانها حيث تم استدعاءهم وطلب منهم التوقيع باقالة هادي وعلي محسن الاحمر وتنصيب مجلس رئاسي مكون من ثمانية اشخاص.
مصير المرتزقة الذين باعوا شرفهم ووطنهم في مقابل حفنة من الدولارت، عبر عنه محمد علي الحوثي عضو المجلس السياسي الاعلى في اليمن افضل تعبير بقوله:”ان اعلان السعودية تشكيل مجلس رئاسي يعد شانا سعوديا ولا علاقة له باليمن واليمنيين.. وان “المنتخبين” مجرد كمبارس يعملون مع السعودية.. ولا صلاحية لهم حتى يمنحوها لاحد.. وهم ليسوا سوى اتباع للسعودية، ومن المفترض ان تمنحهم السعودية التابعية”.
هذه الحقيقة، حقيقة تعامل السعودية مع اتباعها، كشفت عنها قبل “وول ستريت جورنال”، الناشطة اليمنية توكل كرمان، في تغريدة لها قالت فيها: ان “ما حدث بالضبط في الرياض أنهم حبسوا كل واحد من المتشاورين في غرفة عدة ساعات، ثم أمروهم بالتوقيع على بيان هادي، والذي كان محبوسا أيضا في غرفة، ويعلم الله أيش حصل له، ملطام أو تهديد أو إغراء مادي”.
ما قاله الحوثي وتوكل كرمان، لم يكن رجما بالغيب، بل جاء انطلاقا من فهمهم للمصير الطبيعي للمرتزقة الذين يبيعون انفسهم لاعداء اوطانهم مقابل المناصب والاموال، كما جاء من معرفتهم بشخصية ولي العهد السعودي، الذي اتخذ من “الاحتجاز”، سياسة ثابتة له، مازال يعتمدها منذ اليوم الاول لتوليه منصبه، فقد إحتجز رئيس وزراء لبنان السابق سعد الحريري واهانه واذله واجبره على قراءة بيان استقالته من التلفزيون السعودي من الرياض، ولم يعتقه ابن سلمان، إلا بضغط من الرئيس اللبناني ميشال عون والامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وتدخل الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون. كما أحتجز أعمامه وابناء عمومته، لابعاد كل من يقف في طريقة للوصول الى العرش، وإحتجز رجال الاعمال السعوديين الذين يشك في ولائهم له، بذريعة محاربة الفساد، كما إحتجز العديد من مشايخ الوهابية المقربين من اعمامه وابناء عمومته، إلا ان اكثر الاحتجازات مأساوية هو إحتجاز الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول، فقد تم تقطيع جثته بالمنشار وتذويبها بالتيزاب وحرقها، لذا على منصور هادي، صاحب “الشرعية” المزيفة، ان يشكر الله على نعمة بقائه حياً وهو في قبضة ابن سلمان.
المصدر: العالم