موقع عبري: لا أمان للتجارة البحرية الإسرائيلية
العين برس/ تقرير
قال موقع ذا ماركر العبري المختص بالاقتصاد إن استيلاء قوات صنعاء على سفينة تجارية مملوكة لإسرائيل من اليمن أدى إلى تسليط الضوء مرة أخرى على قضية مهمة هذه الأيام، بل وأكثر من ذلك في أوقات الحرب.وطرح تساؤل ما مدى أمان التجارة البحرية الإسرائيلية؟
ذكر الموقع الحوادث المشابهة التي وقعت في السنوات القليلة الماضية التي تعرضت فيها سفنا تابعة للكيان الإسرائيلي لهجوم، من بينها: تعرُّض سفينة مملوكة لأونغار لهجوم في خليج عمان في بداية عام 2021، وآخر في مارس وأبريل من ذلك العام، حيث تضررت سفينة أودي أنجل وسفينة أخرى مملوكة لأونغار (على التوالي) في المنطقة.
وفي فبراير الماضي، ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن سفينة مملوكة لإيال عوفر تعرضت لهجوم في الخليج العربي . وفي معرض تسليط الموقع الصهيوني الضوء على تأثر التجارة البحرية لإسرائيل بالتغيرات الجيوسياسية في السنوات الأخيرة، اعتبرت أن هذا الأمر زاد من أهمية البحر الأحمر، الذي تصل عبره البضائع من الشرق، خاصة إلى موانئ أشدود وحيفا عبر قناة السويس. معتبرة أن ” الهجوم الذي شنه الحوثيون يسلط على سفينة مملوكة لإسرائيل، الضوء على نقطة الضعف في التجارة البحرية في منطقة البحر الأحمر، وخاصة بالنسبة لإسرائيل”.
ونقل الموقع عن العميد شاؤول حوريف، رئيس مركز حيفا للسياسة البحرية والبحرية الدراسات الإستراتيجية ورئيس مركز أزري لدراسة دول الخليج في جامعة حيفا، قوله “إن مركز الثقل الاقتصادي يتحرك بشكل واضح للغاية نحو دول شرق وجنوب شرق آسيا، وبناء على ذلك فإن تجارة إسرائيل مع تلك الدول تتزايد. ويمر الجزء الحاسم منها عبر قناة السويس ومضيق باب المندب” .
وفي إشارة من الموقع إلى الأهمية الإقتصادية الذي يمثلها البحر الأحمر للكيان، ينقل ما تشير إليه البيانات عن “الأهمية المتزايدة للتجارة مع الشرق: في عام 2006، وصلت إلى إسرائيل حوالي 191,000 حاوية من آسيا والشرق الأقصى، وحوالي 268,000 حاوية من أوروبا الغربية؛ وفي عام 2019، وصلت 278 ألف حاوية من آسيا والشرق الأقصى إلى ميناءي أشدود وحيفا – بينما ظلت الواردات من أوروبا الغربية على حالها: حوالي 260 ألف حاوية”.
ويتابع الموقع عن لسان حوريف، اعتباره أن التهديدات اليمنية للسفن الإسرائيلية لا يمكن التقليل من أهميتها. حيث أنه لا يتفق مع اثنين من المواقف التي عبر عنها المعلقون الإسرائيليون في اليوم الماضي، والذين يقللون من أهمية بنية الحدث: “هناك من يدعي أن هذا نشاط قرصنة، ولا علاقة له بإسرائيل في الواقع.
لكن هذه ليست قرصنة، بل جزء من العمل ضدنا” والموقف الإسرائيلي الثاني الذي يرفضه حوريق يقول “إنه نظرا لأن هذه السفن لا ترفع العلم الإسرائيلي، وليست في طريقها إلى إسرائيل أو منها، فلا ينبغي أن يقلقنا ذلك. لكنني لا أتفق مع ذلك أيضا. أونجر هو أحد المالكين، لذا من وجهة نظرنا هي سفينة إسرائيلية”.
وإنطلاقا من كون الكيان الإسرائيلي لا يمتلك طرقاً تجارية برية كما هو الحال في أوروبا، فهناك اعتمادا كبيرا على الموانئ من حيث الحجم، حيث أن أكثر من 99% من تجارة إسرائيل تمر عبر البحر، يذطر الموقع المختلص بالشؤون الإقتصادية “هناك أمران رئيسيان يثيران قلق حوريب: الأول هو توسع التهديد في منطقة البحر الأحمر.
على سبيل المثال، ماذا سيحدث إذا بدأوا في مهاجمة ليس فقط السفن المملوكة لأقطاب الشحن الإسرائيليين، ولكن أيضًا تلك التي تشق طريقها من إسرائيل أو إليها. والثاني هو النشاط في الموانئ نفسها في زمن الحرب.
وينقل ما يقوله حوريف: “إن عالم الشحن حساس، والبيئة الأمنية غير المستقرة تؤثر عليه بشكل فوري. في الأيام الأولى من الحرب في الجنوب، كانت هناك سفن أعلنت أنها غير مستعدة للرسو في ميناء عسقلان النفطي”.
ويقول حوريف إن ما يزيد القلق هو إذا بدأت قوات صنعاء في توسيع عملياتها من الهجوم على السفن المملوكة لأقطاب الشحن الإسرائيليين إلى السفن التي تشق طريقها من وإلى فلسطين المحتلة، إضافة إلى ارتفاع أسعار التأمين على السفن من وإلى الموانئ الإسرائيلية. وأوضح الموقع أن شركة ZIM كبرى شركات النقل الإسرائيلية تتعرض لخسائر في الأرباح حيث تم تداول أسهمها بعائد منخفض منخفض مقارنة بالشركات العالمية المنافسة، رغم أن أقلية فقط من سفنها تمر عبر قناة السويس.
ويختم حديثه للموقع الصهيوني: “إذا فُتحت جبهة من الشمال وعرّضت ميناء حيفا للخطر، فإن المشكلة ستكون ذات شقين. ولذلك فإن طرق الشحن ليست سوى جزء من المشكلة، ويجب أن تؤخذ الموانئ بعين الاعتبار أيضاً”.
المصدر: مرآة الجزيرة