لماذا تعتبر هجمات القوات المسلحة اليمنية ضد “إسرائيل” مهمة ؟
العين برس/ تقرير
منذ بداية حرب غزة، بدأت جماعة أنصار الله اليمنية هجمات ضد “إسرائيل” لدعم الشعب الفلسطيني المظلوم ورداً على جرائم الكيان الصهيوني، واعتمدت استراتيجية منع مرور السفن التابعة للصهاينة عبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب، كما أعلن البنتاغون أنه سيرسل قوات، بما في ذلك حاملة الطائرات أيزنهاور، إلى البحر الأحمر لمواجهة هجمات أنصار الله، ورغم أن التهديدات الأمريكية لم تؤثر على إصرار اليمنيين على الوفاء بوعدهم، إلا أن المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية أكد أنه سيتم استهداف كل السفن التجارية التي تأتي وتذهب من الموانئ الإسرائيلية؛ وأثارت هذه القضية مخاوف بشأن احتمال زيادة التوتر في المنطقة.
“هونغ تران”، أحد خبراء مركز أبحاث المجلس الأطلسي والمدير الإداري السابق للمؤسسة المالية الدولية، يكتب فيما يتعلق بالآثار الاقتصادية الناجمة عن استمرار هجمات أنصار الله اليمنية في البحر الأحمر على السفن التابعة للكيان الصهيوني: “تؤدي هذه الهجمات إلى زيادة التوترات الجيوسياسية والعسكرية في المنطقة، لأنها تعطل التجارة وتتحدى الاقتصاد العالمي الهش، فضلاً عن التهديد بانتشار الحرب.
وأشار إلى قرار بعض الشركات الكبرى مثل ميرسك وهاباج لويد وإم إس سي بعدم استخدام البحر الأحمر وإيقاف سفنها قبل المرور في مضيق باب المندب في طريقها إلى قناة السويس، قال: لقد حصل تأخير كبير وزيادة في تكاليف شركات الشحن، وحسب هذا الخبير الغربي، فإن الرحلات البحرية إلى أوروبا ستزيد بأكثر من أسبوعين، وسترتفع تكاليف الوقود والتشغيل، فضلاً عن تكاليف التأخير على المصدرين والمستوردين والمستخدمين النهائيين.
يعتقد هونغ تران أنه بما أن 12% من التجارة العالمية تمر عبر البحر الأحمر، الذي يشمل 30% من حركة الحاويات العالمية ويمثل تجارة بقيمة تريليون دولار كل عام، فإن التأخير والانحرافات في طرق السفن ستتسبب في اضطراب كبير للتجارة العالمية، وعن آثار هذه الهجمات يقول: ارتفعت أسعار النفط والغاز وتضاعفت أقساط التأمين على النقل لبعض الشركات تقريبًا خلال الأسبوع الماضي.
وحسب هذا الخبير الغربي، فإن تعطل الملاحة في البحر الأحمر يمثل تحديًا خطيرًا للغاية للاقتصاد العالمي، الذي لم يتعاف بعد من الصدمات المختلفة منذ عام 2020، مثل جائحة كوفيد-19، والهجوم الروسي على أوكرانيا، والتشديد النقدي الكبير من البنوك المركزية الكبرى، ويضيف: الدول المستوردة للطاقة، وخاصة الدول الأوروبية -التي هي على حافة الركود- هي التي ستعاني أكثر من غيرها؛ وفي حين أن الحرب بين “إسرائيل” وحماس لم تؤثر بعد على أسعار الطاقة، فإن انقطاع البحر الأحمر قد يؤدي إلى زيادة أسعار الطاقة.
وذكر أن احتمال تزايد الصراع في المنطقة زاد بسبب هجمات أنصار الله، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة مقبلة على إطلاق قوة حماية بحرية تضم دولاً غربية وعربية لحماية الشحن في البحر الأحمر. لكن ليس من الواضح كيف سيفعلون ذلك، فهم يريدون حماية السفن التجارية من الهجمات الصاروخية أو التهديد بها.
ويقول خبير المجلس الأطلسي في تحليله: كلما طال أمد حرب غزة، كلما طال أمد انقطاع الشحن الناجم عن الهجمات الصاروخية في البحر الأحمر؛ علاوة على ذلك، فإن التهديد الأكثر خطورة هو أن تصعيد الصراع [في البحر الأحمر] سيؤدي أولاً إلى زعزعة استقرار الاقتصاد الإقليمي ثم ينتشر إلى الاقتصاد العالمي.
المصدر: الوقت التحليلي