تصدع تحالف “حارس الازدهار” الأمريكي
العين برس/ تقرير
قالت تقارير صحفية إن التردد واضح لحلفاء الولايات المتحدة في ربط أنفسهم بالجهود التي تسعى اليها أمريكا لحماية السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر.
تصدع (حارس الازدهار) الأمريكي
وقال الباحث العميد عبد الله بن عامر نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي “تفيد المصادر بأن ثلاث دول اوروبية كبيرة ابلغت الولايات المتحدة تحفظها على عدة نقاط فيما يتعلق بالتحالف في البحر الأحمر منها انها لا تريد لقواتها أن تأتمر بأوامر وزارة الدفاع الامريكية لاسيما في ظل عدم وجود مهام واضحة متفق عليها حتى اللحظة كقرار الحرب وان الانسب عدم توسع الصراع.
وأفادت التقارير بأن اثنين من حلفاء الولايات المتحدة الأوروبيين المذكورين كشركاء في العملية إيطاليا وإسبانيا، أصدرا بيانات يبدو أنهما يحاولان فيها النأي بأنفسهما عن هذه القوة المتعددة الجنسيات خوفا من مهاجمتهما.
وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أن القوة المعنية هي تحالف دفاعي يضم أكثر من عشرين دولة شريكة وهي مصممة لضمان استمرار التجارة البحرية التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات، إلا أن ما يقرب من نصف هذه الدول لم تعترف حتى الآن بأنها شريكة في التحالف أو سمحت للولايات المتحدة بالكشف عنها بنفسها وهي دول تتراوح مساهمتها في القوة المتعددة الجنسيات بين إرسال السفن الحربية إلى إرسال أفراد الطاقم فقط.
ووفقا لوكالة “رويترز” للأنباء التي نشرت التقرير، فإن التردد الواضح لبعض حلفاء الولايات المتحدة في ربط أنفسهم بالجهود يعكس إلى حد ما الشقاق بينهم الذي أحدثته الحرب في غزة في النظام الدبلوماسي الغربي بينما يستمر الرئيس بايدن في دعم إسرائيل بقوة في الوقت الذي تتزايد الانتقادات الدولية في الغرب بشأن عمليات الجيش الإسرائيلي في غزة والذي استشهد فيه أكثر من 21 ألف فلسطيني، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
ويوضح ديفيد هيرنانديز المحاضر في العلاقات الدولية في جامعة كومبلوتنسي في مدريد، أن “الحكومات الأوروبية تخشى بشدة أن ينقلب بعض ناخبيها ضدها”، مشيرا إلى أن الرأي العام الأوروبي أصبح ينتقد إسرائيل بشكل متزايد ويخشى من جرها إلى الصراع في الشرق الأوسط.
وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت في وقت سابق عن إطلاق عملية “حارس الازدهار” في البحر الأحمر لحماية السفن الاسرائلية من هجمات القوات المسلحة اليمنية التي أعلنت أنها ستستهدف السفن الإسرائيلية ردا على العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.
وسبق أن حذرت القيادة في صنعاء من عزمها مهاجمة أي سفن مرتبطة بإسرائيل، داعية الدول الأخرى إلى سحب أطقمها وعدم الاقتراب منها.
وقررت شركات شحن تعليق النقل عبر البحر الأحمر، ومن ضمنها شركتا الطاقة BP وEquinor التي تنقل المنتجات البترولية.
من جانبه تحدث موقع “The War Zone” الأمريكي (موقع متخصص بالشؤون العسكرية) عن معاناة من “تصدّعاتٍ كبيرة ونكسات” تعيشها عملية “حارس الازدهار” في البحر الأحمر، والتي أعلنت عنها واشنطن، حيث ترفض كل من إسبانيا وإيطاليا وفرنسا وضع سفنها تحت قيادة واشنطن.
وذكر الموقعأنّ عملية “حارس الازدهار” التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية في البحر الأحمر، تظهر “تصدّعاتٍ كبيرةً”، في الوقت الذي “طالت فيه ضربات الطائرات المسيّرة السفن قبالة الهند، بعيداً من شواطئ اليمن”.
وفي حين وافقت 20 دولةً على المشاركة في التحالف البحري متعدد الجنسيات بحسب ما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية، فإنّ جزءاً صغيراً منها سيوفّر فعلياً سفناً للتحالف، أو أصولاً رئيسيةً أخرى من أجل المساعدة، وذلك وفقاً لما أورده الموقع المتخصّص بالشؤون العسكرية.
وجاء في التقرير الذي أعدّه الموقع، إنّ عدّة دول منضوية تحت هذا التحالف “ترسل في الواقع حفنةً من الموظفين”، مُشيراً إلى أنّ الأمر أصبح مشكلةً خصوصاً في الوقت الحالي، كاشفاً رفض كل من إسبانيا، وإيطاليا وفرنسا الطلب الأمريكي بأن تخضع سفنها لقيادة البحرية الأميركية أثناء نشرها كجزءٍ من العملية، حسبما ذكر الموقع.
وفي السياق، نقل الموقع عن وكالة “رويترز” الإخبارية قولها إنّ إسبانيا أعلنت أنّها ستوافق فقط على عملية يقودها حلف شمال الأطلسي “الناتو” أو الاتحاد الأوروبي.
وذكر “The War Zone” ي تقرير أنّ الفرقاطة الإيطالية “فيرجينيو فاسان”، ستنتشر في المنطقة، إلا أنّها لن تفعل ذلك كجزء من عملية “حارس الازدهار”، كما لفت إلى أنّه على الرغم من أنّ فرنسا ستشارك في العملية، لكنّها “لن تسمح لسفنها بأن تخضع لقيادة الولايات المتحدة”.
وبحسب الموقع، يشكّل هذا رفض خضوع السفن لقيادة واشنطن “مشكلةً كبيرةً”، لأنّ هذه الدول، وهي أعضاء في حلف شمالي الأطلسي، تمتلك سفناً ذات قدرة عالية مع قدرات دفاع جوي قوية يمكن إرسالها.
وفي حين أنّ الجدل بشأن أي تحالف متعدد الجنسيات من أجل عملية مثل هذه ليس بالأمر السهل أبداً، فإنّ هذه التطورات بين أقرب حلفاء واشنطن هي “نكسات بالتأكيد”، على حدّ وصف الموقع، كما أنّها تأتي في الوقت الذي يبدو فيه أنّ “التهديد للشحن يتوسع إلى ما هو أبعد من باب المندب ومحيطه المباشر”.
وفي وقت سابق، ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أنّه في ظل الدعم الأمريكي للحرب الإسرائيلية على غزة، “لا يبدو أنّ أي دولة في المنطقة ترغب في الارتباط بالولايات المتحدة في مغامرة عسكرية”.
وأوردت الصحيفة أنّه كان هناك غياب ملحوظ للدول العربية بين البلدان المشاركة، عندما أعلن وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، أنّ الولايات المتحدة تنظم قوة عمل بحرية جديدة لمواجهة ما يزعم أنّه “التهديد” الذي يشكّله اليمنيون في البحر الأحمر.