قال موقع صحيفة sicurezza internazionale الإيطالية أنه من المحتمل أن تصل عواقب العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا إلى اليمن ، وهي الدولة التي تشهد صراعاً عنيفاً منذ سنوات.. فمن ناحية يمكن تخفيض مخزونات الأغذية والقمح من أوكرانيا.. ومن ناحية أخرى يمكن للاستقطاب بين روسيا والغرب أن يزيد من إعاقة عملية السلام.
وأكد الموقع أن التطورات الأخيرة في أوروبا حظيت باهتمام واسع من الأوساط اليمنية ، خشيةً من أن تكون للأزمة الأوكرانية عواقب على عملية السلام وخطة الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية ، التي من المتوقع أن تكون موضوع مؤتمر مقرر عقده في آذار/مارس المقبل.
وذكر أن الآراء الدولية بشأن الملف اليمني قد توافق معها، علاوة على الدعم الذي أبداه من قبل الأعضاء الخمسة الدائمون في مجلس الأمن الدولي بما في ذلك روسيا..حيث أكد بعض الباحثين اليمنيين أن هذه البلدان أظهرت نفسها مراراً وتكراراً مؤيدة لحل سياسي ، ولكن الآن قد ينعكس تعميق الانقسامات بين الكتلة الغربية بقيادة الولايات المتحدة وروسيا في اليمن أيضاً.
وأضاف الموقع أنه يمكن أن يستفيد من ذلك زعماء صنعاء، بدورهم قريبون من موسكو.. وقد تحاول هذه الأخيرة من جانبها استخدام الأزمة اليمنية لتعزيز دورها على المسرح الدولي ، على عكس الكتلة الغربية.. وقد أجرى قادة صنعاء بالفعل في الماضي اتصالات مع موسكو وأعرب محمد علي الحوثي عن تأييده للاعتراف بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك المعلنتين ذاتيا.
علاوة على ذلك ، كانت موسكو نفسها هي التي استمعت في عام 2021 ، إلى خطة صنعاء الهادفة إلى إحياء الوضع الإنساني في اليمن..وفي ضوء هذه الاعتبارات ،قد يؤدي التدخل الروسي المتزايد في المعسكر اليمني إلى إحداث تغييرات في ميزان القوى ، مما يمنح المزيد من القوة والسيطرة لحلفائها بما في ذلك طهران وصنعاء.
الموقع رأى أن التداعيات السياسية والدبلوماسية في الأزمة الأوكرانية قد تزيد من تفاقم الوضع الإنساني في اليمن، حيث يعتمد أكثر من 40% من السكان على المساعدات الغذائية التي يقدمها برنامج الغذاء العالمي.
وقال إن اليمن من بين المستوردين الرئيسيين للقمح الأوكراني في الشرق الأوسط..وعلى وجه الخصوص ، تستورد البلاد 22% من احتياجاتها من الحبوب من أوكرانيا ، والتي يأتي منها أيضاً الذرة وزيت عباد الشمس ، والأسمدة ، والمنتجات المستخدمة في القطاع الزراعي. وبالإضافة إلى ذلك ، يمكن أن تكون للحرب في أوروبا عواقب على سعر صرف العملة المحلية ونقل السلع وأسعار المواد الخام والضروريات الأساسية.
وكشف الموقع أن من شأن هذه العواقب أن تؤثر على اليمن ، حيث ذكرت عدة وكالات إنسانية والأمم المتحدة اعتبارا من آذار/مارس من العام القادم ، أنها ستعلق تقديم المعونة بسبب نقص التمويل ، مما يعرض حياة نحو 13 مليون يمني للخطر. وذكرت نفس الوكالات أن 53% من السكان في المحافظات الجنوبية و44% من سكان المناطق الشمالية يعانون من انعدام الأمن الغذائي.
وختم موقع الصحيفة الإيطالية حديثه بالقول:لقد تسببت الأزمة بالفعل في إصابة 4.9 مليون شخص بحالة من سوء التغذية وقد تصل إلى 9.2 مليون شخص بحلول عام 2030، إذا استمرت الحرب.. وفي نفس العام ، سيرتفع عدد الأشخاص الذين يعيشون في فقر مدقع إلى 22 مليون شخص ، أو 65% من السكان.