كان رفضُ القوى الوطنية -وَأولها حركةُ أنصار الله- لمشروع الأقلمة الساعي إلى تقسيم اليمن مستقبلاً إلى دويلات أحد الأسباب الرئيسية لشَنِّ العدوانِ على اليمن؛ لفرض هذا المشروع بالقوة العسكرية، حَيثُ كانت أولى الخطط إعلان ما يسمى بإقليم سبأ الذي يضُمُّ محافظاتِ (الجوف -مأرب -البيضاء) وَكان يرادُ إشهارُه بعد إحكام سيطرة العدوان وَمرتزِقته على هذه المحافظات أَو أغلب أجزائها، لتتوالى عمليات إشهار بقية الأقاليم تباعاً، وَسقط هذا المخطّط بفضل الله وَبفضل جهود أبطال الجيش وَاللجان الشعبيّة بعد تنفيذ العديد من العمليات العسكرية التي أَدَّت إلى استكمالِ تطهير ما تبقى من محافظة البيضاء وَالجزء الأكبر وَالأهم من محافظة الجوف وَكذَلك تطهير مساحاتٍ كبيرة وَواسعة من محافظة مأرب.
وعلى الرغم من ذَلك، اتجهت دول العدوان وَمرتزِقتها إلى تنفيذ خطة التقسيم بوجه قديم جديد، وَذَلك بتقسيم اليمن من خلال سياسة الأمر الواقع وَفرض ذَلك على اليمن شمالاً وَجنوباً وَباستخدام مرتزِقتها من المجلس الانتقالي كوجهٍ سياسي وَالقوات التابعة له كوجهٍ عسكري تحت غطاء وَشعار القضية الجنوبية لإعادة اليمن إلى ما قبل 22 مايو 1990م.
فتعيين المرتزِق عيدروس الزبيدي نائباً لرئيس ما يسمى مجلس القيادة الرئاسي وَغياب رئيسه المرتزِق العليمي وَالذي قد يكون غياباً شبهَ تام عن المشهد السياسي وَخاصةً عما يدور في المحافظات المحتلّة وَالدورُ الهزيلُ وَالمحدودُ لبقية الأعضاء أعطى الزبيدي الفرصةَ في العمل على توسّع وَانتشار القوات التابعة للاحتلال الإماراتي في المحافظات الجنوبية كما حدث في أبين وَشبوة وَسيحدث في حضرموت؛ وَلذَلك ضحت دول العدوان بمرتزِقتها من حزب “الإصلاح”؛ بغية تنفيذ هذا المشروع.
وكذَلك تحاول قوى العدوان وَمرتزِقتها توحيدُ مكونات الحراك الجنوبي، حَيثُ عادت بعضُ القيادات إلى عدن وَبدأت بعض الأنشطة وَالتنسيقات؛ بهَدفِ توحيدِ هذه المكونات في مكونٍ واحد كجزءٍ من مخطّط دول الاحتلال؛ وَذَلك لإضفاء الشرعية الشعبية على هذه المكونات لشرعنة مشروعِ تقسيم وَتفتيت اليمن.
والشيءُ الذي لا يدركُه وَلا يفهمُه مرتزِقةُ العدوان أن نجاحَ هذا المشروع مرهونٌ ببقاء الاحتلال، وَكما أن سقوطَه مرتبطٌ بخروج الاحتلال من اليمن، فاليمنُ تاريخيًّا لم يعرف التقسيم وَالتشطير وَالتجزئة إلَّا في ظل الاحتلال وَالتاريخ مليء بالشواهد وَالذي كان آخرها اتّفاقية تقسيم اليمن بين البريطانيين وَالأتراك مطلع القرن الماضي وَالذي لم يعترف بها الإمام يحيى بن حميد الدين -رحمه الله-، وَموقفه هذا هو السبب الرئيسي وراء الحرب التي شنها نظام آل سعود على اليمن في ثلاثينيات القرن الماضي بإيعازٍ وَدعمٍ من بريطانيا.
وليس فقط نجاح أَو فشل مخطّط التقسيم وَالتشطير مرهونٌ ببقاء الاحتلال، بل إن بقاءَ الأدوات التنفيذية لهذا المشروع مرهونٌ ببقاء الاحتلال، وَلهم في اتّحاد إمارات الجنوب العربي الذي أسّسته بريطانيا عام 1959م وَكان يتكون من عملائها من أمراء وَمشايخ وَسلاطين الجنوب في ذَلك الوقت وَالذي انهار بعد إعلان الاستقلال مباشرةً وَتخلت عنهم بريطانيا وَلم تفِ بوعودها لهم بتسليمِهم الجنوبَ اليمني وَاعترافها بهم كممثل وَحاكم لأرض الجنوب.
فكُلُّ مَن وُلد من رحم الاحتلال لا يمكنُه أن يصنعَ حريةً وَلا أن يصونَ سيادةً وَلا أن يبني وطناً، ولن يقبلَ أحرارُ اليمن وَفي مقدمتهم أبناء المحافظات المحتلّة بهذه المشاريع الهدَّامة وَالتمزيقية التي لا تستهدفُ اليمن أرضاً وَإنساناً فقط بل هي استهداف للأمة بكلها لتمزيقها وَتفتيتها خدمةً لأمن وَسلامة “إسرائيل”.
ومن منطلقِ ثقتِنا بالله -سبحانه وَتعالى- وَثقتنا بقائد ثورتنا السيد عبدالملك بن بدرالدين الحوثي -يحفظُه الله- فَإنَّ هذا المخطّط سيسقُطُ كما سقط ما قبلَه وَسيرحلُ الاحتلالُ وَسترحلُ أدواتُه معه غيرَ مأسوف عليها.
* وكيل محافظة شبوة
المصدر: موقع أنصار الله