قليل من تناقضاتهم.. هكذا أربكتهم الهجمات اليمنية
العين برس/ مقالات
عبدالرزاق علي
يشير تضارب المعلومات حول طبيعة الرد على الهجمات اليمنية ضد أهداف إسرائيلية في البحر الأحمر والأراضي المحتلة، إلى وجود ارتباك كبير في صفوف العدو. لا يكاد يمر يوم دون شائعات ومزاعم حول ما يتعلق باليمن. إلى جانب وجود ارتباك، هناك أيضا أهداف من وراء بث مثل تلك الشائعات والمزاعم.
بعضها يأتي، بشكل أو بآخر، في سياق تقديم الهجمات اليمنية على أنها مسرحية معدة سلفا، وهو حديث لم يعد لتقديمه بشكل مباشر أهمية وقيمة بعد تصاعد العمليات اليمنية ووصولها إلى ما هو أبعد من توقعات الخصوم.
على سبيل المثال، تنقل وكالة رويترز عن مسئولين أمريكيين قولهم إن السعودية طبت من إدارة بايدن عدم الرد على هجمات أنصار الله.
وحسب الوكالة، فإن تخوفا كبير في السعودية من تصعيد نحو حرب إقليمية واسعة في الشرق الأوسط.
في السياق ذاته، ينقل موقع موقع “بوليتيكو” الإخباري الأميركي، عن مسئولين أمريكيين قولهم إن أمريكا طلبت من إسرائيل عدم الرد على الهجمات اليمنية.
ووفق المسئولين الأمريكيين، فإن إن هناك إجماعًا رفيع المستوى داخل الإدارة على أنه ليس من المنطقي أن يرد الجيش الأميركي بشكل مباشر على الحوثيين في اليمن، بعد الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار على ثلاث سفن مدنية، يوم الأحد.
لكن صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية نقلت أيضا عن مسئولين أمريكيين قولهم إن واشنطن أعدت أهدافًا أولية تابعة لجماعة الحوثي في اليمن لضربها في حالة أمرت إدارة بايدن بشن ضربات انتقامية.
وأوضحت الصحيفة أن جماعة الحوثي ظهرت مؤخرا كورقة جامحة وخطيرة لا يمكن التنبؤ بها في الشرق الأوسط باعتبارهم وكلاء إيران الأكثر ملاءمة لتوسيع الحرب مع إسرائيل. على حد وصفها.
على مستوى التصريحات الرسمية، قال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، إن الولايات المتحدة ليست في صراع مسلح مع جماعة الحوثي في اليمن.
رغم كل ما تقدم، أكدت مصادر أمريكية أن واشنطن على تشكيل تحالف عسكري يضم عشرات الدول لحماية الملاحة في البحر الأحمر بعد هجمات صنعاء.
يأتي كل هذا بعد حديث عن دفع إسرائيل بغواصات وقطع عسكرية إلى البحر الأحمر لحماية سفنها، وفق يدعوت احرنوت العبرية.
الغريب أن هذه الخطوة “المزعومة” جاءت بعد يوم من تأكيد إسرائيلي بأن البحر الأحمر لم يعد آمنا، وأن مسار سفن الاحتلال سيتغير بشكل كلي. ما يعني أن لا جدوى من الدفع بقطع عسكرية وغواصات إلى البحر الأحمر.
الأكثر غرابة هو أن المتحدث باسم البيت الأبيض عاد ليقول في مؤتمر صحفي إننا “نركز حاليا على وجود قدرات عسكرية كافية لردع التهديدات في البحر الأحمر”.
ويضيف بأن هجمات الحوثيين في البحر الأحمر تمثل تهديدا للملاحة البحرية وهي مدفوعة من إيران.. مشيرا إلى أن “القطع البحرية الأمريكية بالبحر الأحمر ستمارس حقها في الدفاع عن نفسها إن تم تهديدها”.
بعيدا عن القطع البحرية الأمريكية، أكدت قوات الانتقالي المدعومة إماراتيا، أمس الخميس، جاهزيتها للعب دور محوري في تأمين الملاحة الدولية في البحر الأحمر، جنبا إلى جنب مع الشركاء الإقليميين والدوليين.
ورد ذلك خلال لقاء عيدروس الزُبيدي رئيس الانتقالي الجنوبي، مع المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم لندركينج.
وذكر موقع المجلس على شبكة الإنترنت، أن اللقاء بحث مخاطر التصعيد الحوثي في البحر الأحمر وباب المندب. على حد وصفه.
والسؤال الأهم هنا: ماذا يريدون بالضبط؟.