حزب الله يواصل عملياته.. التهويل “الإسرائيلي” خلف ظهره
العين برس/ مقالات
خليل نصر الله
في وقت كانت تنشط حركة الموفدين اتّجاه لبنان، وتنقل رسائل تهويلية “إسرائيلية” ذات مغزى سياسي، كانت المقاومة تواصل عملياتها العسكرية عند الحدود بشكلها المعتاد، وفق الضوابط القائمة وبما يخدم إسناد غزّة والدفاع عن لبنان. خلال الأيام الأربعة الماضية، وبعد حادثة مجدل شمس في الجولان العربي السوري، ونفي المقاومة مسؤوليتها عنها، رفع المسؤولون “الإسرائيليون” من سقف تهديداتهم بشن ضربة “مؤذية” لحزب الله.
التهديد الإسرائيلي، ترافق مع رسائل نقلها موفدون غربيون إلى لبنان، تشي بأن “إسرائيل” ستقدم على عمل كبير، وبالتالي جرت من خلال ذلك محاولة لوقف جبهة الإسناد اللبنانية، وهو ما قابلته المقاومة برفض حاسم وواضح، ترجم أيضًا في ساحة الميدان جنوبًا.
بعد جواب حزب الله، والذي يبدو أن الأميركيين مقتنعون به، انتقل الأمر إلى محاولة تمرير ضربة “إسرائيلية” تحفظ ماء الوجه، والسعي لتحصيل ضمانات من المقاومة لابتلاعها وعدم الرد عليها، وهو ما جابهته المقاومة بالتأكيد أنها سترد وفق الضربة التي سيقوم بها العدو، وهي ترى أن ما سيفعله العدوّ يعد بداية عدوان، وستتعامل معه وفق ذلك وبكل الإمكانات التي تلزم.
رد المقاومة، أحدث حالة من الإرباك لدى المفوضين في “تل أبيب” بتنفيذ الضربة بعد أخذ القرار فيها وهما رئيس الحكومة ووزير حربه.
وإضافة إلى رسائل المقاومة عبر الموفدين، كانت المقاومة ترسل رسائل ميدانية عبر مواصلة العمليات وكذلك الرد على الاعتداءات “الإسرائيلية” التي تطال المدنيين والمنازل في القرى، وكذلك اغتيال مقاومين كما حصل على طريق شقرا ميس الجبل.
ومع محاولة العدوّ تعميق الاستهدافات إلى مناطق خلفية، كانت المقاومة تثقل في ردودها، كالرد الذي استهدف أطراف بلدة جبشيت في قضاء النبطية وردت عليه المقاومة بضرب للمستوطنات ما أدى إلى مقتل أحد أعضاء أمن مستوطنة “هجوشريم” في إصبع الجليل.
واقعًا، إن المقاومة بردودها ومواصلة عمل الجبهة تؤكد أنها لا تؤخذ بالتهويل، وأنها تتعامل مع كلّ أمر وفق متطلباته، وهو أمر يعطي لصناع القرار في “تل أبيب” صورة عن واقع حزب الله وجهوزيته، وبالتالي إن مواصلة العمليات بالشكل السائد يؤكد للعدو أن ما لم يحصله في السابق لن يحصل عليه الآن وأن مفتاح وقف الجبهة ليس بتطويرها وإشعالها إنما بوقف العدوان على قطاع غزّة المحاصر.
المصدر: موقع العهد