ماذا ذهب من22مَايُو؟وماذا تبقىٰ منه؟
العين برس/ متابعات
عبد الله علي هاشم الذارحي
معلوم أن تحقيق الوحدة اليمنية مرت بعدة مراحل حتى تحققت يوم 22 مايو 1990بين شطري اليمن شماله وجنوبه، لكن ما الذي ذهب من 22مَايُو؟وما الذي تبقىٰ منه؟سأحاول الإجابة على تساؤلي السابق في السطور التالية:- ذهب من مَايُو “مَا” كنا نحلم به والمتمثل بإقامةدولة تسعى لتحقيق الأهداف الستة لثورتي 26سبتمبر و14 اكتوبر وهي التي كانت هي نفس الأهداف لدولة الوحدة اليمنية،التي مضى عليها 34 عام،الى يوم 22 مايو 2024م، ورغم أن أهداف الثورة اليمنية الستة في الأساس هي مصرية، الا انها صارت بالنسبة لنا الآن مصيرية..
فعلى مدى 24 عام من عمر الوحدة حتى إنتصار ثورة21سبتمبر عام 2014م لقد ذهب “مَا”كنا نحلم به أدراج الرياح، وتكالبت علينا الرُباح وإنكبت الأحزاب السياسية على جَنّْي الأرباح لصالحها، وبقي”يُو”يقولها الشعب الذي أثقل كاهله الإستبداد والتسلط وعاش، محروما من كل ماهو متاح له ليعيش بإرتياح..
سيتحقق حلمنا بدولة يسود فيها النظام والقانون والحرية والمساواة،والعدالة الإجتماعية،واستغلال الطاقات البشرية والثروات الكامنة بباطن الأراض اليمنية لصالح الشعب ولبناء الفرد بالعِلم، لكي يسهم في بناء اليمن وفق رؤية وطنية إستراتيجية شاملة لكل مجالات الحياة التي حلمنابها،بعيدا عن التدخلات الخارجية ومصادرة القرار اليمني..
خاصة بعد أن ذهب من مَايُو”مَا”وبقي”يُو” ليعبر عن الألم المتمثل في سراب حُلٌمنا بالوحدة التي كانت بالنسبة لنا تمثل مطلب دِيني وهدف ثوري قبل ان تكون حُلم ومطلب شعبي، فا لوحدة مرت بعدة منعطفات مؤلمة وشهدت المزيد من التجاذبات الفكرية والسياسية،وما إن تم اقرار دستورها ورُفعت رايتها يوم 22مايو إستبشر الشعب خيرا..
غير ان الذين ما عجبتهم الوحدة اليمنية أُصيبوا بمرض التوحُد، فظلوا يناصبونا العداء بالباطل 34 عام،مرورا بحرب 94 الى الحروب الست الى افتعال الأزمات السياسية والإقتصادية والإجتماعية…الخ وما إن شاء الله لثورة21سبتمبر الإنتصار، قامت تلك القوى بإستدعاء قوى الخارج لشن عدوان ظالم وفرض حصار جائر مستمران علينا للعام العاشر على التوالي..
وإذا كان ذهب علينا من مَايُو”مَا”كنا نحلم به فإن”ما”كان يحلم به العملاء سواء الذين بقوا بالداخل ام الذين هربوا للخارج ذوي المصالح الضيقة ومحبي السلطة، تبين أنّ جميعهم أدوات للخارج ممثلا في الجارة الحقودة وعيال زايد اللذان هما أدوات للعدو اللدود ممثلا بالكيان اليهودي المحتل والنصراني ممثلا بالنظام الأمريكي ودول الغرب فجميعهم إنهزموا في اليمن..
نعم ذهب من مَايُو”ما”وبقى”يُو”المعبر عن الأمل بيوم النصر الذي لاح في الأفق ليصحح مسار الوحدة اليمنية وتتحقق اهداف الثورةبقيادة حكيمة تؤمن بالله ربا وبالقرآن نهجا وبمحمدٍ نبيا وبعليٍ شجاعة وبالحسين صمودا،إنها قيادة رفضت اشكال الوصاية على وطن دمرته الحُروب ونهب ثراوته عدونا الكَذُوب،وبقي الشعب حرًا صامدًا مقاومًا للعدوان وما مسه من لُغُوب في الإنتصار على كل الحروب التي شُنت عليه ظُلما وعُدوانا بقيادة امريكا الشيطان الأكبر ومن دار بفلكها من العملاء..
إنها حُروب شملت البلاد والعباد بألشمال والجنوب،لكن مهما طال امدها فان إرادة الشعوب ستنتصر،خاصة وان شعارنا معا “يدٌ تحمي ويدٌ تبني”لن نبالي ابدا برِيّْحّ الهَبُوب،لأننا واثقين بالله علام الغيوب الذي شاء ان يعقبها رِيَاحَ مبشرة بالخير، وهاهو الشعب اليمني انتصر للوحدة قولًا وعملًا وأصبحنا اليوم نعيش بعزة وكرامة، قائلين لن ترى الدنيا على ارضي الطيبة وصيا،والسلام والأمن لشعب يمن الإيمان والحكمة قادم الأيام هما مسك الختام إن شاء الله الملك العلَام رغم أنف اللئام .