العين برس : تقرير
ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال”، أنّ “الخوف من أن الولايات المتحدة يمكن أن تتراجع في نهاية المطاف عن دعمها لأوكرانيا ضد روسيا، يزيد من الضغط على أوروبا لزيادة مساعداتها العسكرية والمالية لكييف”.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين ومحللين قولهم إنّ “الإحباط في العديد من العواصم الأوروبية بسبب تأخر برلين في الموافقة على إرسال دبابات ألمانية الصنّع، لم يكن فقط بسبب فائدتها في ساحة المعركة، ولكن أيضاً تأخّر الرد الألماني جعل أوروبا تظهر بشكل المعتمد كلياً على الولايات المتحدة”.
وكان المستشار الألماني أولاف شولتس قد أصر لعدة أسابيع على أن ألمانيا لن ترسل دبابات “ليوبارد 2” إلى أوكرانيا إلا إذا أرسلت الولايات المتحدة أولاً دبابات “أبرامز”، وهي خطوة قالت برلين إنها ستمنحها حماية أكبر ضدّ ردّ الفعل الروسي الغاضب.
وأفادت “وول ستريت جورنال”، أمس الثلاثاء، بأنّ إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، تتجه نحو إرسال دبابات “أبرامز” إلى أوكرانيا، حيث إنّه قد يجري الإعلان رسمياً عن ذلك خلال أيام.
كما أعلنت الحكومة الألمانية اليوم الأربعاء، الموافقة على تصدير دبابات “ليوبارد 2” إلى أوكرانيا وعلى إعادة تصدير هذه الدبابات من الشركاء.
وقال مسؤول ألماني كبير لـ”وول ستريت جورنال”، إنّ “الحكومة الألمانية ستتعهّد بتوفير نحو 14 دبابة “ليوبارد 2″ إلى كييف وستوافق على طلبات من دول مثل بولندا للتبرّع بدبابة ألمانية الصنع لأوكرانيا”.
وكان تأخّر برلين في أخذ قرار إرسال دبابات “ليوبارد 2” إلى أوكرانيا، قد أثار إحباطاً بين الحلفاء الغربيين. وتقول دول أوروبية أخرى، وفق الصحيفة، بما في ذلك المملكة المتحدة وبولندا وإستونيا، إنّ “أوروبا لا تستطيع الاختباء وراء الولايات المتحدة، التي تقدّم المزيد من المساعدات العسكرية لأوكرانيا”.
من جهتها، قالت نائبة مدير المركز الدولي للدفاع والأمن في إستونيا، كريستي رايك،”إنه أمر مقلق بشأن مدى اعتماد الدول الأوروبية على الولايات المتحدة”.
وذكرت الصحيفة أنّ “السياسة الداخلية الأميركية تزيد أيضاً من المخاوف الأوروبية، من أن الوقت ينفد عندما يتعلق الأمر بقدرة أوكرانيا على هزيمة روسيا”، موضحةً أنّ “الانقسامات السياسية بين إدارة بايدن ومجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون، من شأنها أن تقلل من تأمين المزيد من التمويل للدفاع عن أوكرانيا بعد انتهاء صلاحية الأموال المصرّح بها حالياً في 30 أيلول/سبتمبر”.
كذلك، يقول بعض المسؤولين الأوروبيين أيضاً إنّهم “يخشون من أن تؤدي الأسلحة الإضافية لأوكرانيا إلى تراجع الأجندة السياسية الأميركية مع بدء الحملة الانتخابية الرئاسية لعام 2024، وخوف آخر من أنّ الرئيس المقبل قد يتبع مساراً مختلفاً”.
وبناءً على هذه الخلفية، “تشعر العديد من الدول في شمال وشرق أوروبا بالغضب من إحجام ألمانيا المتكرّر عن دعم أوكرانيا بشكل أكثر استباقية، وهو الأمر الذي له نتيجة غير مقصودة تتمثل في تعميق اعتماد أوروبا على الولايات المتحدة لحمايتها العسكرية وقيادتها السياسية ضد روسيا”، بحسب ما ذكرت الصحيفة.
وتشير ألمانيا إلى أنها واحدة من أكبر مزوّدي الأسلحة والذخيرة لأوكرانيا، إلى جانب المملكة المتحدة، على الرغم من أن الدعم الأميركي يفوق بسهولة دعم الدول الأوروبية.
ووافقت ألمانيا على إرسال أسلحة ثقيلة، مثل المدفعية والعربات المدرعة، لكن فقط بعد تأخيرات طويلة وتحت ضغط شديد من الحلفاء الآخرين، لكن بدلاً من كسب الفضل السياسي لمساعداتها، زادت برلين من انعدام الثقة في أماكن أخرى في أوروبا حول المدى الذي تريد فيه حقاً تحدّي روسيا، وفقاً لتصريح مسؤولي الحلفاء لـ”وول ستريت جورنال”.
وكان القادة الألمان قد قالوا في وقت سابق إنّ “أوروبا لا يمكنها الاعتماد إلى الأبد على استعداد الولايات المتحدة للدفاع عنها، ولكن الحكومات الألمانية أجّلت لسنوات اتخاذ إجراءات ذات مغزى لتعزيز سياسة الأمن القومي الخاصة بها من خلال استنفاد معدات واستعداد المؤسسة العسكرية الألمانية وتركيز سياستها الخارجية على تعزيز التجارة”.
ورأت “وول ستريت جورنال”، إنّ “معارضة شولتس لمنح كييف دبابات ليوبارد 2 ألمانية الصنع ما لم ترسل الولايات المتحدة دبابات “أبرامز” أحبطت كلاً من الدول المؤيدة للأطلسي مثل المملكة المتحدة، وأولئك الذين يريدون سياسة أمنية أوروبية أكثر استقلالية، بقيادة فرنسا”.
كما ذكرت أنّ “الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يدافع منذ سنوات عمّا يسميه الاستقلال الاستراتيجي لأوروبا، إذ دائماً ما يتخذ موقفاً أكثر قوة داخل التحالفات وأبرزها حلف “الناتو”، لكن حرب موسكو على كييف كشفت عن اعتماد أوروبا المستمر على واشنطن للدفاع عن المنطقة”.