العين برس:
كشفت مقاومة جنين أنَّ إمكانية العمل في الضفة متوافرة، وأن الاستثمار الصحيح في بيئتها من جديد، على يد تنظيمات كبيرة مثل “فتح” أو قوية مثل “حماس”، يمكن أن يعيد بناء حالة مشتبكة ومؤثرة.
كلَّما يتورط الجيش الإسرائيلي في الضفة أكثر، تقترب الانتفاضة الثالثة من أن تكون حقيقة. وبينما يزداد عدد الجنود في كل اقتحام ويصير بالمئات، يتأكد أن الأمور تخرج عن سيطرة “الجيش القوي” فعلاً. ومع عودة الطيران إلى سماء الضفة المحتلة، الاستطلاعي أو المروحي، يتبين أنَّ المواجهات المسلحة تنتقل إلى السيناريوات الأصعب… ليس أخيراً: كلَّما تحضر “إسرائيل” بنفسها، تغيب السلطة الضعيفة، ويقوى عود المقاومة. فما قصة كتائب المقاومة الآخذة بالتزايد والتصاعد في الضفة؟ ولماذا هذا العمل الإسرائيلي اليومي، وحتى اللحظيّ، ضدها؟ نجيب عن ذلك وأكثر في هذه الحلقات الأربع.
المؤكّد بالبساطة والفطرة التي يتحدَّث بها من يخوضون المواجهات فجراً وصباحاً ومساءً في مدن الضفة المحتلة عامة، ومناطقها الشمالية خاصة، أنَّ الاحتلال الإسرائيلي مغناطيس جاذب لكلِّ ما يمكن أن يكون مقاوماً، حتى لأولئك الذين اعتادوا بطريقة ما العيش تحت الاحتلال.
تقدّم “الميادين نت” في هذه المادة التي تأتي في 4 أجزاء معلومات خاصة من الميادين المشتعلة مباشرة، تسرد فيها الحكاية الكاملة لكتائب المقاومة المتصاعدة في الضفة، والسبب وراء السعي الإسرائيلي الحثيث لاجتثاث هذه الكتائب منذ سنة.
بينما ينظر العدو الإسرائيلي إلى كتائب المقاومة كـ”عدوى” لا يمكن السيطرة عليها، في تشبيه بجائحة كورونا التي ثبت عجز حكومات ودول عن التصدي لها بنجاعة، يظهر يوماً بعد يوم أن هذا التشبيه لا يخدم الرواية الإسرائيلية بقدر ما يكشف مكنونات القلق الحقيقي مما يجري في الضفة، إلى حدّ وصف عدد من قادة الجيش والأجهزة الأمنية بأنه الخطر الأكبر حالياً من باقي ساحات المواجهة، من دون أن ينكروا ضمناً أن الصدارة تبقى لمناطق فلسطين الـ48، حتى إن التقديرات الأخيرة لدى الجيش وجهاز “الشاباك” تفيد بأن “انتفاضة ثالثة أو ما يشبهها/انتفاضة من نوع جديد” ستندلع في الضفة قبيل الأعياد اليهودية الشهر المقبل.
بصرف النظر عن الهدف من هذه التقديرات التي تتزامن مع طلبات أميركية بـ”خفض التصعيد” و”مراجعة إجراءات إطلاق النار” في الضفة والقدس والرفض الإسرائيلي لها، يبدو أن الاندفاع والضرب بقوة كبيرة جداً والعقاب الجماعي والعائلي هي السمات التي يمكن بها توصيف السلوك الإسرائيلي، بل يمكن القول إنه لم يُعتقل أحد خلال هذين العامين في الضفة.
هنا، تفيد آخر الإحصاءات الصادرة الشهر الماضي أنَّ العدو أجرى منذ بداية العام الجاري نحو 4500 عملية اعتقال، وأنَّ نصفها جرى في مدينة القدس المحتلة، مع تنوع مصير المعتقلين بين من أُفرج عنه أو أُعيد اعتقاله أو سُجن إدارياً أو حوكم بتهمة محددة.
طبقاً لتصريحات رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، جرت مطلع هذا الشهر 1500 عملية اعتقال (ضمن 4500) منذ بدء الحملة المسمّاة “كاسر الأمواج” (3/2022)، إلى جانب “إحباط مئات العمليات”. بعيداً من تضارب الأرقام والمبالغة في بعضها، مثل “مئات العمليات”، تعيد هذه الاعتقالات تعريف الفلسطينيين أنفسهم وارتباطهم بمشروع المقاومة، وإن كانت الإجابة عن الجدوى القريبة متعذرة حالياً، لأنها تخلق تجربة نضالية، حتى لو صغيرة، لدى الشباب والفتية.
لا ضير في تتبّع الأرقام، الفلسطينية والإسرائيلية على سواء، لاستشراف الأفق الذي ينتظر جزءاً مهماً من فلسطين، أكلته المستوطنات إلى حدّ أن أحداً ما اقترح قبل سنوات قليلة ضمها إلى المناطق الفلسطينية المحتلة عام الـ48.
وفق موقع “0404” العبري، تُظهر دراسة للنصف الأول من العام الجاري وقوع أكثر من 3700 هجوم من الفلسطينيين في الضفة، قُتل خلالها 21 مستوطناً وجرح 316. وقد كان منها 2692 هجوماً بالحجارة، و577 بزجاجات المولوتوف، و542 بالإطارات المشتعلة، و33 بالعبوات، و30 بالألعاب النارية، و25 بزجاجات الطلاء، و14 إطلاق نار، وحالة دهس، و4 طعن (وإحباط 7)، وغيرها.
من المهمّ من التوقف عند هذه الأرقام التي لم تحتسب عمليات التصدي للاقتحامات بالوسائل شتى، إنما رصدت ما سمّته “الهجوم”، فيما يقول الراصدون الفلسطينيون إنَّ الأعداد أكثر من ذلك بكثير، ويعطون دليلاً من أرقام أسبوع واحد (28/8/2022-3/9/2022) أصيب فيه 12 جندياً ومستوطناً مع رصد 90 نقطة مواجهة، من بينها عملية طعن و22 عملية إطلاق نار و15 إلقاء عبوات متفجرة وزجاجات حارقة. كما أنَّ الأرقام الإسرائيلية لم توضح الحالة المتصاعدة للمواجهات نوعاً وكماً في مناطق شرقي القدس المحتلة.
لا ينظر الإسرائيلي إلى الأرقام الناتجة من عدوانه المتواصل (منذ بداية العام، قتلت “إسرائيل” أكثر من 85 فلسطينياً من سكّان الضفة والقدس، بينهم 17 قاصراً و6 نساء) إلا من زاوية ما يخدمه في قراءته للتصعيد ليس إلا. ففي التحليل، تعمد الدراسات إلى مقارنة أرقام في مدة محددة بالمرحلة/المراحل الزمنية الشبيهة بها في العام أو الأعوام السابقة، في طريقة رياضية سهلة من أجل رصد التصاعد أو التزايد، لكنَّها لا تجيب عن عوامل أخرى مهمة، وإن كانت تأخذها الأجهزة الأمنية، وخصوصاً الإسرائيلية والأميركية، بالاعتبار.
لتفكيك هذه العوامل تحديداً، لا بدَّ من النظر إلى كل مدينة في الضفة على حدة، بسبب التباينات التي خلقها الاحتلال والتهجير، قبل الوصول إلى صورة عامة، مع التذكير بأن وجه الضفة تغير كثيراً منذ “هبة القدس” (2015-2018) واستشهاد باسل الأعرج (3/2017)، ومن بعدها سلسلة العمليات النوعية، مثل عملية “سلفيت” (2/2018) التي نفّذها الشهيد عمر أبو ليلى، وعملية منطقة “بركان” الصناعية في (10/2018) وما قبلهما ما وبعدهما، لكن استمرارية حدث المقاومة كانت صناعة امتياز لجنين.
في البدء كانت جنين
دوماً ما يُطرح السؤال عن السرّ في كون جنين شعلة النار التي عندما انطفأت في 2002 خمدت المقاومة في الضفة بصورة لافتة، ثم عندما هبّت في 2021 اتسعت بقعة الزيت شمالاً، إلى حدّ أنَّ العيون الآن تترقب وسط الضفة (رام الله، القدس) وجنوبيها (الخليل، بيت لحم). صحيح أنَّ للخليل دوراً كبيراً ولافتاً في “هبة القدس” المشار إليها، لكن سرعان ما وجد الإسرائيليون، ومعهم السلطة الفلسطينية، الحل الناجع لإرقاد “الأسد” مجدداً، ألا وهو: فوضى السلاح – الفلتان الأمني.
في تلك السنوات تحديداً، سمحت السلطة و”إسرائيل”، كلٌّ بطريقته، في إغراق الخليل بالسلاح الذي وصل إلى الأيدي التي لا ترى الاحتلال هدفاً أول، فصار مطلب الأمان الشخصي يتقدم على غيره من الأولويات. في النتيجة، تراجع دور المحافظة التي قدمت خلال أول شهرين من الهبة (10-11/2015) 19 شهيداً من أصل 74. حاول الطرفان، ولا يزالان، تكرار اللعبة نفسها في جنين ونابلس وطوباس وطولكرم. ولما لم تنجح هذه اللعبة، عادا إلى جمع الأسلحة من جديد كي تستغل للمقاومة.
في خطوة أخرى مهمة، لعبت رام الله على وتر التباين بين كوادر “فتح” و”الجهاد الإسلامي”، لكن لا نتائج كبيرة حتى اللحظة. من هنا، نعود إلى سؤالنا: لماذا جنين؟
قبل الإجابة، لا بد من التذكير بأن فصائل المقاومة لم تستطع منذ 2007 حتى 2021 إعادة بناء تشكيلات نظامية أو حتى مجموعات متفرقة في الضفة عموماً، وجنين خصوصاً. ما يمكن تسجيله خلال تلك السنوات هو نجاح بعض المجموعات في تنفيذ عملية واحدة تنكشف بعدها الخلية أو يعتقل أو يقتل أفرادها.
وتُعد خلية الشهيد أحمد جرار (23 عاماً، “حماس”، عملية “حفات جلعاد”، 1/2018) أبرز الأمثلة على ذلك شماليّ الضفة، وخلية الأسير عاصم البرغوثي وشقيقه الشهيد صالح وسط الضفة (32 و30 عاماً، “حماس”، عمليتا “عوفرا” و”جفعات آساف”، 12/2018).
بعد نحو سنة ونصف سنة، تحديداً خلال معركة “سيف القدس” (5/2021)، بدأت “سرايا القدس” (الجهاد الإسلامي) بتشكيل أولى خلاياها المنظمة في مخيم جنين، وكان يرأسها الشهيد جميل العموري (25 عاماً) الذي قاد مجموعته لتنفيذ عمليات إطلاق النار منذ بداية تلك السنة، فضلاً عن التصدي المستمر لاقتحام الاحتلال جنين ومخيمها.
من ثَمّ جاء اغتيال العموري في 10/6/2021 لتكون البداية الفعلية لمرحلة جديدة من العمل في جنين، علماً أن العموري قضى مع شهيدين من جهاز “الاستخبارات” العسكري التابع للسلطة، هما الملازم أدهم عليوي (23 عاماً) من نابلس، والنقيب تيسير عيسة (33 عاماً) من بلدة ميثون.
ثمة هنا قطبة مخفية تتعلق بمؤسس الكتيبة، العموري، وكذلك الشهيد عبد الله الحصري (22 عاماً)، ولها ارتباط بعملية التحرر من سجن جلبوع التي اشتُهرت بـ”نفق الحرية” (2021). قيل آنذاك إن تحرر الأسرى الستة واستعداد جنين لاستقبالهم كلهم، أو بعضهم، سرّعا في تقوية كتيبة والتحام مقاتلي السرايا مع مقاتلي “كتائب شهداء الأقصى” (فتح) وتكوين ما سُمّي “حزام النار” لحماية الأسرى المتحررين، وخصوصاً أن منهم قائد الكتائب السابق في المخيم الأسير زكريا زبيدي (46 عاماً).
لكنَّ هذا لا يكفي لتفسير اندفاعة قادة الكتيبة وعناصرها، وهو أمر ستتكفل تفصيله حلقات “الأبطال” التي ستُبث على شاشة “الميادين”، ولا سيّما العلاقة الخاصة التي كانت تربط العموري والحصري بمهندس عملية التحرر وقائدها، الأسير محمود العارضة (46 عاماً)، ودوره الحصري في ما بعد التحرر. أيضاً، يشار إلى دور الأسير وسام أبو زيد (23 عاماً) الذي أصيب خلال عملية اغتيال العموري.
كتائب المقاومة في الضفة: عندما يستفيق
متى تأسست كتيبة جنين؟ وما أبرز عملياتها؟
لماذا جنين؟
في الإجابة عن سؤالنا المركزي: “لماذا جنين؟”، يظهر عدد من المعطيات التي لا يمكن للإعلام الغارق في الأحداث المتلاحقة استكشافها بسهولة. صحيح أنَّ العوامل التاريخية حاضرة بقوة في تجربة جنين تحديداً، لكنْ ثمة عوامل جديدة جديرة بالدراسة، وخصوصاً أن خطوةً إسرائيلية مثل فتح معبر “سالم” (3/2022) بين أراضي فلسطين 1948 وجنين للمرة الأولى منذ إغلاقه عام 2000 تشي بأنَّ الإسرائيلي يعيد تطبيق تجربة غزة (العصا والجزرة)، في إشارةٍ إلى فتح “إيرز-بيت حانون” لدخول العمال، وهي أيضاً الخطوة المتخذة بعد قرابة 20 سنة من وقفها.
هذا ليس التقاطع الأول بين جنين وغزة، بل كان هناك تقاطع رئيسي أشعَرَ أهالي الأولى بأنهم “محافظة محررة”، وذلك حينما تقرر جراء ضربات المقاومة في خطة “فك الارتباط الأحادي” الإسرائيلية مع غزة عام 2005 تفكيك المنشآت العسكرية و”إعادة انتشار” الجيش الإسرائيلي حول جنين، مع إخلاء 4 مستوطنات هي: “غنيم”، “كديم”، “سانور”، “حومش”، علماً أن الأخيرة أُقيم فيها بعد سنوات بؤرة استيطانية لتصير مثل “مسمار جحا” وتتعرض لعملية مميزة من “كتيبة جنين” (16/12/2021) قادها الأسير محمود جرادات (41 عاماً) وأدت إلى مقتل مستوطن. كتائب المقاومة
إذاً، من الأساس، تمتلك مدينة جنين ومخيمها خصوصية كبيرة في العمل المقاوم تاريخياً، فقد شهدت آخر معارك الشيخ السوري عز الدين القسام الذي كان قد خرج من سوريا، وأقام في حيفا، ثم اعتصم في جنين، وتركت مقاومته أثراً كبيراً في اندلاع الثورة العربية الكبرى عام 1936.
منذ ذلك الزمن، عُرفت جنين كأبرز معاقل المقاومة التي أفرد لها رئيس الوزراء الإسرائيلي الميّت، أرئيل شارون، اهتماماً بالغاً، لكونها شكلت منطلقاً لعشرات العمليات في الداخل المحتل خلال انتفاضة الأقصى الثانية (2000-2005). كتائب المقاومة
بعد ذلك، تركت معركة المخيم عام 2002 مفاعليها في علاقة أبناء الفصائل الفلسطينية، ولا سيما “فتح” و”الجهاد الإسلامي”، إلى حد أنَّ الجيل الجديد، رغم أنَّه لم يعايش تلك المعركة الفاصلة، نشأ متأثراً بتلك العلاقة المميزة. بعد ذلك، تحضر عوامل أخرى، أبرزها التركيبة العائلية المقاومة في المدينة ومخيمها، وحتى قراها، إلى درجة أن مؤسس “الجهاد الإسلامي” الشهيد فتحي الشقاقي سبق أن وصف قرية مثل السيلة الظاهرية بأنها “طهران فلسطين”.
إلى جانب تركيز الدراسات والتقارير على البنية الجغرافية للمدينة والمخيم، لا بدَّ من الانتباه إلى أنَّ التركيبة الاجتماعية والنفسية تؤدي دورها بقوة، فضلاً عن الانفتاح على الآخر فصائلياً، وهو ما يذوّب الفوارق التي سعى الاحتلال والسلطة عبرهما إلى كسر حالات كتائب المقاومة حين نشوئها في المحافظات الأخرى. كذلك، تحضر في جنين حالة الرفض لسياسات رام الله بين أبناء “فتح” وموظفي الأجهزة الأمنية، وهذا ما يشكّل حزام حماية، وخصوصاً أن لهؤلاء مساهمات مكشوفة وأخرى مخفيّة لدعم المقاومين.
خاتمة: ما بعد “وحدة الساحات”
في الخلاصة، تؤدي “كتيبة جنين” مهمّتها الأولى بجدارة، وهي مشاغلة الاحتلال والتصدي لاقتحاماته. وقد قدمت عدداً من الشهداء خلال السنة الأولى لانطلاقها، معظمهم من جنين، لكنَّ المهمة الثانية والأهم أنَّها تساهم يوماً تلو الآخر في زيادة التفاف الشارع حول المقاومة، وانخراط شباب جدد في العمل العسكري داخلها وفي مدن أخرى، وهذا ما يخشى الإسرائيلي نتائجه المستقبلية. وبينما كان الزخم الإعلامي الكفيل باستنهاض الحالة الثورية غير كافٍ بداية السنة الماضية، إذ اقتصر آنذاك على إعلام “الجهاد الإسلامي”، ها هو يجتاح الضفة كلها.
بعد سنة من انطلاق الكتيبة، جاءت مواجهة “وحدة الساحات” لتشكّل علامة فارقة أخرى شعر معها المقاومون بوجود ظهير حقيقي لهم في غزة، الأمر الذي كان العدو يريد عكسه تماماً، وإذ بالسحر ينقلب عليه، ليبدو أنَّ المعركة الأخيرة – بصرف النظر عن جملة كبيرة من الملاحظات حولها سياسياً وميدانياً وأمنياً وإعلامياً – دفعت بالضفة نحو المواجهة المفتوحة، إلى جانب أن تكثيف الاحتلال عملياته اليومية، وحتى الساعيّة، وارتقاء الشهداء واحداً تلو آخر وكمّ الاعتقالات الهائل، يزيد بسالة الشبّان وحماستهم. كتائب المقاومة
في المحصلة، كشفت مقاومة جنين أنَّ إمكانية العمل في الضفة متوافرة، رغم سنوات من الأخطاء المتراكمة، وأن الاستثمار الصحيح والمدروس في بيئة الضفة من جديد، على يد تنظيمات كبيرة مثل “فتح” أو قوية مثل “حماس”، يمكن أن يعيد بناء حالة مشتبكة ومؤثرة، فقد أقامت “الجهاد الإسلامي” بشبابها الصغار الحجّة، وقدّمت على محدودية حضورها في بعض مدن الضفة دليلاً دامغاً على إمكانية البناء من الصفر مجدداً، وخصوصاً أنها أعادت إنتاج نفسها، حتى لو بحدود ضيقة وخطى بطيئة.
المصدر: الميادين