كم “رون أراد” سيفقدون في غزة؟
العين برس/ مقالات
ذوالفقار ضاهر
“.. سيناريو رون أراد ربما يكون السيناريو الأوفر حظا للتكرار مع أسرى العدو في غزة..”، كلام سبق ان قاله الماطق باسم كتائب الشهيد عزالدين القسام أبو عبيدة في كلمة مصورة يوم 23-4-2024، ومؤخرا بات هذا السيناريو يقتر اكثر فاكثر للتحقيق مع استمرار العناد الاسرائيلي عبر رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو الذي يكابر ويرفض القبول بالوصول الى عقد صفقة تبادل للاسرى ويحاول إطالة امد الحرب والسعي لوصول القوات العسكرية والامنية الصهيونية الى الصهاينة المحتجزين في غزة، ما يؤدي الى قتلهم بنيران أبناء كيانهم الغاصب او عبر قصف طائراهم الذي لا يتوقف منذ ما يقارب الـ11 شهرا على المدنيين العزل في القطاع المحاصر.
وهنا باتت تطرح التساؤلات ليس فقط إن كان سيتم تكرار تجربة فقدان “رود أراد”(وهو طيار صهيوني فقد في لبنان خلال العدوان الاسرائيلي عليه في العام 1982 وما زال حتى الساعة غير معروف المصير) ليصبح السؤال كم “رون أراد” سيفقد الصهاينة في غزة كي يدرك نتانياهو ان النزول عن الشجرة بات واقعا لا بد منه ولا مجال للهروب اكثر الى الامام في محاولة لتحقيق إنجاز ما بعد كل هذا الفشل المدوي بمواجهة غزة واهلها ومقاومتها؟ وكل ذلك يؤدي الى زيادة الشرخ الصهيوني في الكيان لا سيما بين القيادات العسكرية والسياسية والامنية ناهيك عن عائلات الاسرى الذي ياتوا يدركون ان هناك من يضحي بمصير اولادهم من أجل مصالحه الخاصة وطموحاته السياسية المتهورة.
حول كل ذلك قال الباحث في الشأن الصهيوني أيمن علامة في حديث لموقع المنار الالكتروني إنه “بعد حدث ٧ أكتوبر البطولي حدد رئيس وزراء العدو بنيامين نتانياهو هدفين من الحرب على حركة حماس وقطاع غزة، هما: القضاء على حماس عسكرياً وسياسيا، واعادة الاسرى الصهاينة، وحصل تأييد لذلك على المستوى العسكري”.
وقال علامة “لكن بعد مرور 11 شهرا منذ بدء العدوان على غزة وعدم تحقيق الاهداف المعلنة وآخرها مقتل عدد من الأسرى الصهاينة برزت الخلافات على صعيد الداخل والمجتمع الأسرائيلي، وايضا بين الجيش والمستوى السياسي خاصة بين نتنياهو وسموتريش وبن غفير الذين يشددون على استعادة الاسرى من خلال الضغط العسكري على خلاف رأي الجيش الذي يرى ان الحل الوحيد لاستعادة الاسرى هو باتمام صفقة تبادل”، ولفت الى ان “هذا الخلاف بين المستويين العسكري والسياسي ولّد هاجس من الخوف لدى أهالي الأسرى الصهاينة الذين اتهموا نتنياهو بالمخاطر بحياة أبنائهم خاصة بعد ان برزت مسألة الانسحاب من محور فيلادلفيا لتخفض نسبة إمكانية ابرام صفقة تبادل”.
وحول ما يريده نتانياهو، رأى علامة ان “ما يسعى اليه نتنياهو بحسب ما يعتقد هو المزيد من الضغط العسكري بغية تحقيق أي إنجاز عسكري واستخدامه كورقة قوة في المفاوضات”، واوضح ان “الهدف الاخير لنتانياهو هو استخدام عامل الوقت بغية وصول الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب الى الحكم فينخفض بذلك حجم الضغوطات عليه، اذ تسعى ادارة الرئيس بايدن في ايامها الأخيرة الى تحقيق هدنة او وقف جزئي لاطلاق النار بغية إستثمار الحزب الديمقراطي لها في الانتخابات الرئاسية المقبلة”.
وعن النتائج التي ستتحقق جراء هذا الخلاف الصهيوني، أشار علامة الى ان “هذه الخلافات أولا ستؤدي الى المخاطرة بحياة الأسرى الصهاينة، ثانيا فإنها ستعمق الخلافات بين المستويين العسكري والسياسي بما يدل على عدم وجود رؤية سياسية واضحة في كيان العدو”، ولفت الى ان “العديد من الخبراء العسكريين في الكيان دعوا الى تبني وانشاء رؤية عسكرية وامنية وسياسية جديدة، ثالثا والأهم هو زيادة التصدعات بين مكونات المجتمع الإسرائيلي”، وتابع “قد برزت حول ذلك في هذه الفترة تحذيرات جدية من اندلاع حرب أهلية في الكيان بالإضافة الى ازدياد الضغط على نتنياهو حسب ما تسير الإحصاءات في الكيان وإتهامه من قبل القادة الصهاينة السابقين بالإجماع على انه هو سبب الأزمات في الكيان وان محور المقاومة يرى في هذا الخلاف دافع لاستمرار الاعتداء على الكيان حسب تعبير الخبراء في الكيان”، ورأى ان “هذه الخلافات بين المستويين العسكري والسياسي في الكيان الاسرائيلي هو في مسار بدأ بعد ٧ أكتوبر حول من يتحمل مسؤولية الإخفاق الذي حدث”.
وبانتظار ما ستؤول إليه الامور وكيف سيرضخ العدو في النهاية للمطالب المحقة للشعب الفلسطيني ومقاومته، لا بد انه خلال هذه الفترة فإن مخاطر مقتل المزيد من المحتجزين الصهاينة في غزة قد يرتفع مع استمرار العمليات العسكرية والعدوان والقصف المتواصل على مختلف مناطق القتال، وبالتالي سيؤدي ذلك الى مزيد من الضغط من قبل اهالي المحتجزين ضد حكومته وقياداتها ما سينعكس تظاهرات منددة بعدم القبول بالوصول الى اتفاق يوقف الحرب.
المصدر: موقع المنار