العين برس / مقالات
عادل محمد
ساهم الأنصار اليمانيون بدور جوهري وأساسي في تدعيم ركائز ونشر رسالة التوحيد في أصقاع الأرض هذا الدور التاريخي يجسد خصوصية العلاقة التي تربط الشعب اليمني بالرسول الأكرم محمد صلوات الله عليه وآله وسلم وقد جسدت القبائل اليمنية هذا الارتباط من خلال مساندة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب – كرم الله وجهه -وخوض الحروب معه وبلغ وفاء أبناء اليمن وقتالهم إلى جانب الإمام علي – عليه السلام- حتى قال فيهم ذلك القول الخالد: “لو كنت بواباً على باب جنة.. لقلت لهمدان ادخلوا سلام” وتواصل عطاء الجهاد اليماني بعد ذلك مع الإمام الحسين – عليه السلام – في معركة كربلاء تلك الواقعة التي ضرب فيها الإمام الحسين-عليه السلام- أروع صور الكفاح ضد الطغيان الأموي.
يقول الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي- رضوان الله عليه- في جوابه على سؤال من أين نتعرف علي شخصية الرسول صلى الله عليه وآله وسلم؟: “القرآن هو يعتبر أهم مصدر لمعرفة أنبياء الله ولمعرفة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأنك تفترض في البداية وهي قضية الناس مسلمين بها أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان رجلاً قرآنياً يتحرك بالقرآن لقد كان في كماله وأخلاقه بحجم الرسالة”.
يقول الأستاذ يحيى قاسم أبو عوضة: كان في كماله وأخلاقه بحجم الرسالة وبحجم المهنة المكلف بها، في مستوى المسؤولية وفي مستوى مواجهة كل التحديات وعلى خلق عظيم قال الله عنه “وانك لعلى خلق عظيم” القلم” في أوجز وأوسع وأدق وأشمل وأعظم تعريف بالنبي الخاتم اشتمل على مكارم الأخلاق وحميد الصفات بأعظم وأكمل ما يمكن أن يصل إليه البشر وبما لم يصل إليه البشر سواه.
في عبوديته لله حظى باختصاص في مستوى تعبيد نفسه لله فكان أن تكرر الثناء عليه في القرآن بذلك ” الحمدلله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا” الكهف، ” وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان” الأنفال: عظيم في صبره لحمل الرسالة ومواجهة العالم بكله من حوله ومواجهة التحديات الهائلة ومواجهة التصلب وتعنت الجاهلية الجهلاء، عظيم في صدقه وهو أصدق البشرية، عظيم في طهارته وهو أطهر الخلق، عظيم في أمانته حتى سمي بـ”الأمين”، عظيم في شجاعته وهو الذي لم يرعه أن تضافرت كل قوى الشرك والكفر والطغيان على مواجهته بكل قواها وامكاناتها، عظيم في رحمته للناس وحرصه الكبير على هدايتهم حتى تميز في ذلك وفاق به كل الأنبياء وحتى قال الله له مواسياً ” لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين” الشعراء أنه محمد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ” لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم “التوبة، بهذه الصفات المهمة التي يتضح من خلالها عظم اهتمامه بأمر الناس وحرصه الصادق الكبير على سعادتهم ودفع كل الشر والسوء عنهم وتحقيق الخير والسعادة لهم، بكل رأفة ورحمة، عظيم هو، وعظمته وسموه بعظمة تلك المبادئ والقيم والأخلاق وهي ذاتها التي لم تعد البشرية تعطيها قيمة وأهمية كما ينبغي، بينما الرسول يقول “انما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”.