صنعاء على وشك الدخول في المرحلة الخامسة من التصعيد
العين برس/ مقالات
كامل المعمري
مع استمرار المراحل التصعيدية الأربع التي أعلنتها صنعاء ضد الكيان الصهيوني، والتي شهدت توسعاً كبيراً في العمليات البحرية، من البحر الأحمر و العربي وحتى المحيط الهندي، وصولاً إلى البحر الأبيض المتوسط، هذه المراحل السابقة والمستمرة والتي تؤدي فيها صنعاء دورها العسكري في تضيق الخناق اقتصاديا على الكيان الصهيوني يبدو انها قد حققت نجاحا كبيرا ولكن هذا لايعني ان الجيش اليمني سيتوقف عند هذه النقطه , استمرار الكيان في مسلسل الابادة الجماعية لإخواننا في غزة واستخدام سياسية التجويع وتضيق الحصار وذلك بدعم أمريكي وغربي سيدفع بكل تأكيد صنعاء الى رفع مستوى التصعيد العسكري ضد العدو المجرم وعلى ما يبدو ان اليمن على وشك الدخول في المرحلة الخامسة
وبالتالي فان هذه المرحلة ستكون مختلفة تماما عن المراحل التصعيدية السابقة التي تمركزت حول مهمة محاصرة الكيان الصهيوني بحرياً.وبعض الضربات والعمليات في عمق الكيان المحتل
وباعتقادي ان هذه المرحلة قد تتضمن تكتيكات وتحركات جديدة، قد تتجاوز العمليات البحرية لتشمل استراتيجيات متطورة تستهدف العمق الإسرائيلي ومناطق حساسة
من المتوقع أن تكون المرحلة الخامسة من التصعيد موجهة نحو زيادة الضغط على الكيان الصهيوني بشكل شامل وقد تكون عاملاً حاسماً في إعادة تعريف قواعد الصراع الحالي وفي تحقيق أهداف استراتيجية أوسع للمقاومة ودعماً للقضية الفلسطينية والمقاومة بشكل عام
نحاول هنا تقديم بعض المعطيات من خلال الواقع الميداني والعسكري والعقيدة العسكرية لليمن التي تعتبر القضية الفلسطينة خطا احمر لايمكن المساومة فيها مطلقا
ماهي المرحلة الخامسة من التصعيد
اعلان الجيش اليمني عن امتلاكه لصواريخ فرط صوتية بمديات بعيدة ومختلفة ربما كان ذلك الاعلان بمثابة رسالة تحذيرية للكيان الصهيوني، وايضا في سياق التمهيد لدخول المرحلة الخامسة من التصعيد في حال استمرار الصلف الصهيوني ومجازر الابادة الجماعية بحق اهالي غزة
وبالتالي فإن التوقعات تشير الى ان هذه المرحلة ستكون عبر تكثيف العمليات العسكرية داخل الاراضي المحتلة وذلك باستخدام اسلحة متطورة قادرة على تجاوز مختلف الدفاعات الجوية الاسرائيلية
ومن المتوقع أن تتركز الضربات على استهداف مناطق حساسة،ومهمة وذلك بما يعزز من دعم المقاومة الفلسطينية ويزيد من الضغط العسكري والسياسي على العدو
وبما ان صنعاء لديها قدرات صاروخية متقدمة وطائرات مسيرة متطورة ربما ان العمليات القادمة ستشمل قواعد الجيش الإسرائيلي، ومواقع الدفاع الجوي، والأماكن الحيوية للأمن الوطني التابع للكيان والهدف من هذه الضربات تقليص القدرات الدفاعية لإسرائيل وتشتيت الجهود العسكرية، مما يضع الكيان في موقف صعب تكتيكيًا واستراتيجيًا
كذلك البنية الاقتصادية والصناعية لن تكون بمنأى فصنعاء تحاول خنق العدو اقتصاديا وبالتالي فإن المنشآت الصناعة الحيوية والبنية التحتية الاقتصادية قد تكون أيضًا على رأس الأهداف، بما في ذلك المصانع الكبرى والمتخصصة، والموانئ والمنشآت اللوجستية التي تعد جزءًا أساسيًا من الاقتصاد الإسرائيلي.
فتدمير هذه المنشآت يمكن أن يؤدي إلى تعطيل حركة البضائع وتقليل القدرة الاقتصادية، مما يضعف من قدرة الكيان الذي يواجه ضغوطا داخلية كبيرة
كذلك فان توجيه ضربات لهذه المنشآت يمكن أن يترك تأثيرات كبيرة على الاقتصاد الإسرائيلي والقدرة على الاستمرار في الحرب
لا ندعي هنا معرفة الغيب بل نحاول قراءة المشهد الحالي وتحليله من منظور عسكري، وتقديم قراءات بناء على المعلومات الميدانية المتاحة
ومانحاول طرحه هنا تبقى تقديرات وافتراضات قائمة على المعطيات والمعلومات المتاحة وكذلك من خلال معرفتنا بعقيده اليمن العسكرية تجاه القضية الفلسطينة والتوجهات التي قد تتبناها صنعاء ضد الكيان في القريب العاجل وبالمجمل قد تكون لاتصدق تحليلاتنا في هذه السطور غير أن مانؤكده هنا أن دخول اليمن المرحلة الخامسة من التصعيد ضد الكيان أمرا واردا ولاجدال فيه طالما استمر العدوان الاسرائيلي على غزة
كامل المعمري
صحفي مختص في الشؤون العسكرية
المصدر: عرب جورنال