غرفتا عمليات في بلحاف والمخا: أمريكا تحشد مرتزقتها لحماية الصهاينة
العين برس/ تقرير
رشيد الحداد
علمت «الأخبار»، من مصادر مطّلعة، أن الولايات المتحدة والإمارات أنشأتا غرفتَي عمليات وارتباط مشتركتَين بهدف حماية الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر، بعد أن حظرت القوات المسلّحة اليمنية مرور سفن العدو في ذلك البحر وباب المندب، في إطار ردّها على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وقالت المصادر إن ضابط الارتباط اليمني المعيّن من قِبل الأسطول الخامس الأميركي، والذي يشغل منصب رئيس أركان القوات الموالية لحكومة عدن، صغير بن عزيز، سيكون المسؤول عن الغرفتَين اللتَين تمّ تزويدهما بأجهزة رصد وتجسّس زُرعت في بعض الجزر المنتشرة على طول الساحلَين الغربي والشرقي. وأوضحت أنه تمّ إنشاء غرفة عمليات وارتباط بقيادة إماراتية وأميركية في ميناء بلحاف الواقع في سواحل محافظة شبوة. كما تمّ، بإشراف أميركي، تفعيل غرفة العمليات المشتركة الواقعة تحت سلطة العميد طارق صالح، في مدينة المخا بالقرب من باب المندب غرب مدينة تعز. وبيّنت المصادر أن الغرفتين كُلّفتا بمهام رصدِ وتتبّع أيّ تحركات لقوات صنعاء في البحر الأحمر، وأيّ تهديدات تتعرّض لها السفن الإسرائيلية في البحر العربي وخليج عدن.وكان طارق صالح، عضو «المجلس الرئاسي» وقائد الميليشيات الموالية للإمارات في الساحل الغربي لليمن، توجّه إلى جيبوتي أخيراً للقاء قيادات عسكرية أميركية، بعد أن سيطرت قوات صنعاء على السفينة الإسرائيلية «غالاكسي ليدر» في 19 تشرين الثاني الجاري.
وعقب ذلك، وصلت طائرات شحن عسكرية بريطانية وفرنسية وأميركية إلى جيبوتي التي تُعدّ قاعدة متقدّمة للولايات المتحدة. وقالت مصادر عسكرية مطّلعة في صنعاء، لـ«الأخبار»، إن «تلك التحرّكات تأتي في إطار ترتيبات أميركية – إماراتية لنشر قوات يمنية في البحر الأحمر وعلى مساحات واسعة من باب المندب وحتى أرخبيل حنيش، لحماية السفن الإسرائيلية». وكشفت أن صنعاء رصدت وصول طائرة «Airbus A400 M Atlas» تابعة للقوات الملكية البريطانية، منتصف الأسبوع الجاري، إلى جيبوتي، بعد أقلّ من يومَين على رصد وصول طائرة نقل «Airbus A 330» تابعة للقوات الجوية الفرنسية، بالتزامن أيضاً مع وصول طائرةLockheed» C-130 T Hercules» التابعة للقوات الأميركية، بالإضافة إلى طائرات أخرى من أنواع مختلفة، إلى البلد نفسه.
واعتبرت المصادر ذاتها أن التحرّك العسكري المكثّف في دولة مشاطئة للبحر الأحمر وقريبة من المناطق الواقعة تحت سيطرة صنعاء، يأتي في إطار الضغوط الأميركية والغربية المتزايدة على «أنصار الله» بهدف ثنيها عن موقفها من الحرب على غزة، مضيفةً أن زيارة طارق صالح لا تنفصل عن اللقاءات المكثّفة التي جرت، خلال اليومَين الماضيَين، بين سفراء الاتحاد الأوروبي وسفيرَي أميركا وبريطانيا في اليمن، وبين رئيس حكومة عدن، معين عبد الملك، في عدن، وكذلك اللقاءات التي أجراها في الرياض وزير دفاع حكومة عدن، محسن الداعري.
وبينما تحدّثت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أول من أمس، عن نقاشات تجريها تل أبيب مع شركائها للردّ على هجمات صنعاء، سُجّل وصول رئيس «المجلس الرئاسي» الموالي لـ«التحالف»، رشاد العليمي، ونائبه عيدروس الزبيدي، إلى أبو ظبي، حيث يُتوقّع أن تناقَش الإجراءات المتعلّقة بحماية الأمن الملاحي. وتزامن ذلك مع صدور بيان عن «مجموعة السبع»، أمس، يتّهم صنعاء بتهديد الأمن الملاحي، ويدعو «الحوثيين إلى الوقف الفوري للهجمات على المدنيين والتهديدات التي تستهدف ممرّات الشحن الدولية والسفن التجارية، وإطلاق سراح السفينة غالاكسي ليدر» وطاقمها، وهو ما ردّ عليه المتحدّث باسم حركة «أنصار الله»، محمد عبد السلام، بتجديد حرص اليمن على الأمن البحري وسلامة الممرّات، والتنبيه إلى أن «العملية الأخيرة منحصرة بالسفن الإسرائيلية». وأكّد عبد السلام أن «القوات البحرية اليمنية ملتزمة بحماية المياه اليمنية بموجب صلاحياتها السيادية»، معتبراً أن «تصرفات الكيان الإجرامية هي التي تهدّد الأمن والسلم الإقليمييْن والدولييْن»، وأن «التصدي لها أمر مهم لأمن وسلام المنطقة والعالم». وفي الاتجاه نفسه، أكّد نائب مدير التوجيه المعنوي في قوات صنعاء، العميد عبدالله بن عامر، في منشور على منصة «إكس»، أن «عمليات صنعاء ضدّ الكيان كانت عسكرية بحتاً»، مشيراً إلى أن «الجانب اليمني اتّخذ كل إجراءاته مراعياً القانون الدولي. وما يحدث ليس خارج حالة الحرب».
الاخبار اللبنانية