العين برس / تقرير
أكّد ضابط الاستخبارات الأميركي المتقاعد، سكوت ريتر، في مقال لصحيفة “غلوبال تايمز” الصينية، أنّ الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، “نجح في إحباط المحاولات الغربية ردعَ روسيا في أوكرانيا”.
وقال ريتر إنّ “رفض روسيا الركوع ووقوفها في وجه الغرب بعثا برسالة إلى العالم، مفادها أنّ الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لم يعودا قادرَين على استخدام العقوبات لتحقيق أهدافهما”.
وأشار الضابط الأميركي إلى أنّ “حلف “الناتو” يستخدم الأوكرانيين لشنّ حرب بالوكالة ضد روسيا، فيقوم بتدريب القوات الأوكرانية وتجهيزها وتسليحها بتكلفة فاقت عشرات المليارات من الدولارات، كما يزودها ببيانات استخبارية”.
المسار العالمي يتجه بعيداً عن التفرد الأميركي
وأكّد ريتر للصحيفة أنّ “الغرب حاول إضعاف موسكو عبر فرض عقوبات عليها، لكنّ هذه المحاولات باءت بالفشل، وكانت نتيجة السياسة المعادية لروسيا هي الضعف الاقتصادي لأوروبا، وفشل هيمنة الولايات المتحدة، وفتح الطريق أمام تعددية الأقطاب، ولا سيما مع تنامي دور مجموعة “بريكس” ودولها.
وأوضح أنّ هناك ثلاثة جوانب للصراع الروسي الأوكراني، أو كما يوصف بالصراع الروسي ضدّ الغرب مجتمعاً، الأوّل عسكري والثاني اقتصادي والثالث جيو – سياسي.
عسكرياً، أكّد الكاتب أنّ “الجيش الأوكراني هو جيش حلف شمال الأطلسي في كل الأطر، باستثناء الجانب القانوني للعضوية الفعلية في الناتو”، موضحاً أنّ “الناتو”، كمنظمة، يفتقر إلى القدرة العسكرية على فرض إرادته في مكان ما”، مستشهداً بهزيمة الناتو في أفغانستان.
واقتصادياً، تضمّ مجموعة الدول السبع أكثر سبعة اقتصادات نفوذاً في العالم، والصحيح أنها ملحقة بالولايات المتحدة، وأنها لم تكن لتوجد لولا واشنطن، وهي موجودة لخدمة الولايات المتحدة ومن أجل تعزيز الفكرة التي تحرّكها بشأن نظام دولي قائم على قواعد يتمّ تحديدها من جانب الولايات المتحدة وحدها.
وقال ريتر إنّ العالم “استيقظ على حقيقة، مفادها أن الولايات المتحدة لم تعد قادرة على إملاء نتيجة من خلال التهديد أو تنفيذ عقوبات اقتصادية من جانب واحد بقيادة أميركية”، وأكد أنّ “هذه الأداة استخدمتها الولايات المتحدة لعقود من الزمن من أجل تشكيل العالم والتأثير فيه، على النحو الذي تراه ملائماً”.
لكنّ رفض روسيا ثَنْيَ ركبتيها، والصمود بدلاً من ذلك، أظهرا للعالم، بحسب الكاتب، أنّ الولايات المتحدة وأوروبا لم يعد بإمكانهما النجاح في سياساتهما من خلال التهديد بالعقوبات وحدها، أضاف الكاتب.
مجموعة الدول السبع أصبحت “منظّمة مدمَّرة”
وتابع ريتر قائلاً إنّ “مجموعة السبع أصبحت، بسبب هذه العقوبات، منظمة مدمَّرة”، مشيراً إلى الاقتصاد الألماني، الذي كان في عام 2021 قوياً وحيوياً، أصبح في عام 2023 ضعيفاً وممزقاً”، كما استشهد بالاقتصادين الفرنسي والإيطالي وأزماتهما”.
وصرّح الضابط الأميركي بأنّ أوروبا “قارة ضعيفة وممزقة اقتصادياً، والسبب سياسة العقوبات الأميركية”.
وأوضح أنّ “هناك تحولاً جيوسياسياً جذرياً من الهيمنة الأميركية إلى التعددية القطبية، ويحدث ذلك بسبب الأزمة الأوكرانية”، مشيراً إلى أن “لا أحد ينضمّ إلى التفرد الأميركي.. بل إن الناس يفرّون من التفرّد الأميركي”.
وختم الكاتب موضحاً أنّ “المسار العالمي، من وجهة نظر جيو – سياسية، يبتعد عن التفرّد الأميركي ويتجه نحو التعددية القطبية، لكنّ هذا لا يعني أن الولايات المتحدة سترحل، ولا يعني أنّها ضعيفة، لكنّ ما يعنيه هو أنّ واشنطن لم تعد الكيان الوحيد التي يجب أن ينجذب إليه العالم”.