صحيفة “غلوبال تايمز”: الرهان الأميركي على صراع أوكرانيا يتحول إلى فشل استراتيجي

صحيفة “غلوبال تايمز”: الرهان الأميركي على صراع أوكرانيا يتحول إلى فشل استراتيجي

العين برس / تقرير

تحدثت صحيفة “غلوبال تايمز” الصينية عن فشل استراتيجي قد تعاني منه الولايات المتحدة، نتيجة رهانها على الصراع في أوكرانيا، الأمر الذي سيُنهي فعلياً هيمنتها على العالم.

ذكرت صحيفة “غلوبال تايمز” الصينية، في مقالٍ نشرته تحت عنوان “الرهان الأميركي على الصراع الأوكراني يتحول إلى فشلٍ استراتيجي”، أنّ مستقبل الحرب في أوكرانيا، الذي أصبح مجهولاً بالنسبة للولايات المتحدة، بات مصدر قلقٍ كبير من تحوله إلى فشلٍ كبير.

وأشارت الصحيفة إلى أنّه يبدو أنّ الحرب في أوكرانيا تتجه إما نحو “مأزقٍ دموي أو حرب استنزاف روسية ناجحة”، وأنّه في ظلّ هذه الخلفية، يجادل البعض بأن أسوأ “كابوس جيوسياسي لواشنطن قد يتحقق بسبب الحرب في أوكرانيا”.

كما لفتت “غلوبال تايمز” إلى مستوى المفاجأة من إطلاق روسيا للعملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، إنطلاقاً من أنّه لا يبدو أنّه من “المصلحة الوطنية الروسية القيام بذلك”.

كما تحدّثت الصحيفة بشأن العديد من الإنذارات التي أثيرت في الولايات المتحدة، والتي حذّرت من تحركٍ روسي وشيك، لافتةً إلى أنّه من السهل فهم سبب اعتقاد الكثير من الناس أنّ المسؤولين الأميركيين ووسائل الإعلام الرسمية، كانت تكذب مرة أخرى، خصوصاً في أعقاب “خدع أميركية عديدة”، مثل تحقيق “Russiagate”، وأسلحة الدمار الشامل العراقية.

وذكّرت بتاريخ موجود من استدراج الولايات المتحدة للخصوم في الحروب التي تعتقد نخبة السلطة الأميركية، أنّها ستعود بالفائدة على الهيمنة الأميركية.

كما ضربت أمثلةً بالدخول السوفيتي إلى أفغانستان، عام 1979، وغزو العراق للكويت، عام 1990، مؤكّدة وجود الكثير من الأسباب للتخمين بأنّ الولايات المتحدة فكرت بالمثل في حرب روسيا ضد أوكرانيا.

يُذكر أنّه قبل أشهر من الحرب، نقل مَنفَذ “ياهو” الإخباري، نقلاً عن مصادر في وكالة المخابرات الأميركية “CIA”، أنّ الولايات المتحدة “تحضِّر لتمرّد أوكراني ضد روسيا”.

وأوردت الصحيفة أنّه تبيّن أنّ واشنطن كانت تسعى الى توسيع حلف شمال الأطلسي “الناتو” في أوكرانيا، مع علمها أنّ هذا الأمر يعتبر خطاً أحمر بالنسبة لموسكو، وليتضح أنّ واشنطن أرادت على ما يبدو استخدام الحرب لإلحاق الضرر بروسيا، وذلك من خلال إغراق البلاد في حربٍ طويلة وخسائر دموية.

ونظراً لسوء تقديرٍ للجوانب العسكرية والاقتصادية والدبلوماسية للصراع في أوكرانيا، من قِبَل واقعيي نخبة القوى الأميركية، فقد عملت الحرب على تسريع زوال الهيمنة الأميركية.

ودعت الصحيفة قادة الولايات المتحدة “ألّا يلوموا سوى أنفسهم”، ذلك أنّ السعي وراء السيادة العالمية المفتوحة هو “الجنون دائماً”.

يجدر الالتفات إلى اعتراف السياسية الأميركية والمسؤولة السابقة في مجلس الأمن القومي الأميركي، فيونا هيل، مؤخراً، بأنّه “ربما تكون الحرب في أوكرانيا هي الحدث الذي يجعل وفاة نظام (pax Americana) واضحة للجميع”، وهو المصطلح الذي يُقصد به النظام الذي ساد فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، وفيه تزايد النفوذ الأميركي.