ليلة الانهيار الكبير: سوريا تطوي صفحة الأسد

ليلة الانهيار الكبير: سوريا تطوي صفحة الأسد

ليلة الانهيار الكبير: سوريا تطوي صفحة الأسد

العين برس/ تقرير

على مدار 12 يوماً، تابع السوريون والعرب والعالم الانهيارات المتتالية المفاجئة للجيش السوري في مختلف مدن سوريا، بدءاً من حلب إلى حماة وحمص فدمشق، مع تقدّم الفصائل المسلحة التي تقودها «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة – الفرع السابق لتنظيم القاعدة)، وسيطرتها تباعاً على تلك المدن، وصولاً إلى الساحل السوري أمس. وعلى الرغم من إعلان القيادة العامة للجيش، السبت، أن قواتها «تواصل تنفيذ عمليات نوعية ضد تجمعات الإرهاب بوتائر عالية على اتجاهات أرياف حماة وحمص وريف درعا الشمالي»، وتقوم «بتعزيز خطوط انتشارها في جميع أرجاء ريف دمشق والمنطقة الجنوبية منعاً لوقوع أي حوادث نتيجة لتلك الفوضى التي يحاول الإرهابيون خلقها»،

بدا المشهد الميداني متجهاً، بشكل محتوم، نحو سقوط النظام، ليل السبت – الأحد خصوصاً، إذ بعد المعارك التي شهدتها مدينة حماة، الجمعة الماضي، والتي تبعها تراجع الجيش إلى ريف حمص، توالت الانهيارات في عدد من المناطق القريبة المحاذية لأبواب حمص الشمالية، حيث فرضت الفصائل المسلحة سيطرتها، وسط التقائها مع نظيراتها في تلبيسة والرستن، لتتابع سيرها نحو حمص. ومن هناك، جرى قطع الطريق إلى العاصمة، في حين تقهقر الجيش في اتجاه القصير، واستطاعت المعارضة المسلحة دخول دمشق، من دون حدوث معارك تُذكر.

وعلى إثر تلك التطورات، أعلن رئيس الحكومة السورية، محمد الجلالي، في بيان مصوّر، استعداده للتعاون مع «أي قيادة يختارها الشعب»، مؤكداً أنه لا ينوي مغادرة منزله إلا بصورة سلمية لضمان استمرار عمل المؤسسات العامة، وأنه سيكون في مجلس الوزراء صباحاً. وأبدى استعداده لأي إجراء لتسليم السلطة، متمنياً أن يسود عهد جديد. وفي المقابل، أعلن قائد العمليات العسكرية للجماعات المسلحة «أبو محمد الجولاني»، الذي تخلّى عن لقبه واستعاد اسمه الحقيقي (أحمد الشرع)، استمرار حكومة الجلالي في أداء عملها، حتى يتم تسليم السلطة. وقال الجولاني: «إلى كل القوات العسكرية في مدينة دمشق، يُمنع منعاً باتاً الاقتراب من المؤسسات العامة، والتي ستظل تحت إشراف رئيس الوزراء السابق حتى يتم تسليمها رسمياً، كما يُمنع إطلاق الرصاص في الهواء». وفي وقت لاحق، أعلن الجلالي أنه تم الاتفاق مع المعارضة المسلحة على «أهمية الحفاظ» على مؤسسات البلاد. وأضاف: «كنا نتأمل دائماً أن تكون هناك تسوية»، مشيراً إلى أن هناك «خوفاً من قبل فئات هامة ووازنة في سوريا».

وفي غضون ذلك، كانت الأنظار متجهة إلى «قصر الشعب» الذي أظهرت لقطات مصوّرة اقتحامه من قِبل المسلحين، ونهب محتوياته، بعد إعلان «الهيئة» سيطرتها على العاصمة. كما أظهرت اللقطات اقتحام السفارة الإيرانية في دمشق، والتي قام المسلحون برفقة محتجّين بنهبها وتدمير مكاتبها. وفي وقت لاحق، أعلنت الفصائل المسلحة، عبر التلفزيون الرسمي الذي سيطرت عليه «تحرير» مدينة دمشق و«إسقاط» الأسد و«إطلاق سراح جميع المعتقلين المظلومين» من السجون، التي أظهرت لقطات مصوّرة خروج السجناء منها، على مدار الأيام الماضية.

وعلى خط مواز، شهدت الحدود اللبنانية – السورية حركة نزوح من العاصمة دمشق نحو الأراضي اللبنانية، تكثّفت ليل السبت – الأحد، في الوقت الذي شنّ فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي هجوماً جديداً على معبر القصير، بعد عدد من الاستهدافات التي طاولت مختلف المعابر في الأيام الماضية. وفي المقابل، شهد صباح أمس، عودة عشرات العائلات إلى سوريا، حيث اصطفّت طوابير من السيارات على الحدود، متجهةً نحو الأراضي السورية. كذلك، شنّ العدو عدداً من الغارات على «مركز البحوث العلمية» وحي المزة في دمشق، ومخازن ومستودعات تابعة للجيش السوري في مختلف المناطق، تضم مخزوناً كبيراً من الصواريخ والقذائف – من بينها القاعدة الجوية الرئيسية شمالي مدينة السويداء – «خشية وصولها إلى أيدي المسلحين»، بحسب زعم «هيئة البث الإسرائيلية».

المصدر: صحيفة الاخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *