“نفق الحرية”.. وحدت الفلسطينيين في الداخل والخارج وكانت مفخرة للعمل المقاوم الفريد من نوعه
العين برس/ تقرير
في ذكراها الثانية، لا زالت عملية “سجن جلبوع” تثبت يوماً بعد الآخر أن الشعب الفلسطيني يمتلك إرادة النصر على الغطرسة “الإسرائيلية” بأبسط وأقل الامكانيات، كما أنه قادر على هزيمة الاحتلال رغم كل ما يحدث من اضطرابات داخل الساحة الفلسطينية.
هذه العملية التي ضربت العدو “الاسرائيلي” في مقتل، تؤكد يوما تلو الآخر فشل الاحتلال في كسر إرادة الشعب الفلسطيني، ومقاومته، ولا زال الأسرى الفلسطينيون يتوحدون في مواجهة حقيقية مع الاحتلال، وتجلت وحدة الموقف الفلسطيني بشكل لافت في هذه العملية، سيما أن خروج أسرى من حركة فتح والجهاد في هذه العملية الكبيرة يثبت أن المقاومة ومواجهة الاحتلال هي السبيل الأوحد والوحيد الذي يوحد الشعب الفلسطيني.
ورأى مراقبون بأن عملية “جلبوع” كان لها أثراً كبيراً على تعزيز الوحدة في الساحة الفلسطينية، سواء في الداخل أو في الخارج.
فمن جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي أ. خالد صادق إن عملية “نفق الحرية” كان لها تأثيراً كبيراً على المستوى الداخلي والخارجي، فعلى المستوى الداخلي، فقد أسست العملية لفعل مقاوم على الأرض، كما أنها كانت عاملاً مهماً في إنشاء الكتائب المقاومة في الضفة “كتيبة جنين” التي انبثقت عنها كتائب اخرى في الضفة الغربية المحتلة.
وأوضح الكاتب صادق في حديث لـ “وكالة فلسطين اليوم الاخبارية” أن عملية “نفق الحرية” في “جلبوع” كان لها دوراً في تأسيس مرحلة جديدة من المواجهة مع الاحتلال الصهيوني، مما ساهم في تنامي الفعل المقاوم بشكل كبير.
ولفت الى أن عملية تحرر الأبطال الستة من “سجن جلبوع” رفعت الروح المعنوية لدى الشعب والفصائل والمقاومة الفلسطينية، وكان لها انعكاس جديد في تنامي التلاحم للحاضنة الشعبية الفلسطينية، وهذا انعكس ايجاباً على الوضع الداخلي الميداني، حيث أصبحت هناك حالة من الوحدة في الموقف في مواجهة الاجتياحات الدورية لمخيم جنين ولمناطق اخرى في الضفة الغربية.
أما على المستوى الخارجي، فأكد صادق بأن لعملية “نفق جلبوع” اثراً ايجابياً، حيث استطاعت المقاومة الفلسطينية من خلال هذه العملية ابراز قضية الأسرى بشكل كبير جدا، والحديث عن قضية الأسرى، باعتبارها أولوية، وثابتاً من ثوابت شعبنا ولها مركزية في السياسة الفلسطينية.
وأشار الى أن الفصائل الفلسطينية بدأت تتحدث بوضوح بأنها ستقوم بتحرير هؤلاء الأسرى إن لم يكن بإرادة “الاسرائيليين”، فإنها ستأتي من ضمن صفقات تبادل، لافتاً الى أن المقاومة الفلسطينية وضعت ملف الأسرى على سلم الأولويات، وأعادت الاعتبار لقضية الأسرى مرة أخرى على المستوى المحلي وعلى المستوى العربي والاسلامي والمستوى الدولي من خلال الحديث عن معاناه الأسرى، وقدرة الفلسطينيين على اختراق وكسر ادعاءات الامن “الإسرائيلية” التي كان يتباهى بها الاحتلال، وسقطت بشكل واضح امام اراده المقاومة الفلسطينية.
وبين صادق بأن مشاركة اسرى حركه فتح والجهاد الاسلامي في الخروج والتحرر من سجن “جلبوع” كان لها دلالة على وحدة الموقف والمقاومة ما بين كل الفصائل الفلسطينية وحركة الجهاد الاسلامي، التي تعمل دائما على وحدة الفعل الفلسطيني، من خلال وحده الموقف ووحدة الميدان ووحده البندقية في مواجهة الاحتلال الصهيوني.
وأضاف: “ان يكون أحد قادة شهداء الأقصى في عمليه الهروب الكبير من سجن جلبوع، فهذا دليل على وحدة الموقف الفلسطيني ووحدة المصير، ووحده الفعل الفلسطيني الذي دائما يدل على أن الساحة الفلسطينية موحدة في مواجهة الاحتلال، وقادرة على تحقيق هذه الوحدة من خلال الفعل المشترك فيما بين الفصائل سواء في الميدان في الداخل والخارج، أو حتى داخل السجون”.
وبدوره أشار الكاتب مصطفى الصواف إلى أن “عملية جلبوع” والتي تمر ذكراها اليوم اكدت ان المقاومين وهم داخل المعتقلات الصهيونية لديهم إرادة وتصميم على هزيمة هذا المحتل، إذ أنهم تمكنوا من هزيمة المحتل وهي هزيمة مدوية وفشل كبير لأجهزته الامنية والاستخبارية.
ولفت الصواف في حديث لـ “وكالة فلسطين اليوم الاخبارية”، إن عملية “نفق الحرية” تعبر عن إرادة التحدي التي يمتلكها المجاهدون في معتقلات الاحتلال.
وتابع قائلاً: “إن عملية جلبوع والتي لاقت ترحاب وقبول من الكل الفلسطيني، وأكدت ان الأسرى في قلب كل فلسطيني، وأن وهذه المحاولة لاقت ترحاباً وقبولاً ايضا من المقاومة الفلسطينية، وهذا دليل على أن قضية الاسرى على سلم اولوياتهم” .
وقال: ” عملية جلبوع لن تكون الأخيرة والمحاولات مستمرة وستنجح بعض هذه المحاولات رغم بطش المحتل وإجراءاته المشددة ولكن ستكون إرادة الفلسطيني وخاصة الاسرى الأقوى”.