ضابط في الجيش الأميركي: مصلحة واشنطن تقتضي عدم الدخول في مواجهة مع محور المقاومة
العين برس/ متابعات
شدّد الكاتب الأميركي جيف لامير على ضرورة أن تنأى الولايات المتحدة بنفسها عن النزاع الذي يدور في الشرق الأوسط، محذّرًا من الوقوع في المستنقعات، في حال الدخول في مواجهة مع من أسماهم “وكلاء إيران” في العراق وسوريا واليمن ولبنان، معتبرًا أن المصالح الأميركية ستتضرر إذا ما جرى الخوض في مغامرات بهذه الساحات. وفي مقالة نُشرت بمجلة “The American Conservative”، حذّر الكاتب – وهو ضابط دفاع جوي في الجيش الأميركي – من أن القوات الأميركية في سوريا ستدفع الثمن، إذ إن غطاء الدفاع الجوي المتوفر لهذه القوات محدود.
كذلك لفت الكاتب إلى أن حرب “إسرائيل” قد تنتشر إلى جبهة ثانية مع حزب الله في لبنان، وذلك بعد الهجمات الصاروخية شمال فلسطين المحتلة، واغتيال القيادي في حركة حماس صالح العاروري.
ورجح أن تواجه أي عملية اجتياح إسرائيلي للبنان صعوبات حقيقية، وذلك نظرًا إلى التزامات “إسرائيل” الشاقة عند جبهة غزة، و”أدائها الباهت” عام 2006.
وتحدث في هذا السياق عن تنامي قدرات حزب الله بشكل هائل منذ تلك الحرب.
وتابع الكاتب أن ذلك يعني أن نجاح “إسرائيل” في أي حرب مع لبنان سيكون مرهونًا على الأرجح بتدخل أميركي مباشر ووازن، مشددًا على ضرورة أن تقول واشنطن بوضوح إنها ليست في وارد ذلك، وإلا فإن الشباب الأميركيين سيتحملون الثمن “الذي يمكن تجنبه” في الدماء وعلى الصعيد المادي أيضًا.
أما في البحر الأحمر، أكّد الكاتب ضرورة أن تمتنع واشنطن عن الذهاب أبعد مما أسماه “دور الحماية”، مضيفًا: “أنصار الله عززت موقعها وترسانتها الصاروخية بعدما جرى استهدافها لتسع سنوات بواسطة القنابل الأميركية الصنع”.
كذلك أكد أن التدخل الأميركي في اليمن لن يأتي بنتيجة مغايرة، وسيشجع أنصار الله على الأرجح على تكثيف هجماتها على حركة الملاحة.
وأشار الكاتب إلى أن إيران أرسلت سفينة عسكرية إلى البحر الأحمر، مرجحًا أن تزود إيران أنصار الله بالمعلومات الاستخباراتية وتوجه رسالة بأنها مستعدة للمزيد من المجازفات.
كما قال “إن الولايات المتحدة يجب أن تفهم هذه الرسالة، والاستراتيجية المتبعة حتى الآن لم تردع إيران أو “وكلائها”.
كذلك تابع أن “هناك سقفًا لاستخدام المواكب من أجل حماية حركة السفن”، معتبرًا أن مسار السفن يتغير كلما استمر الوضع الراهن في البحر الأحمر، مردفًا أن ذلك بدأ يحصل أصلًا، والمكاسب على صعيد المصالح الأميركية هي بالتالي موضع نقاش.
واستبعد إجبار حركة أنصار الله على تغيير سلوكها، مؤكدًا أن التصعيد سيدفع بهم على الأرجح إلى زيادة تعطيل حركة الملاحة.
وشدد الكاتب على ضرورة أن تفتح الولايات المتحدة قنوات خلفية مع إيران من أجل خفض التصعيد، محذرًا من أن الولايات المتحدة تخاطر في الدخول في حرب عبر التصعيد مع “وكلاء إيران”، الا أنه اعتبر في الوقت نفسه أنه يمكن معالجة الوضع من دون التضحية بالمصالح الأميركية.
كما قال الكاتب “إن مهمة محاربة “داعش” في العراق وسوريا حققت هدف منع الجماعة من أن يكون لها “دولة خلافة”، ما يستوجب بالتالي سحب القوات الأميركية”.
وتحدث الكاتب عن أهمية تحقيق التوازن بين المخاطر والمكاسب، موضحًا أن مكاسب البقاء غير ملموسة وهي خيال، أما مخاطر البقاء فدموية ومكلفة وكارثية.
المصدر: موقع العهد الاخباري