هجمات ترامب على جنوب أفريقيا ستوحّد شعبها

مقال في صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية يتحدث عن هجمات الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، على جنوب أفريقيا ورئاستها. ويرى كاتب المقال ديفيد

إنّ هجوم ترامب قد يوحّد شعب جنوب أفريقيا بالفعل، وبريتوريا مقتنعة بأنّ تهمتها الحقيقية هي مقاضاة “إسرائيل” أمام محكمة العدل الدولية.

مقال في صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية يتحدث عن هجمات الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، على جنوب أفريقيا ورئاستها. ويرى كاتب المقال ديفيد بيلينغ أنّ هذه الهجمات ستوحّد الشعب، وأنّ البلاد تنتظر هجمات أكثر في ظل استمرار دعوتها القضائية ضد “إسرائيل”.

أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرف:

تحدث سيريل رامافوزا، رئيس جنوب أفريقيا، مدة 90 دقيقة خلال خطابه عن حالة الأمة، الأسبوع الماضي، لكن الكلمات الوحيدة التي تذكّرها أيّ شخص في اليوم التالي كانت: “لن نخضع للتهريب”.

على الرغم من عدم ذكر اسم دونالد ترامب، فإنّ الجميع يعر عمّن كان رامافوزا يتحدث.

قبل بضعة أيام، كتب الرئيس الأميركي في منصة “Truth Social”، الخاصة به، أنّ جنوب أفريقيا “تصادر الأراض،ي وتعامل فئات معينة من الناس بطريقة سيئة للغاية”. وقال لاحقاً للصحافيين إنّ قيادة جنوب أفريقيا “تفعل بعض الأمور الرهيبة والمروّعة” قبل إصدار أمر تنفيذي يقضي بتجميد المساعدات للبلاد.

تبع هجومَ ترامب منشورٌ في منصة “إكس” من إيلون ماسك، الذي تأخّرت آماله بشأن جلب خدمة الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية “Starlink” إلى جنوب أفريقيا، بسبب تشريعات تمكين السود. وكتب ماسك إلى رامافوزا: “لماذا لديك قوانين ملكية عنصرية صريحة؟”

إنّ ترامب وماسك اختارا التركيز على العِرق، في انتقاد قانون مصادرة الأراضي الجديد. لكن وحدها القراءة المنحرفة المتعمّدة لتاريخ البلاد يمكن أن تستنتج أن البيض تعرضوا لمعاملة سيئة. إنهم يشكلون 8% من السكان، لكنهم يمتلكون 75% من الأرض. ما عليك سوى الذهاب إلى مطعم فاخر في كيب تاون لمعرفة أين توجد الأموال. إنّ هذه الهيمنة المستمرة على الاقتصاد هي نتيجة مباشرة لنظام الفصل العنصري الذي قمع عمداً آفاق السود.

في الواقع، إنّ هجوم ترامب قد يوحّد شعب جنوب أفريقيا بالفعل. وعلى الرغم من أنّ ترامب يتحدث كثيراً عن مُصادرة الأراضي، فإنّ بريتوريا مقتنعة بأنّ “جريمتها الحقيقية” هي مقاضاة “إسرائيل” أمام محكمة العدل الدولية. وألقى الأمر التنفيذي لترامب اللوم عليها بسبب اتهامها “إسرائيل، وليس حماس، بالإبادة الجماعية”. وكعلامة على استيائه، قال إنه سيقطع 453 مليون دولار من المساعدات، وهو القرار الذي سيؤثر بصورة أساسية في الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية والسل.

تخشى جنوب أفريقيا أن تتبع الهجومَ عقوباتٌ أخرى. لن يحضر ماركو روبيو، وزير الخارجية الأميركي، قمة مجموعة العشرين، التي تستضيفها جنوب أفريقيا، هذا الشهر. وتخشى بريتوريا أيضاً أن تفقد امتيازات الوصول إلى السوق بموجب قانون النمو والفرصة الأفريقية الأميركي، والذي من شأنه أن يُلحق الضرر بصناعة السيارات والزراعة.

ماذا تستطيع بريتوريا أن تفعل؟ ستجد صعوبة في استرضاء ترامب حتى لو أرادت ذلك. لقد تم رفع قضية محكمة العدل الدولية بالفعل.

أيضاً، من غير المرجح الآن أن تمنح جنوب أفريقيا مشروع “ستارلينك”، التابع لإيلون ماسك، طريقاً سريعاً للاستثمار في البلاد. ولن تتخلى أيضاً عن مشروع قانون مصادرة الأراض،ي الذي تصر على أنه مشابه للتشريعات في معظم الدول الغربية.

جنوب أفريقيا ستفعل كل ما في وسعها لتهدئة الموقف. وستسعى لإقناع ترامب بأنه مخطئ، على الرغم من أنه ليس متمسكاً بالحقائق تماماً. وستحاول المحافظة على السلام والصلاة من أجل أن تهدأ العاصفة. وستأمل أن يجد ترامب دولة أخرى ليُرهبها.

نقلته إلى العربية: بتول دياب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *