العين برس / تقرير
بعد استشهاد قائد فيلق القدس في حرس الثورة الاسلامية الفريق الشهيد قاسم سليماني انتشرت صورة في وسائل التواصل الاجتماعي في اميركا اللاتينية تظهر الشهيد سليماني الى جانب كبار مناضلي هذه القارة ضد الاستعمار والامبريالية وكتب عليها “الوجوه والأزمنة والدول تتغير لكن الاهداف هي واحدة” وقد اثار انتشار هذه الصورة مشاعر الكثيرين هناك.
لقد غرد الرئيس الكولومبي اليساري غوستافو بترو بعد استشهاد الحاج قاسم سليماني في تويتر “ان سليماني كان معمار التغلب على فاشيي داعش في العراق، وقد كافئته اميركا على جهوده بالاغتيال”.
اما الرئيس البوليفي السابق ايفو موراليس فقد قال من جهته ان الشهيد سليماني كان يدافع عن سيادة الشعوب امام العدوان الخارجي وان بوليفيا تقف الى جانب الشعب الايراني في تكريم هذا القائد.
اما الحكومة الفنزويلية فقد اعلنت في الذكرى السنوية الاولى لاستشهاد الحاج قاسم سليماني ان الارث الخالد للشهيد سليماني سيكون مصدر الهام للشعوب التي تدافع عن حق تقرير المصير وتقاتل من اجل حريتها.
لقد استشهد الفريق قاسم سليماني في فجر الثالث من يناير 2020 في هجوم ارهابي اميركي في مطار بغداد برفقة ابو مهدي المهندس ومجاهدين آخرين.
موقع “كريدل” التحليلي الدولي أورد تحليلا في الذكرى السنوية الثالثة لاستشهاد الفريق سليماني وقد اعاد معهد (misionverdad) الفنزويلي نشر هذا التحليل وقد جاء فيه انه ورغم مضي 3 سنوات على استشهاد الفريق سليماني فان اسباب هذا القرار الاميركي وتوقيته هما موضع نقاش ، والاهم من ذلك هو ضرورة عدم ربط اسباب عملية الاغتيال الآثمة هذه، الى القضايا الاقليمية فقط بل الذي يجب التركيز عليه هو نفوذه المتزايد على الصعيد الدولي.
ويورد موقع كريدل عن سياسي عربي لديه علاقات قوية مع اوساط القرار في واشنطن والرياض، قوله ان “سليماني كان يتمتع بقدرة استثنائية في اتخاذ القرارات ومن ثم تنفيذها وهذه كانت “ميزة استثنائية” له ، انه استطاع عبر التحرك بحرية والتفاوض المباشر مع الساسة والحركات السياسية المختلفة ان يحصل على نتائج استراتيجية هائلة.
ويورد كاتب التحليل ان هناك عوامل اخرى من المحتمل ان تكون السبب وراء القرار الاميركي لاغتيال الشهيد سليماني ويضيف ” في حين يشير بعض المحللين الى «هجوم المحتجين» على السفارة الاميركية في بغداد في عام 2019 كأحد اسباب اغتيال الفريق سليماني ، لكن هناك حدث اكبر اهمية وقع في العام نفسه وهو الزيارة غير المعلنة للفريق سليماني في عام 2019 الى فنزويلا وتخطي الخط الاحمر الاميركي والدخول الى الفناء الخلفي لاميركا. لقد كشف الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بعد عامين عن تلك الزيارة في مقابلة مع قناة الميادين في ديسمبر عام 2021.
والفترة التي اشار اليها مادورو لزيارة الشهيد سليماني الى فنزويلا كانت فترة مضطربة ومشحونة بالخلافات السياسية في فنزويلا والتي كانت تذكيها اميركا، وانتهت بتنحي وهروب زعيم المعارضة الموالي لاميركا.
ويضيف موقع كريدل انه من المحتمل ان يكون التعاون بين ايران وفنزويلا من اهم قضايا المحادثات التي اجراها الفريق سليماني في فنزويلا، لقد اعلن مادورو قبل سفره خارج فنزويلا في تلك الفترة عن تأسيس وحدات الدفاع الشعبي وهم مسلحون ثوريون وقفوا بوجه الانقلاب المدعوم اميركيا.
ان فنزويلا ومنذ عهد الرئيس هوغو تشافيز كانت تعمل على مشروع لصنع طائرات مسيرة وقد كشف تشافيز عن هذا الموضوع في تاريخ 13 يونيو 2012 قائلا ان هذا المشروع ينفذ بدعم من دول مختلفة مثل الصين وروسيا وايران وباقي الحلفاء.
ويورد التحليل ” قبل اشهر من الان تكلم قائد قيادة منطقة الجنوب في الجيش الاميركي داغلاس فرايز (مسؤول عن منطقة اميركا الوسطى والجنوبية) عن هذا المشروع وقلل من اهميته وقال ان ايران تعكف الان على صنع طائرات مسيرة بقدرات محدودة في فنزويلا من اجل اهداف الامن الداخلي.
ويضيف موقع كريدل ان ايران وعبر فيلق القدس كانت تعمل لتطوير التعاون العسكري مع فنزويلا عبر تطوير اجيال جديدة من الطائرات المسيرة وتوفير قطع غيار للطائرات اميركية الصنع في كراكاس ، ومن الملفت ان القوات الجوية الفنزويلة ترفع علم ايران في مراسمها العسكرية وبات هذا الامر اعتياديا.
لقد اعلن مادورو في خطاب القاه في 20 نوفمبر 2020 عن برامج لانتاج انواع مختلفة من الطائرات المسيرة.وقد اشار وزير الحرب الصهيوني بيني غانتس الى هذا الموضوع في فبراير 2022 في خطاب القاه امام رؤساء المنظمات اليهودية في اميركا.
ويؤكد موقع كريدل ان هذا التطور كان نتاج جهود الشهيد سليماني وقد اكد مسؤول فنزويلي في تصريح لموقع كريدل ان مشروع صناعة الطائرات المسيرة في فنزويلا جاء بدعم كامل من ايران ، من تدريب المهندسين الى انشاء مراكز ابحاث والانتاج.
وقد حذر قائد القيادة الجنوبية للجيش الاميركي “كريغ اس فالير” في اكتوبر 2019 ان روسيا والصين وايران وكوبا كلها تعمل وتنشط في النطاق الجغرافي الذي يعتبر مسؤولا عنه ، واضاف ان النفوذ والتواجد الايراني بات امرا ملموسا. وقد كرر فالير تحذيراته في شهر مارس 2020 قائلا ان ايران هي في مقدمة الدول التي تساعد فنزويلا على الالتفاف على العقوبات.
وتعتبر واشنطن اميركا اللاتينة فناء خلفيا لها وهي تصر على تنفيذ “عقيدة مونرو” سعيا لمنع نفوذ القوى المنافسة والعدوة لاميركا في هذه المنطقة ، وهكذا يمكن اعتبار نفوذ الشهيد سليماني في الشطر الغربي من الكرة الارضية خطرا يهدد المصالح الاميركية واجتيازا للخطوط الاميركية الحمراء ، لقد اعتبر الاميركيون دوره في تطوير القدرات العسكرية الفنزويلية ومنها صنع الطائرات المسيرة ، قفزة كبيرة في العلاقات الخارجية لايران وكما اورد موقع كريدل فان هذا الامر من المحتمل ان يكون قد لعب دورا في اتخاذ القرار لاغتيال الشهيد سليماني.