العين برس / مقالات
عبدالملك سام
لا أعرف لماذا يتم معاملة الأمم المتحدة في بلادنا على أنهم منظمة دولية محايدة، بينما هم لم يتوقفوا للحظة عن التصرف كشركة أمنية تابعة للولايات المتحدة ومصالحها في اليمن؟! ونحن عندما نقول مصالح الولايات المتحدة فنحن نعني أنهم لا يألون جهدهم لزيادة معاناتنا، والتجسس علينا لمصلحة دول العدوان.
تاريخ هذه المنظمة الأسود يثبت انها لا يمكن أن تمثل بابا للحل، ولا يوجد هناك سبب لنظل نعتقد أن في وجودها فائدة أو مصلحة لشعبنا وبلدنا. قد يكون هناك رأي بأن في تواجد منظمة الأمم المتحدة بيننا نوع من الإرتباط بالمجتمع الدولي، وهذه نظرة غير واقعية؛ فهؤلاء خلال تاريخهم، وخلال فترة تواجدهم بيننا، لم يقدموا حلا يذكر، بل أنهم لطالما قدموا تقاريرا زائفة شوهت صورة حكومتنا وشعبنا لدى المجتمع الدولي.
الجانب الحكومي يتعامل بسذاجة مع هذه المنظمة التجسسية وبإصرار، وبرأيي أننا وقد أعطيناها الكثير من الفرص لتثبت أنها عكس ما عرفت به من تواطئ، بتنا نستطيع طردها من أراضينا دون أن يلومنا أحد. وحتى المساعدات الفاسدة التي يحاولون من خلالها التمويه بها على أعمالهم الخبيثة، فنحن في غنى عنها ولو من باب القاعدة المشهورة “درء المفاسد قبل جلب المصالح”.
التعامل مع المجتمع الدولي يخضع للمصلحة قبل أي شيء آخر، وعلى مسؤولينا أن يغيروا من طريقة رؤيتهم وتفاعلهم مع الخارج، وهذا لن يتم إلا بالتواصل مع جهات خارجية أخرى من خلال المصالح المشتركة والبحث بدقة عن البدائل، والتعويل على أن الأمم المتحدة يمكن أن تغير من طريقة تعاملها مع اليمنيين من خلال المزيد من الخضوع لا يمكن أن يؤدي إلى نتيجة، لذا فعلى حكومتنا أن تبادر لمد الجسور مع منظمات ومؤسسات أخرى بحسب ما تقتضيه مصلحتنا أولا.
ننصح حكومتنا ألا تشعر بالحرج، وأن تضع رقابة محكمة على تحركات بعثة الأمم المتحدة في اليمن، فقد وصلتني معلومة بأن جزء من هذه البعثة كاد ينفذ عملية إغتيال لأحد القادة العسكريين قبل أيام في الطريق الواصل بين صنعاء والحديدة، وجعل الأمر يبدو كحادث! وهذا الأمر لابد أن يتم التحقيق فيه بدقة، ومحاسبة الجناة وطردهم.. وما خفي أعظم!