تعاون استخباراتي أميركي مع دول الخليج وتحالف عسكري إسرائيلي معهم.. ضد إيران
العين برس / تقرير
منصور العلي
طلبت الولايات المتحدة الأميركية مزيداً من تبادل التعاون الاستخباراتي مع دول الخليج العربية، في وقت يواصل فيه كيان الاحتلال الصهيوني مساعيه من أجل تشكيل تحالف عسكري مع دول عربية حليفة له ضد إيران.
ونقل موقع “إنتليجنس أونلاين” الفرنسي عن مصادر استخباراتية، بأن نائبة مساعد وزير الدفاع الأميركي لشؤون الشرق الأوسط دانا سترول، ترأست وفداً استخبارياً رفيع المستوى إلى مجموعة العمل الدفاعية الأميركية الخليجية الأخيرة بالرياض في الفترة من 13 إلى 16 فبراير، مشيرة إلى أن الوفد طلب مزيداً من تبادل التعاون الاستخباراتي مع الشركاء الإقليميين.
وذكرت المصادر أن الوفد الأميركي شمل ممثلين من مجلس الأمن القومي ووكالة استخبارات الدفاع (DIA)، وأن مجموعة العمل ناقشت تكامل أنظمة الدفاع المضادة للصواريخ بين الخليج والولايات المتحدة.
وأضاف الموقع، المعني بالشأن الاستخباراتي، أن المناقشات شملت تأكيد واشنطن على الحاجة إلى مشاركة أكبر للمعلومات الاستخباراتية، مثل الصور وبيانات الرادار، مع دول الخليج العربية، بحسب المصادر، التي أشارت إلى أن الولايات المتحدة تركز طوال الوقت على هدفها طويل المدى، المتمثل في بناء تعاون أمني دائم بالمنطقة، تنضم إليه الميان الصهيوني في نهاية المطاف.
وكان مركز “جيوبوليتيكال فيوتشرز” الأميركي قد قدم خلاصة تحليلية مفادها أن “التطورات تؤشر إلى مضي الولايات المتحدة قدماً في فك الارتباط تدريجياً بالشرق الأوسط”، مشيراً إلى إجراء القوات الأميركية والإسرائيلية مناورات “جونيبر أوك”، في أواخر يناير الماضي، والتي تعد أكبر التدريبات العسكرية المشتركة بين الجانبين وأكثرها تعقيداً حتى الآن.
ولفتت مناورات بهذا الحجم وبهذه السرعة انتباه كل دولة في العالم تقريباً، وكثير منها لا يسعه إلا أن ينظر إليها على أنها محاكاة لهجوم ضد المنشآت النووية الإيرانية، بحسب المركز الأميركي. وبينما نفى العديد من المسؤولين العسكريين الأميركيين أن يكون لـ “جونيبر أوك” أي علاقة بإيران،
يؤكد المركز الأميركي أن نطاق التدريبات وحجمها وتعقيدها تشير إلى خلاف ذلك، حيث شملت عناصر القيادة المقاتلة، وتنفيذ المهام في القيادة والسيطرة، والحرب البحرية السطحية، والعمليات الجوية، والبحث القتالي والإنقاذ، والهجمات الإلكترونية، وتنسيق الضربات والاستطلاع والاعتراض الجوي.
تعاون استخباراتي أميركي مع دول الخليج وتحالف عسكري إسرائيلي معهم.. ضد إيران
ولمواجهة إيران، تسعى الولايات المتحدة إلى ضمان تكامل دفاعي، يشمل الميان الصهيوني، على أن يكون تطوير التعاون العسكري الثنائي بين واشنطن وتل أبيب خطوة أولى نحو تشكيل “حلف إقليمي” ضد إيران. حدوث التحالف العسكري ضد إيران، أو نجاحه إذا حدث، ليس مؤكداً، لكن المؤكد أن كل علامات إمكانية تشكيله موجودة،
بحسب تقدير المركز الأميركي، الذي أشار إلى أن “واشنطن تضع الأساس لتعاون أمني إقليمي أكبر، والهدف النهائي منه هو السماح للشركاء الموثوق بهم بالتعامل مع شؤونهم الخاصة”، بينما تتحور هي حول أوروبا ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ.
مساعٍ صهيونية وفي السياق، يسعى كيان الاحتلال الصهيوني إلى تشكيل تحالف عسكري مع دول حليفة لها ضد إيران، قد يشمل دولاً عربية، في وقت تخشى فيه تل أبيب من حصول طهران على أسلحة نووية، مستفيدة بذلك من برنامجها النووي، الذي يعد سبباً رئيسياً لتوتر العلاقات بين طهران من جهة، وأميركا ودول أوروبية من جهة أخرى.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية في وقت سابق، عن تقارير فرنسية، قولها إن كيان الاحتلال “درس بالتفصيل استراتيجيته لمهاجمة إيران، حيث تم وضع حوالي 3000 هدف، وهو يريد التحرك بسرعة، لكن هناك شك في الدخول في الحملة بمفردها”.
وقال دبلوماسي إسرائيلي (مطلع على التفاصيل) لموقع “I24 News” العبري، إنه “على الورق كل شيء جاهز”، مضيفاً أن “فكرة إسرائيل هي إيجاد حلفاء، ومثل هذا التحالف سيشمل فرنسا والولايات المتحدة، وربما بعض الدول العربية، خاصةً من الخليج، والتي تشكل إيران أيضاً تهديداً لها”.
ولفت المصدر إلى أن “مثل هذا التحالف سيكون له دور رادع.. إسرائيل ستهاجم إيران، لكن طهران لن تكون قادرة على الرد، لأن هذا سيكون إعلان حرب على عدة دول في الوقت نفسه”.
يشار إلى أن باريس وواشنطن رفضتا تماماً هذا الاحتمال، وفضّلتا الحل الدبلوماسي ضد إيران لكن الوضع تغير، وفق الدبلوماسي ذاته. وأشار الموقع العبري إلى تصريح الممثل الخاص للولايات المتحدة في إيران روبرت مالي، الذي قال لشبكة “سي أن أن” الأميركية، إن “الخيار العسكري مع إيران على جدول الأعمال إذا فشل المسار الدبلوماسي”.
وتأتي التقارير الفرنسية، عن نية تل أبيب تشكيل حلف ضد إيران، بعد أيام من لقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اللذين أعربا، عن عزمهما على “العمل معاً” في وجه أنشطة إيران “المزعزعة للاستقرار” في الشرق الأوسط، وبمواجهة دعم طهران لروسيا في هجومها على أوكرانيا.
تعاون استخباراتي أميركي مع دول الخليج وتحالف عسكري إسرائيلي معهم.. ضد إيران
وكان ماكرون، قد ندّد عقب لقائه نتنياهو بـ”الاندفاع المتهور لإيران” في برنامجها النووي، محذراً طهران من أن مواصلة هذا المسار لن تبقى بلا “عواقب”. من جانبها، ذكرت الرئاسة الفرنسية في بيان، أنّ ماكرون كرّر ضرورة إبداء “الحزم اللازم في وجه اندفاع إيران المتهور، الذي إذا استمر فستكون له حتماً عواقب”، وحيال غياب “الشفافية في هذا البلد تجاه الوكالة الدولية للطاقة الذرية”.
وسبق للكيان الصهيوني أن أعلن، على لسان وزير دفاعه السابق بيني غانتس في يونيو 2022، عن تحرك تل أبيب لبناء “تحالفٍ للدفاع الجوي” في الشرق الأوسط بقيادة الولايات المتحدة. وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، في ذلك الحين، أن هذا التحالف سيكون نتيجة للتقارب الدبلوماسي الذي أدى لاتفاقيات تطبيع مع دول عربية قبل عامين تقريباً.
وفي مارس الماضي، عقدت “قمة النقب” واستضاف فيها وزير الخارجية الإسرائيلي نظراءه من مصر والإمارات والمغرب والبحرين بحضور وزير الخارجية الأميركي، في خطوة اعتبرها مراقبون بانها كانت موجهة ضد إيران.
الإمارات سبّاقة إلى ذلك، كشفت وسائل إعلام عبرية عن تصاعد التعاون العسكري والأمني العلني بين الإمارات والاحتلال الإسرائيلي، وهو ما تمثل بشراكة إسرائيلية وإماراتية في مشروع سفينة دون قبطان.
وخلال معرض الدفاع البحري “نافدكس”، كشفت الإمارات وكيان الاحتلال، عن أول سفينة عسكرية غير مأهولة (دون قبطان) تم تصنيعها في إطار تعاون بين شركة صناعة الطيران الإسرائيلية ومجموعة “إيدج” الإماراتية”. وأفاد موقع “i24” العبري بأن “سفينة دون قبطان، مزودة بأجهزة استشعار وأنظمة تصوير متطورة، يمكن استخدامها للمراقبة والاستطلاع ورصد الألغام، قبالة سواحل العاصمة الإماراتية أبوظبي”.
وقال أورين غوتر، الذي يقود البرنامج البحري في الشركة الإسرائيلية لوكالة “فرانس برس”: “لأول مرة نعرض مشروعا مشتركا يظهر قدرات ونقاط قوة، عند كل من الشركتين في تأمين السواحل ومواجهة التهديدات بالألغام، هذه السفن ستحارب ضد التهديدات هنا في المنطقة، ولكن الهدف أيضا نشرها في الخارج”.
وزعم الموقع، أن “الشركة الإسرائيلية تسعى إلى تعزيز التعاون مع الإمارات في مجال الدفاع الجوي ولمساعدة الدولة الخليجية في تحسين قدراتها البحرية، وتعمل شركات الدفاع الإسرائيلية والإماراتية معا لتطوير نظام مضاد للطائرات دون طيار”.
ولفت الموقع، إلى أن الإمارات وكيان الاحتلال، قاما بتعزيز الشراكة العسكرية بينهما منذ توقيع اتفاقيات التطبيع في 2020، وفي يناير 2022، أعلنت شركة “البيت سيستمز” الإسرائيلية للأسلحة المتطورة أن فرعها في الإمارات حصل على عقد بقيمة 53 مليون دولار تقريبا لتزويد سلاح الجو الإماراتي بأنظمة دفاعية”.
يذكر أن العديد من السفن التي تعود ملكتيها أو جزء منها للاحتلال، تعرض لسلسلة هجمات في مياه الخليج، حتى إن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اتهم الأحد الماضي إيران بالهجوم على ناقلة نفط مرتبطة بـ”إسرائيل” في الخليج.
وتعرضت ناقلة المنتجات “كامبو سكوير” التي ترفع العلم الليبيري لضربة يوم 10 فبراير الجاري، عبر جسم محمول جوا بينما كانت في بحر العرب على بعد 300 ميل بحري تقريبا قبالة سواحل الهند وسلطنة عمان، بحسب ما تحدثت به شركة “إلتسون” اليونانية التي تدير الناقلة.