حيفا في المهداف مجدّداً: العدو يعتّم على الهجمات العراقية
العين برس/ متابعات
أعلنت «المقاومة الإسلامية في العراق» أنها استهدفت، أمس، محطة كهرباء إسرائيلية في مدينة حيفا، في ظل تكتم الاحتلال، كعادته، على كل العمليات التي نفّذتها المقاومة العراقية منذ بداية استهدافها إياه، في إطار مساندتها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة. ويبدو أن السلوك الإسرائيلي تجاه الهجمات من العراق بالذات، له أسبابه التي تعود إلى الاحتلال الأميركي لهذا البلد، والذي صار مسألة أكثر حساسية في ضوء المطالبات العراقية بانسحاب الأميركيين؛ وبالتالي فإن أي إعلان إسرائيلي عن تلك الهجمات، سيحتّم على إسرائيل الرد عليها، ما يفاقم مشكلة واشنطن هناك.
لكن ذلك لا يعني أنه لم تكن هناك اعتداءات إسرائيلية غير معلنة في العراق، وفق ما تؤكد مصادر عراقية مطّلعة لـ»الأخبار».وكانت «المقاومة الإسلامية»، قالت في بيان، إنها استهدفت محطة كهرباء «ألون تافور» الصناعية في حيفا بواسطة الطيران المُسيّر. وأشار البيان إلى أنّ «هذه العملية تأتي استمراراً لنهج مقاومة الاحتلال، ونُصرةً لغزّة، وردّاً على المجازر التي يرتكبها الكيان الغاصب بحقّ المدنيين الفلسطينيين من أطفال ونساء وشيوخ»، مؤكداً «الاستمرار في دكّ معاقل الأعداء».
وعن سياسة العدو المتمثلة في عدم الإعلان عن هذه العملية أو غيرها من الهجمات العراقية، يقول المتحدث باسم «كتائب سيد الشهداء»، كاظم الفرطوسي، لـ»الأخبار»، إن «المقاومة العراقية دخلت منذ بداية الطوفان الأقصى على الخط، وقامت بتوجيه ضربات ضد مواقع حيوية وعسكرية تابعة للكيان الصهيوني في الأراضي المحتلة»، معرباً عن اعتقاده بأن «العدو لن يفصح عن عملياتنا لأسباب متعددة، منها أنه لا يريد أن يُظهر لجمهوره أنه مستهدف من عدة جبهات، ومحاصر من محاور كثيرة قد تجعله في حالة هلع»، مضيفاً أن «الأمر الآخر هو أن العدو لا يريد نشر كل الضربات التي تصيبه خاصة من العراق باعتبار أنه بلد بعيد عنه نسبياً قياساً إلى البلدان الأخرى التي ينشط فيها محور المقاومة كلبنان وحتى فلسطين، وهذا يأتي ضمن استراتيجيات تكتم العدو حتى لا يخرج بصورة المهزوم والمرعوب».
الاعتراف بالهجمات العراقية يحتّم الرد عليها، ما قد يحرج الأميركيين
ويرى الفرطوسي أن «استهداف الأراضي المحتلة من العراق، من الناحية التقنية، هو تقدّم كبير في أداء المقاومة، وهذا الأمر لا يمكن الاعتراف به من قبل العدو، لأن ذلك سينعكس سلباً على مقاتليه ليدبّ فيهم الهوان والضعف». ويتابع أن «غالبية العمليات التي نفّذتها المقاومة العراقية أصابت أهدافها بشكل مباشر ودقيق وتتجاوز حتى القبة الحديدية، لكن العدو لم يرد الإعلان عنها أو الإقرار بذلك أمام الإعلام». ويستدرك بأن «الإسرائيليين ردّوا أكثر من مرة على الحدود وفي الداخل العراقي بضربات جوية، باعتراف أميركي وأيضاً من المسؤولين الحكوميين العراقيين، لكن ذلك شبه مُعتّم عليه وعلى منفذيه، وبالتالي هذا اعتراف وتأكيد على أن ضربات المقاومة أصابت أهدافها بدقة كبيرة».
المصدر: جريدة الاخبار