رسم خارطة جديدة لليمن خارج مفهوم الدولة الواحدة
العين برس / مقالات
عبدالله الذارحي
امريكا وعموم الغرب لا يريدون إنهاء العدوان على اليمن، فعلى رأس أولويات أجندتهم السياسية تفكيك اليمن. هذا التوجه هو الذي لعب عليه التحالف السعودي الإماراتي وتعزيزه في الواقع من خلال الأدوات التابعة لها، وتوظيفها على التناقضات ونبش الخلافات البينية بين التيارات السياسية على اختلاف مشاربها، بما في ذلك الحروب والاقتتال، وظل يوهم الراغبين في بقاء الدولة والوحدة، حتى قضى على الوحدة، وها هو يتآمر على الدولة ورمزيتها الاعتبارية في القانون الدولي، بعد أن دمر النسيج اليمني، وضرب قواه واستبدالها بمليشيات مسلحة في جنوب الوطن، وعمق الكراهية والعنصرية، فأوصل أصحاب مشاريع الانفصال إلى التفكير بدولة جنوبية، أو رأى أن ذلك يتقاطع مع أهدافه ومشاريعه الاستعمارية لاحتلال اليمن ونهب ثرواته.
المشكلة أن هؤلاء الأدوات المتبوعين، الباحثون عن مصالحهم الشخصية في مسلسل الانفصال قبلوا التخدير بسهولة، لهذا كان من السهل احتوائهم، ولعب هذا الدور في تلبية رغباتهم، بتشظي اليمن وتمزيق نسيجه المجتمعي كان ذلك هو الانتقام السعودي من الجمهورية اليمنية، ومن الشعب اليمني عامة صاحب المصلحة الحقيقية في الدولة والوحدة، والعدالة الاجتماعية والاستقرار الآمن في الحياة تحت ظلال القانون.
لم يكن هذا التحالف جادا في إرساء دعائم السلام في اليمن، ولعل مماطلة السعودية، في تنفيذ التفاهمات الأخيرة المتفق عليها مع صنعاء، وعبر الوسيط العماني بخصوص الملف الإنساني، تكشف محاولة تملصها عن مسؤوليتها وتداعيات العدوان منذ أواخر مارس 2015. وفي الوقت الذي تتسع فيه خلافاتها مع الإمارات حول مناطق الطاقة في المحافظات الجنوبية، إلا أن مسألة التفكيك واردة في أجندة النظامين فالسعودية تريد أن تلتهم المناطق الشرقية، بالإضافة إلى شبوة، فيما تترك بقية المناطق للإمارات.
سفراء دول الإتحاد الأوروبي لدى اليمن، أصدروا الأربعاء الماضي بياناً كشفوا فيه نواياهم الخبيثة تجاه اليمن ارضا وإنسانا.
وحمل البيان في طياته رغبة الاتحاد الأوروبي في تفكيك اليمن وتمزيقها أوصالا ليسهل عليه ابتلاعها قطعة قطعة، حيث أكد البيان على ما وصفه بـ “هوية وصوت حضرموت القوي في اليمن”.
ولم يتطرق بيان سفراء الاتحاد الأوروبي لوحدة اليمن تصريحا ولا تعريضا، الأمر ذاته الذي قامت به جامعة الدول العربية في آخر قمة عقدت لها في جدة السعودية، في دلالة على دعم الاتحاد الأوروبي للتوجه البريطاني الأمريكي في اليمن القاضي باحتلال اليمن ونهب ثرواته بعد تمزيقه بواسطة الأدوات السعودية والإماراتية.
جدير بالذكر أن السفير السعودي محمد ال جابر التقى سفراء 22 دولة أوربية في الرياض، ووفقا لمصادر مختلفة فإن اللقاء كان حول “مستقبل حضرموت”. أي أن هناك مخططا دوليا جديدا بذهنية سياسية أمنية واستراتيجية استعمارية، تجاه أخطر القضايا التي يمكن أن تنسف كل جهود إحلال السلام والتسوية السياسية، بالهروب إلى الأمام لتفكيك اليمن بحل الدولتين، هذا هو ما تسعى الزيارات المكوكية للدبلوماسية الأممية ودول الإقليم، لإعادة رسم خارطة جديدة لليمن تقوم على مقاربة خارج مفهوم الدولة الواحدة.