مشهد الارتباك الأمريكي في تصنيف الحوثيين بالإرهاب
العين برس/ مقالات
هاشم أحمد شرف الدين
على مدى السنوات العديدة، أصبحت قائمة الإرهاب الأمريكية مثل “قائمة التسوق”، حيث يستطيع المسؤولون إضافة وحذف العناصر حسب رغباتهم ومصالحهم السياسية. ولكن ماذا يحدث عندما يتعلق الأمر بأنصار الله الحوثيين؟ هؤلاء اليمنيون الذين يبدو أنهم يتخذون إزعاج الإدارة الأمريكية وتركها في حيرة تامة هواية.
في يوم بارد في واشنطن، يجتمع فريق الإدارة الأمريكية في قاعة مجلس الأمن القومي. يجلس الرئيس ومستشاروه حول الطاولة، وكل واحد منهم يحمل قائمة طويلة بالأسماء والمشاكل.
يبدأ الرئيس بتوجيه الكلمة:
“حسنًا، فريقي العزيز، أمامنا مهمة هامة جدا. علينا أن نقرر ما إذا كنا سنُعيد الحوثيين إلى قائمة الإرهاب أم لا. أعلم أن هذا الأمر يثير الكثير من السخرية ولكن لدينا واجبنا تجاه إسرائيل.”
يتبادل المستشارون النظرات المرتبكة، محاولين فهم الأمر. يرفع أحدهم يده ويقول: “سيدي الرئيس، هل تعني أننا سنُعيد الحوثيين إلى قائمة الإرهاب بعد أن شطبناهم منها؟”
يرد الرئيس بابتسامة متكلفة: “نعم، هذا ما تقوله التسريبات الإعلامية. يبدو أن هناك ضغوطا خارجية تدفعنا إلى إعادة تقييم الأمر.”
تندلع ضحكة مكتومة في القاعة، حيث يتبادل المستشارون الأنظار معبّرين عن استغرابهم واضطرابهم. “ما هي الحنكة السياسية للحوثيين التي تجعلنا نرتبك أمامهم هكذا؟” يتساءل أحدهم.
بينما يجلس الرئيس يفكر في الأمر، يغمره شعور بالارتباك الكامل. “لست متأكدا، لكن يجب أن نتخذ قرارا. هل يمكننا الحصول على بعض الأفكار حول هذا الأمر؟”
يقفز أحد المستشارين مسرعا ويقول: “ماذا لو قمنا بتنظيم مسابقة لتجميع أدلة على أنهم جماعة إرهابية؟ سنرسل دعوة لخصوم الحوثيين للمشاركة ونعيد الحوثيين إلى القائمة إذا تمكن خصومهم من إثبات ذلك”
ينظر الرئيس بدهشة، ثم يضحك بصوت عالٍ: “فكرة رائعة، وجهوا الدعوة لأصدقائنا البحرينيين والإماراتيين والسعوديين ولا تنسوا عملائنا اليمنيين، مع أني أشك في مقدرتهم على مساعدتنا على إعادة الحوثيين إلى القائمة”
تبدأ الخارجية الأمريكية في تنفيذ الخطة الطريفة، حيث يتم إرسال دعوة رسمية لخصوم الحوثيين للمشاركة في هذه المسابقة الفكاهية. ينتشر الخبر بسرعة في وسائل الإعلام، وتتصاعد ردود الفعل المضحكة والساخرة.
تتجمع الأطراف المشاركة في الحفل الخاص بالمسابقة، حيث تكون قائمة الإرهاب الأمريكية معلقة على شاشة عملاقة. يتعثر الرئيس أمام الحضور، بالكاد وقف على قدميه، طلب ميكروفونا وبدأ يتحدث، وبدلا من أن يعلن بدء المسابقة أعلن ختامها قائلا:
“أعزائي خصوم الحوثيين، في ختام مسابقتنا وحفلنا الكوميدي، قررنا أن نعيد الحوثيين إلى قائمة الإرهاب”
تتعالى أصوات ضحكات وتصفيق الحضور، وتستمر أجواء الحفل الكوميدية، حيث يتبادل الجميع النكات والتهكم على هذا الارتباك الأمريكي المثير للضحك.
ولكن في لفتة غريبة، يقوم مستشار الرئيس بمسح اسم الحوثيين من القائمة مباشرة، وسط صمت مرتبك يخيم على القاعة.
ومن هنا يبدأ جنون الارتباك.
يقوم مسؤولو الإدارة بتصحيح الخطأ والبحث عن أسباب الخلل في النظام.
تعقد اجتماعات ثنائية سرية ومناقشات حادة، وكل واحد يتهم الآخر بالتسبب في هذا الخطأ المحرج.
وسط هذا المشهد، يتسرب تقرير إعلامي يفيد بأن الحوثيين سيتم إعادة إدراجهم مرة أخرى على قائمة الإرهاب.
تتصاعد الضحكات الساخرة عندما ينشر محمد علي الحوثي تغريدة على تويتر تقول: “نحن في قائمة الإرهاب، ثم لسنا فيها، ثم سيتم إعادة إدراجنا. نحن أمثلة حية على الاضطراب السياسي الأمريكي والتناقضات الأمريكية العجيبة”.
وهكذا، تتواصل رحلة الارتباك الأمريكي أمام أنصار الله، وتبدد الثقة في النظام السياسي الأمريكي.