حصاد جبهة الإسناد اليمنية: استنزاف حتى تحقيق الأهداف
العين برس/ متابعات
يصادف هذا الأسبوع مرور 6 أشهر على بدء الولايات المتحدة وبريطانيا مئات الغارات الجوية على اليمن. وعلى الرغم من فشل هذه الغارات في تحقيق هدفها في ثني حركة أنصار الله عن متابعة عملياتها العسكرية بل والانتقال في مراحل التصعيد طبقاً لما يفرضه الميدان في قطاع غزة، إلا أن ضيق الخيارات المفتوحة، جعل من متابعة القصف الجوي لأهداف في الجغرافيا اليمنية حلّاً أقل كلفة سياسية وعسكرية. في حين أن اضطرار واشنطن لاستكمال غاراتها تعكس حقيقة مفادها أن الواقع الذي فرضته صنعاء لا يمكن تجاهله وهذا يعود للأثمان التي دفعتها إسرائيل وحلفاؤها جراء اغلاق الممرات البحرية بوجههم.
بلغ عدد العمليات العسكرية منذ بدء الحرب أكثر من 215 عملية، منها 46 مباشرة على كيان الاحتلال. وأسقطت القوات المسلحة اليمنية 6 طائرات أميركية، فيما وصل عدد السفن المستهدفة إلى157 سفينة. كما تجاوز الصواريخ البالستية والمجنحة والطائرات المسيَّرة المستخدمة الـ 520.
لا يُستثنى من مفاعيل الهجوم الذي تشنه القوات المسلحة اليمنية، تلك الخسائر التي يتكبدها ميناء حيفا وشركات الشحن التي تتجه إليه أضف إلى ذلك خسائر شركات السفن التي تعرضت للإصابة ولم تستطع إكمال طريقها لتقديم المساعدة للكيان. وتكشف تقارير إعلامية أن المدن المحتلة تلقت أكثر من 212 ألف صاروخ من مختلف الجبهات منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر.
هذه العمليات التي كلفت الولايات المتحدة حوالي 1 مليار دولار وفقاً لتقرير استخباراتي أميركي نشره موقع اكسيوس، فشلت في نهاية المطاف في ردع الحركة، التي تواصل إطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة على السفن قبالة السواحل اليمنية.
تقدر تكلفة الذخيرة التي تستخدم لإسقاط الصواريخ اليمنية والطائرات المسيرة ما بين 1 مليون دولار و 4.3 مليون دولار. مع الإشارة إلى أنه لا يمكن للسفن إعادة التحميل في البحر وسيتعين عليها العودة إلى الموانئ القريبة لإعادة التحميل إذا استمر النشاط الحركي لفترة أطول -ربما تكون جيبوتي إحدى الخيارات، وفقاً لخبراء تحدثوا إلى Responsible Statecraft.
من ناحية أخرى، يشير عضو مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، بهنام بن طالبلو، إلى أنه “لا يبدو أن مخزونات الحوثيين قد استنفدت في أي مكان، حتى مع استمرار الضربات الأميركية والبريطانية المتفرقة ضدهم… علاوة على ذلك، يعتزم الحوثيون إبراز قوتهم خارج حدود اليمن الآن بعد أن انتصروا في الحرب. بالتالي تواجه الولايات المتحدة قائمة من الخيارات السيئة فقط في مواجهة هذا الواقع”.
لا شك أن الحركة تكبدت خسائر جراء استهداف مواقعها، لكن احتفاظها بالقدرة على مهاجمة السفن متى تجاوزت الخط الأحمر، أي الإبحار باتجاه موانئ فلسطين المحتلة، يشي بمحدودية جدوى الضربات.
ويقول الأستاذ المشارك الذي يركز على الشرق الأوسط في كلية الدراسات العليا للشؤون العامة والدولية بجامعة أوتاوا، توماس جونو، إلى أن “نية الحوثيين في مواصلة عرقلة الشحن في البحر الاحمر لم تتزعزع”. مضيفاً بأن “الواقع على الأرض في اليمن هو أن الحوثيين قد انتصروا في الحرب وأن الحكومة المعترف بها دولياً ليست في وضع يسمح لها بتحديهم. إنه ضعيف ومجزأ وفاسد”.
الواقع، أن التعتيم الإعلامي الذي تمارسه الإدارة الأميركية من جهة وكيان الاحتلال من جهة أخرى على حجم الخسائر التي نتجت عن العمليات العسكرية يعكس التدابير الممنهجة التي اتخذت لهذا الغرض. في حين أن ردة الفعل التي جاءت بعيد اعلان صنعاء التزامها باعتبار اليمن جبهة اسناد تشي بحجم المعضلة التي يواجهها هؤلاء.
ثمة من يقول رداً على ما تخيطه وسائل الاعلام الغربية والتقارير الصادرة عن البيت الأبيض والقيادة الأميركية الوسطى وغيرها بأن صنعاء تتكبد الخسائر نتيجة موقفها، بأن المشهد يأتي على هذه الحال: الشعب اليمني يدفع الأثمان لكنه يجني تحقيق الأهداف، بينما لا تجني واشنطن شيئاً مقابل ما تتكبده من خسائر مادية كل يوم.
المصدر: موقع الخنادق