واشنطن تحرك المرتزقة من جديد.. محاولة لتفجير الوضع داخلياً اسناداً “لإسرائيل”
العين برس/ مقالات
هاني أحمد علي
انتهت دعاية مرتزقة العدوان سريعاً بعد أنباء تم تداولها عبر وسائل الإعلام الخليجية والتابعة للمرتزقة عن توقف العمليات العسكرية اليمنية في استهداف الملاحة الصهيونية بالبحر الأحمر. وأعلنت واشنطن أن صنعاء ترفض أية صفقة مهما كان ثمنها للتنازل عن الموقف اليمني الثابت والمبدأي تجاه القضية الفلسطينية، واستحالة توقف العمليات العسكرية في البحر الأحمر حتى توقف جرائم الإبادة الصهيونية بحق سكان غزة. وكان المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندركينغ كثف خلال الأيام الماضية زيارته إلى العراق، وعقد سلسلة لقاءات مع مسؤوليها على رأسهم وزير الخارجية، الذي تلعب بلاده دور الوسيط في ملفات هامة بالمنطقة لصالح الولايات المتحدة.
وجاءت هذه الزيارة، بالتوازي مع استدعاء قيادات عسكرية مرتزقة موالية لتحالف العدوان والاحتلال الإماراتي السعودي، إلى واشنطن لإجراء لقاءات ومشاورات مع وزارات الدفاع والخارجية الأمريكية إلى جانب البيت الأبيض والمبعوث الأمريكي، وذلك بعد فشل المساعي الغربية في تحييد اليمن، مع ترقب تصعيد إقليمي في حال تعرضت ايران لعدوان صهيوني، حيث وجبهة اليمن تشكل مصدر قلق لأمريكا التي سبق لها وأن اكتوت بنيران صواريخها.
ويأتي العرض الأمريكي لحكومة صنعاء بوقف العمليات العسكرية ضد العدو الاسرائيلي مقابل امتيازات سياسية واقتصادية، تزامناً مع الدفع بمرتزقة العدوان لتحريك الجبهات، وتفجير الوضع عسكرياً في الداخل، الأمر يكشف عن مخطط واشنطن الخبيث لتفكيك جبهات محور المقاومة، ما يساعد دول الاستكبار العالمي على الانقضاض بشكل سلس على قوى المقاومة، ممثلة بإيران واليمن والعراق ولبنان وفلسطين، وإلغاء “وحدة الساحات” التي أثبتت فاعليتها عقب عملية “طوفان الأقصى” البطولية في الـ7 من أكتوبر العام الماضي والمستمرة بقوة حتى اللحظة.
وعلى صعيد متصل مسؤولون في صنعاء الأحد من التحركات المشبوهة والمريبة لأدوات ومرتزقة وعملاء بني صهيون وتحالف العدوان والاحتلال السعودي الإماراتي، بعد الكشف عن نيتهم تفجير الوضع عسكرياً وتحريك الجبهات من جديد، وذلك خدمة للكيان الصهيوني، وضمن مساعي أمريكية بريطانية على وقف عمليات صنعاء ضد الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، دعماً واسناداً للشعب الفلسطيني في قطاع غزة ومقاومته الباسلة.
وقال محافظ ذمار محمد البخيتي : “بينما تخوض حكومة اليمن حرباً مصيرية اسناداً لغزة، تهدد حكومة الفنادق بتفجير الحرب الداخلية، وتظهر اهتمامها بوقف عملياتنا العسكرية المساندة لغزة لا بوقف العدوان عليها”.
وأضاف البخيتي في تدوينة نشرها على صفحته بمنصة “إكس” الأحد: “غزة تذبح من الوريد إلى الوريد، وكل هم المرتزقة هو حماية الكيان الصهيوني وتخفيف الضغط عليه، مما يكشف مدى سقوطهم وخستهم “.
بدوره أكد نائب وزير الخارجية السابق، حسين العزي، أن صنعاء على يقين من أن أمريكا وإسرائيل ستحرك الأذناب والأدوات الرخيصة.
وقال العزي في تدوينه على منصة إكس: “هذا متوقع، ولذا أعددنا العدة متوكلين على رب عظيم، ومستندين على شعب غيور وكريم ومقاتل، ونقول لمرتزقة صهيون: نتحداكم أن تفعلوا ما قاله مسخكم العميل، أقسم برب العاديات لن تسكت بنادقنا إلا على تحرير شامل بإذن الله”.
وتأتي هذه التحذيرات بعد ساعات من التصريحات الاستعراضية لوزير دفاع حكومة الفنادق محسن الداعري، السبت، والتي أعلن فيها جاهزية مرتزقة العدوان لتفجير الوضع عسكرياً وتحريك الجبهات من جديد، واستخدام النغمة القديمة والمشروخة بالتحرك نحو العاصمة صنعاء.
وأكد المرتزق الداعري، في حوار مع جريدة الشرق الأوسط السعودية نشرته السبت، أن ميليشيا ومرتزقة العدوان الذين يقاتلون تحت يافطة ما يسمى “الجيش الوطني” جاهزون لتنفيذ خيارات أسيادهم الإسرائيليين والأمريكيين والبريطانيين ومن خلفهم السعودية والإماراتي، والتي تهدف تلك الخيارات إلى تحريك الجبهات واشغال قوات صنعاء عن مهامها الخارجية المتمثلة في مواجهة الكيان الصهيوني بالبحر الأحمر، دفاعاً عن الشعب الفلسطيني المظلوم.
وسبق تصريحات وزير دفاع حكومة الفنادق، اجتماعات سرية وعلنية في وقت سابق بواشنطن للقيادات العسكرية المرتزقة الموالية للرياض وأبو ظبي، تطرقت إلى توحيد تشكيل هيئة العمليات المشتركة لكافة المقاتلين العملاء والخونة، وتوحيدهم تحت قيادة عسكرية موحدة لموجهة قوات صنعاء بضوء أخضر صهيوأمريكي.
وفي وقاحة واستخفاف كبيرين، نصب وزير دفاع حكومة المرتزقة محسن الداعري نفسه، ناطقاً باسم الجيش الصهيوني، عندما تحدث بأن عمليات القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر دفاعاً عن الشعب الفلسطيني، تمثل استهدافاً للملاحة الدولية وتشكل خطراً على المنطقة، وهي العمليات نفسها التي تلاقي حتى اللحظة ترحيباً دولياً وعربياً واسلامياً منقطع النظير في أوساط الشعوب.
وكشف الخائن الداعري، عن التنسيق والتعاون الكبير الذي وصفه بالعالي، بين حكومة الفنادق وما سماها قيادة العمليات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن ممثلة بأمريكا والسعودية والامارات، مشيداً بالدور المحوري الذي تلعبه تلك الدول في تقديم كافة أشكال الدعم للمرتزقة والعملاء المحليين من أجل الوقوف إلى جانب مصالح الكيان الصهيوني في المنطقة، لافتاً إلى أن المملكة لم تبخل يوماً من الأيام عن تقديم الدعم سواء العسكري أو المادي أو المعنوي، ناهيك عن الدعم اللوجستي في تقديم الخبرات والمعلومات وغيرها.
وتكشف هذه التحركات عن مدى التناغم والانسجام بين مرتزقة العدوان مع النظامين السعودي والإماراتي في تقديم المساندة والعون لحلفائهم الأمريكيين والصهاينة خلال المعركة المصيرية التي تخوضها الأمة تجاه المخاطر المحدقة بعد عملية “طوفان الأقصى” وما تلاها من عدوان وحشي صهيوني على غزة، لم يقف مسانداً معها سوى اليمن بقيادة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- ومحور المقاومة.
المصدر: المسيرة نت