العين برس / مقالات
سند الصيادي
لم يعد خفياً حال المرأة في العالم الغربي الذي يرفع شعار الديمقراطية وما تتعرض له وفق مراكز الرصد الغربية من أشكالٍ متنوعة ومختلفة من العنف ضدها، من الضرب إلى الاستغلال الجنسي والاغتصاب وُصُـولاً إلى القتل، وَفي المقدمة الداخل الأمريكي الذي يرزح تحت وباء منتشر يتمثل بالعنف ضد النساء، وَما يمكن وصفه بكونه “كارثة إنسانية” مركبة، تتعاظم فيها الانتهاكات وتتفاوت بين النوع والعرق واللون، وَيؤثر التحيز والعنصرية الهيكلية بشكلٍ مضاعف على النساء الملونات، وهو الواقع الذي دفع بأمريكا إلى رأس قائمة الدول الأخطر على النساء من حَيثُ العنف الجنسي والتحرش الجنسي والإكراه على ممارسة الجنس، وذلك بحسب ما نقلت شبكة CBS news الأمريكية.
وليس بخافٍ ما ارتكبته أمريكا بحق المرأة اليمنية من جرائمَ وحشيةٍ وعمدية وعن سبق إصرار وترصد في المدن والقرى، وبحصيلةٍ تجاوزت نصف المليون امرأة ما بين شهيدة وَجريحة وَنازحة وَمصابة بسوء التغذية، أَو مسرَّحة من عملها؛ بفعل العدوان والحصار وَتدمير البنية التحتية الاقتصادية، وأبعد من ذلك تمعنُ في استهدافِ المرأة المسلمة من الداخل بالإفساد الأخلاقي بكافة أنواع المغريات وَالشعارات الفضفاضة، والتي من خلالها تسعى إلى تفكيك أواصر المجتمع والأسرة.
لقد صار ملحاً اليوم أن تحتميَ المرأةُ المسلمةُ من الشعاراتِ الزائفة وَمزاعم حقوق المرأة التي تتشدّقُ بها الولايات المتحدة الأمريكية وَيتردّد صداها في الغرب وأروقةِ الأمم المتحدة وَالمنظمات الدولية، والهادفة إلى جعلها مُجَـرّدَ بضاعةٍ رخيصةٍ في سوق الإعلانات وَالدراما وَالملاهي وَالمقاهي وَالبغي، وعرضةً لمشاريع المتاجرة بها كمُجَـرّد سلعة اقتصادية لها تاريخ صلاحية محدّد في عالم رأسمالي تحكمه النزوات وَالرغبات.
تبرز الحاجةُ الملحة في هذا العصر لمفاعيل دفاعية قوية تتصدى من خلالها الأُمَّــة عُمُـومًا والمرأة خُصُوصاً لفساد وتضليل الأعداء بقوة الإيمان والوعي وتبيين المفاسد الهدامة لمساعيهم التي تلحق الضرر البالغ بالمجتمع.
وفي مناسبة اليوم العالمي للمرأة المسلمة وذكرى ميلاد سيدة نساء العالمين منطلقاتٌ عظمى لحماية المرأة اليمنية والمسلمة عُمُـومًا فكرياً وَثقافيًّا وَأخلاقياً، وَصون كرامتها وَالحفاظ على عزتها وإنسانيتها، والارتقاء إلى أسمى وأعلى مرتبة إنسانية وإيمانية، كيف لا وَالقُدوة العظمى فاطمة الزهراء -سلام الله عليها-، أنموذج الطهارة والعفاف وكمال التقى وَالفضيلة وَبوابة النجاة والخلاص والارتقاء في سلم درجات الكمال الإنساني والإيمَـاني؟!