٣٧ شهيدًا من شباب حزب الله، وعشرات العمليّات العسكريّة الدقيقة على المواقع والثكنات العسكريّة الصهيونيّة في شمال فلسطين المُحتلَّة منذ انطلاق #طوفان_الأقصى .. ماذا تسمّيها؟
إنّ ما يقوم به “حزب الله” في جنوب لبنان حتّى الآن، يأتي في سياق حِساب معادلات الردع للعدو الصهيوني، فالمقاومة تُنجِزُ من خلال تلك الاشتباكات الدقيقة والمحسوبة أكبر الإنجازات بأقلّ الخسائر الممكنة، فهي تُحقّق مستوى الردع والتقييد والتحييد الذي تريده، في الوقت الذي لا تَسمَح بانجرار الأمور بعيدًا عمّا تقتضيه ظروف المعركة في الوقت الحالي..
إنّ أهم إنجازات مُشاغَلة “حزب الله” للعدو في الجبهة الشماليّة، حتّى الآن هي:
١- تقييد تحرّكات جيش الاحتلال، وتشتيت جهده على جبهتين أو أكثر، وبالتّالي إدخاله بمُخاطَرة كبيرة في حال اختار الذهاب باتّجاه الاجتياح البرِّي لقطاع غزّة.
٢- تعقيد المشهد العسكري على العدو، وعدم السماح له بالانفراد بالمقاوَمة الفلسطينيّة في غزّة رغم مرور 17 يومًا على تلقّيه أقسى صفعة في تاريخه منذ اختراعه في منطقتنا.
٣- تطبيق نظريّة “وحدة الساحات” عمليًّا وميدانيًّا، وإثبات فاعليّتها وقدرتها على شل قدرة الاحتلال على التفكير وإيجاد الحلول الآنيّة.
٤- عدم قدرة العدو الصهيوني على تحقيق أي إنجاز عسكري استراتيجي واحد في المعركة حتّى الآن، والاكتفاء بالقصف العشوائي الأعمى الذي لا يغيّر أي معادلةٍ على الأرض.
٥- إدخال العدو الصهيوني ومن يُسانده من الأمريكان والأوروبيّين في حالة طوارئ وارتباك على المستوى الإقليمي، وساهمت في ذلك قوى المقاومة الإسلاميّة في العراق واليمن وسوريا.
حتّى هذه اللحظة؛ “إسرائيل” عاجزة عن فعل أيّ شيء ذي قيمة استراتيجيّة يساهم بحفظ أمنها على المدى البعيد، لذلك فهي تلجأ للقصف الهيستيري الأعمى لتعويض عجزها العسكري، ولكنّها بذلك تخسر جزءًا مُهمًا من التأييد العالمي على مستوى شعوب العالَم والمنظّمات الحقوقيّة العالَميّة، وتزداد قُبحًا أمام الرأي العام العالمي كلّما استمرّت بهذه السياسة الرعناء.
• حسن الحسيني
___
* مقال مختصر