ربط مفاوضات السلام بوقف عمليات البحر الأحمر.. معركة أمريكية جديدة
العين برس/ مقالات
عبدالرزاق علي
بعد أشهر من الإعلان عن التحالف البحري لمنع الهجمات التي تستهدف السفن المرتبطة بإسرائيل، يمكن القول إن الولايات المتحدة واجهت تحديات في تحقيق أهدافها في البحر الأحمر، فلم تتمكن من وقف هجمات قوات صنعاء بشكل كامل أو جزئي، كما لم تتمكن من فرض سيطرتها المطلقة على الملاحة البحرية، إلى جانب تعرضها لخسائر كبيرة، وأيضا تهشم هيبتها كقوة عسكرية لا تُقهر، ما دفعها أخيرا إلى سحب حاملة الطائرات “ايزنهاور” والتراجع عن الدفع بـ”روزفلت” لتحل محلها، خشية أن تتعرض للاستهداف.
بعد أشهر، تحولت مهمة الولايات المتحدة الأمريكية من حماية السفن المرتبطة بإسرائيل، إلى حماية سفنها وبوارجها وحاملات طائراتها، لكنها فشلت في المهمتين.
إن اللجوء إلى الضغط على قوات صنعاء من خلال ربط نجاح عملية السلام بوقف العمليات في البحر الأحمر، دليلٌ واضح على الهزيمة العسكرية التي منيت بها واشنطن.
حاليا، تُركز الولايات المتحدة والدول الفاعلة الأخرى على دعم الجهود الدبلوماسية لإنهاء الصراع في اليمن عبر المفاوضات، لكن مع ربطه بوقف عمليات البحر الأحمر التي تقول قوات صنعاء إنها لن تتوقف قبل أن يتوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وعلى الأرجح، فإن صنعاء التي انتصرت في المعركة العسكرية، ستحقق النصر في معركة المفاوضات، وكما خسرت أمريكا معركة البحر الأحمر، ستخصر معركة الضغط من خلال عرقلة مفاوضات السلام.
وإذا كانت معركة أمريكا العسكرية في البحر ضد قوات صنعاء، فإن دورها في ملف المفاوضات ضد الشعب اليمني عموما، كونها يحول دون إنجاز اتفاق على ملفات إنسانية واقتصادية تمس حياة اليمنيين بشكل مباشر.
يدرك الجميع أن لجوء أمريكا إلى هذه الورقة، هدفه حماية إسرائيل ودعم استمرار مجازرها في قطاع غزة، بعيدا عما تقوله الدعاية الإعلامية الخاصة بها والتي ترجع هذا الربط بين المفاوضات وإيقاف عمليات البحر الأحمر إلى أن ذلك سيخلق بيئة أكثر ملاءمة للمفاوضات وبناء الثقة بين الأطراف اليمنية.
كما تسعى الولايات المتحدة من خلال ربط الأمرين إلى طمأنة حلفائها في المنطقة، خاصة السعودية والإمارات العربية المتحدة، بأنها ملتزمة بأمنهم ومصالحهم.
ومع ذلك، فإن ربط مفاوضات السلام بوقف عمليات البحر الأحمر، قد يُعيق التقدم في المفاوضات، وهو أمر تتحمل مسئوليته واشنطن.
المصدر: عرب جورنال